ما مصير مقاتلي تنظيم الدولة بعد طردهم من الرقة؟
18 تشرين الأول (أكتوبر)، 2017
بعد أكثر من أربعة أشهر من المعارك الضارية، خسر تنظيم “الدولة الإسلامية” مدينة الرقة معقله الأبرز في سوريا، لكن مصير المئات من مقاتليه الأجانب الذين رُجح أن يقاتلوا حتى الرمق الأخير لا يزال مجهولاً.
وسيطر التنظيم على المدينة الواقعة في شمال سوريا في العام 2014، وسرعان ما جعل منها رمزاً للترهيب ومركزاً خطط منه لهجمات دموية عدة حول العالم، أبرزها اعتداءات باريس في العام 2015 وهجوم برشلونة الأخير في أغسطس/آب.
مقاتلو التنظيم
بعد إعلانه “الخلافة الإسلامية” على أراض شاسعة سيطر عليها في سوريا والعراق المجاور في العام 2014، انضم الآلاف من مواطني الدولتين فضلاً عن مقاتلين أجانب إلى صفوفه.
ويقدر مسؤولون أمريكيون عدد الأجانب الذين التحقوا بالتنظيم خلال السنوات الماضية بنحو 40 ألفاً، انتشروا في “أرض الخلافة” التي ساوت مساحتها حين كانت في أوج قوتها مساحة بريطانيا.
وباتت مدينة الرقة “العاصمة” المفترضة للتنظيم في سوريا واتخذها العديد من المقاتلين الأجانب مقراً لهم.
وخاض “تنظيم الدولة” في الرقة معارك ضارية في مواجهة “قوات سوريا الديموقراطية” التي تمكنت من الدخول إليها في السادس من يونيو/حزيران بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن.
وخلال أربعة أشهر، تمكنت “قوات سوريا الديموقراطية” من السيطرة على 90 في المئة من مساحة المدينة وانكفأ نحو ألف مقاتل سوري وأجنبي إلى جيوب صغيرة قبل أن يطردوا منها بموجب اتفاق إجلاء أولاً، تبعه هجوم أخير انتهى الثلاثاء.
أين ذهب المقاتلون
يرجح محللون أن يكون قادة الصف الأول في التنظيم قد غادروا الرقة قبل دخول “قوات سوريا الديموقراطية” إليها. كما قتل المئات من المقاتلين خلال المعارك وجراء غارات التحالف الدولي التي لم تكل من استهداف المدينة.
وحين اقتربت المعركة من نهايتها، قاد مجلس الرقة المدني ووجهاء من عشائر المحافظة الأسبوع الماضي محادثات مع المقاتلين المحليين في المدينة، استسلم بموجبها أكثر من مئتي مقاتل محلي مع أفراد من عائلاتهم لـ”قوات سوريا الديموقراطية”.
وشدد كل من مجلس الرقة المدني و”قوات سوريا الديموقراطية” على أنه لم يُسمح للمقاتلين الأجانب بالخروج من المدينة.
وقبل انتهاء العمليات العسكرية في المدينة، قدر التحالف الدولي و”قوات سوريا الديموقراطية” عدد المقاتلين المتبقين وغالبيتهم من الأجانب بنحو 300 مقاتل.
ولم يتوفر حتى الآن أي اشارة حول مصير هؤلاء المقاتلين وما إذا كانوا قد استسلموا أو قتلوا خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة من القتال.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن نحو 130 الى 150 مقاتلاً أجنبياً استسلموا مباشرة قبل انتهاء المعارك.
وتحدثت تقارير أخرى عن تمكن قافلة من المقاتلين الأجانب من الخروج من المدينة باتجاه مناطق سيطرة التنظيم في محافظة دير الزور (شرق)، الأمر الذي نفاه مسؤولون في “قوات سوريا الديموقراطية”.
وقال المتحدث باسم “قوات سوريا الديموقراطية” طلال سلو إن المقاتلين الذين لم يشملهم الاتفاق “إما استسلم البعض منهم وإما قتل”.
وأضاف: “نجري حالياً عمليات تمشيط للقضاء على الخلايا النائمة، قد يكون هناك إرهابي مختبئ هنا أو هناك”.
وذكر المتحدث باسم التحالف الدولي “ريان ديلون” أن مئة مقاتل إضافي استسلموا خلال اليومين الماضيين وقد تبين أن بينهم أربعة مقاتلين أجانب، دون أن يتمكن من تحديد جنسياتهم.
ماذا سيحصل للمقاتلين
نفى “ديلون” توقيف التحالف الدولي لأي مقاتل. وقال “لم نقم بهذا الأمر. لدينا قوات من التحالف ستحقق معهم وتحاول أن تحصل منهم على معلومات، ولكنهم في قبضة قوات سوريا الديموقراطية”.
وبموجب الاتفاق الذي قاده مجلس الرقة المدني، جرى تسجيل بيانات وبصمات المقاتلين الذين استسلموا لوجهاء العشائر الذين سيكونون “مسؤولين عنهم وكفلاءهم”.
ومن المتوقع أن تتواصل “قوات سوريا الديموقراطية” مع الدول التي يتحدر منها المقاتلين الأجانب لبحث سبل تسليمهم ومحاكمتهم.
اقرأ أيضاً: هل ستكون هزيمة “تنظيم الدولة” في الرقة بداية لاستراتيجية أمريكية جديدة في سوريا؟
[sociallocker] [/sociallocker]