هل ستكون هزيمة "تنظيم الدولة" في الرقة بداية لاستراتيجية أمريكية جديدة في سوريا؟



السورية نت - رغداء زيدان

قال بلال صعب الباحث في معهد الشرق الأوسط إن استعادة السيطرة على الرقة وطرد تنظيم "الدولة الإسلامية" منها له أهمية رمزية لكن الأمر يتعلق بانتصار باهظ الثمن فمعالجة المشكلات الاقتصادية والسياسية ستكون على نفس درجة أهمية المعركة العسكرية حتى لا تظهر "دولة إسلامية" أخرى.

وكانت الرقة أول مدينة كبيرة يسيطر عليها "تنظيم الدولة" قبل أن تؤدي سلسلة انتصاراته السريعة في العراق وسوريا إلى خضوع الملايين لحكم ما سميت بدولة الخلافة التي أعلنها من جانب واحد والتي سنت قوانين وأصدرت جوازات سفر وعملة خاصة بها.

وخسر "تنظيم الدولة" الكثير من الأراضي في سوريا والعراق هذا العام بما في ذلك مدينة الموصل العراقية. وفي سوريا تقهقر التنظيم إلى قطاع من وادي الفرات ومناطق صحراوية محيطة.

ورأى محللون متخصصون في شؤون الشرق الأوسط أن من بين المشكلات الكثيرة التي تجلت بعد طرد "تنظيم الدولة" من الرقة مشكلة توفير الأموال للمساعدة في إعادة بناء المدينة المدمرة وكيفية دعم الحكومة المحلية الوليدة في مواجهة تمرد محتمل وكيفية منع الأسد المدعوم من إيران وروسيا من محاولة استعادة السيطرة على المدينة.

وقال "نيك هيراس" من مركز الأمن الأمريكي الجديد: "التحدي الحقيقي هو أن يتحول تنظيم الدولة الإسلامية إلى شبح منتقم يحاول التسلل لتخريب الأمن والحكم والإدارة في فترة ما بعد انتهاء الصراع من أجل تقويض الولايات المتحدة وشركائها".

وأضاف مسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية أن واشنطن لا تزال ملتزمة بعملية جنيف للسلام وتدعم "أوسع تجمع ممكن من ممثلي سوريا في تلك المناقشات".

وصرح المسؤول أن الولايات المتحدة والحلفاء سيواصلون تقديم المساعدات الإنسانية ومساندة الجهود الرامية لاستقرار المناطق المحررة من حكم "تنظيم الدولة"، "ليشمل ذلك الاستمرار في إزالة العبوات الناسفة البدائية وغيرها من المتفجرات (..) وإعادة الخدمات الأساسية وتجديد المدارس".

وأضاف المسؤول أن أهداف الولايات المتحدة تتضمن "دعم هيئات الحكم المحلي الممثلة للمنطقة بقيادة مدنية وتكون جديرة بالثقة في أعين السكان".

وأدى استخدام الأسد القوة لسحق انتفاضة سلمية ضد حكم عائلته الممتد منذ أكثر من أربعة عقود إلى تفجر الحرب في عام 2011. وساهم الصراع في إيجاد فراغ استغله "تنظيم الدولة" ليسيطر في نهاية المطاف على أجزاء من سوريا. وتدخلت روسيا عسكرياً لدعم الأسد في 2015.

وقال هيراس: "التحدي الأكبر بالنسبة للرقة والشركاء السوريين المحليين الذين يحاولون إعادة بناء الرقة هو الغموض في سياسة إدارة ترامب بشأن سوريا".

وأضاف: "يتعين إرسال إشارة بأن الولايات المتحدة تنوي الاحتفاظ بقوة في المناطق التي استعادتها من الدولة الإسلامية من أجل الإشراف على مهمة تحقيق الاستقرار وأن يكون لها هدف أوسع غير معلن يتمثل في تقييد قدرة إيران على إعادة السيطرة على كل أنحاء البلاد باسم الأسد".

وأفاد عدة محللين إن الولايات المتحدة ليس لديها على ما يبدو استراتيجية واضحة لإعادة الاستقرار إلى المنطقة ناهيك عن إحياء المحادثات التي ترعاها الأمم المتحدة في جنيف بهدف إنهاء الحرب.

وقال السناتور الجمهوري بن ساس: "سيطرنا على مدن من قبل وفقدناها (..) هذا الانتصار يؤكد على الحاجة إلى استراتيجية شاملة لسوريا".

وأشار مسؤول أمريكي طلب عدم نشر اسمه إلى أنه "إذا كان الروس يرغبون حقاً في (..) عمل شيء يعيد إلى سوريا لحمتها فسنرى إن كانوا مستعدين للعودة إلى عملية جنيف".

وذكر صعب من معهد الشرق الأوسط أن النفوذ الأمريكي في سوريا ربما يكون أضعف من أن يسهم في تشكيل الأحداث.

وقال: "مشاركتنا كانت وستظل دائماً محدودة إلى حد كبير (..) تركنا الساحة لروسيا والإيرانيين وربما فات أوان انخراطنا بفعالية".

اقرأ أيضاً: على وقع انخفاض أسعاره عالمياً..الذهب يتراجع في دمشق لليوم الثالث على التوالي




المصدر