إحتفاء الخونة بنيتنياهو(ليسوا منا ولسنا منهم)

د.عزة عبد القادر كان مشهد بعض أعضاء الجالية المصرية المقيمة في أمريكا مثيراً للإشمئزاز والإستفزاز ، فلم يكن من السهل أن نرى إخواناً لنا عاشوا في مصر وشربوا من نيلها وتذوقوا خيراتها أن يصل بهم الغباء والتهاونإلى حد الإحتفاء برئيس الوزراء الإسرائيلي العنصري القاتل بنيامين نيتنياهو بهذا الشكل الفج والعبثي . هذا في إعتقادي المتواضع يرجع لشيئين أولاً: إنه من الممكن أن تصل بعض العقول الصغيرة في فكرها إلى إدعاء العلم والحنكة السياسية ، مما يجعلهم يلبسون جلباب الساسة والعلماء المخرفين، حيث نمى في باطنهم أن تلك الأساليب ما هي إلا دبلوماسية ظاهرية لا تعني أي شيء ، فالضحكة الساحرة والمجاملة لن تسيء في شيء ، فطالما أنهم في أمريكا وليسوا داخل إسرائيل وهم مؤمنين في داخلهم بأحقية الفلسطينين في الأرض والسيادة فإن هذا لا يألوا أكثر من مجرد شو إعلامي ومظاهر كاذبة . ، لكننا نقول لهم تلك ليست أموراً سطحية ولا دبلوماسية ، لكنها تسمى فكاكة وفهلوة سياسية وعدم إدراك للأمور ، فأنتم لستم ساسة لتقلدوا السياسيين ، أنتم الشعب (العامة) التي تعبر عن الرأي والحقيقة ، والشعب بصفة عامة لا يمتلك الحكمة السياسية ، ولكنه من المفترض أن يسير على بعض المباديء الرئيسية أهمها---- حب الأرض التي ينتمي إليها والوفاء لديانته ولغته الأصلية . فمثلاً : الشعب الأمريكي لم يكن بالحنكة السياسية التي كنا نظنها في مواطنيه بدليل اختياره للرئيس دونالد ترامب الذي لا يفقه شيء في السياسة والديموقراطية ، ورغم ذلك فإن الشعب الامريكي يسير على مباديء وغايات رئيسية أهمها- الإعتزاز بهويته الثقافية التي تشمل دينه ولغته ، والإستماتة في تطبيق النظام والقانون لمصلحة الفرد والمجتمع . فربما تجد أمريكياً جاهلاً أشد الجهل بالسياسة ، لكنه لا يسمح بتخريب إقتصاد الولايات المتحدة بحجة دخول معركة حربية أو بسبب ظروف أمنية . ومن النادر أن نجد أمريكيا يتجاهل هويته الثقافية وحبه للغته وعقيدته حتى لو كانت عقيدته إلحادية ، فهو يجاهد ويناضل من أجلها ولا يهمه أن تكون مختلفا معه أو يكون كل من حوله مختلفين ، فهو لا يستعر من فكره ولغته بل يعتز بهما لأقصى درجة . إذن فإن الفكاكة والفهلوة السياسية ليست إلا تغافل وإتباع لنظم سياسية لا تفقه في السياسة إلا تزيين العبودية، فهم ساسة غير مدركين للقضايا السياسية ولا حتى المجتمعية ، وذلك لأن الإسرائليين الآن ليسوا في حاجة إلى العرب وهم ليسوا مهزومين بل هم يرون انهم أبطال منتصرين وهم يحاربون كل يوم وكل لحظة ولا يريدون أي شيء منا فالمسألة جد تختلف عن عصر كامب ديفيد الذي كان العرب لازالوا متحدين ومنتصرين إلى حد معقول ، وأكرر هنا أن الجهل ليس عيباً لكن العيب هو إدعاء المعرفة والعلم بما لا نعرف . ثانيا----: ربما إن تلك الفئة الذليلة المستعبدة من المصريين الذين هللوا لنيتنياهو هو وزوجته هم مؤمنين بإسرائيل بالفعل وليس لديهم أي موانع من التطبيع مع العدو الصهيوني وليس جهلاً ، فهنا ليست المسألة فكاكة وفهلوة ، لكنها تعد كارثة حلت على أوطاننا العربية ، فإذا كانوا يعتقدون أن عدوهم هو حبيبهم وآمنوا بصدقه لمجرد ابتسامة وبعض كلمات لطيفة ، فتلك تعد فاجعة لأن تلك الوجوه التي ترسم الإبتسامة الصفراء هي وجوه لمواطنين مستعمرين وسفاحين قتلوا الرجال والنساء والأطفال ، واحتلوا أرض فلسطين وجزء من سيناء بلا وجه حق . إذا كان هؤلاء المصريين خونة ، فإن الكلام في تلك الحالة لن يجدي معهم ، فقد أصبحوا أكثر عداءاً في نظري من إسرائيل ، إنهم ليسوا مجرد إناس جبناء يخافون على أموالهم وأنفسهم ، بل منافقين بدرجة صارخة وعبيدا باختيارهم وإرادتهم فليس لهم توبة أو رجوع . عذراً أهل فلسطين ، فلنا إخواناً أعداءاً يرتدون نفس زينا ويتكلمون بلهجتنا ، لكنهم ليسوا منا ولسنا منهم .