الرياض وواشنطن .. رسائل عدة من “عين عيسى”



تزامنت زيارة مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بيرت ماكغورك، إلى منطقة عين عيسى، أول أمس الثلاثاء، مع إعلان ميليشيات (قوات سورية الديمقراطية) السيطرة على الرقة من تنظيم (داعش)، في وقتٍ ذكرت فيه صحيفة (عكاظ) أن ثامر السبهان وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج، زار المنطقة أيضًا، في اليوم نفسه؛ ليبحث مع ماكغورك ملف إعادة إعمار الرقة.

الصحيفة السعودية أشارت إلى أن المسؤول السعودي “يشارك في حفلة الإعلان الرسمي عن تحرير مدينة الرقة من تنظيم (داعش)، الذي من المتوقع أن يكون في اليومين المقبلين”، وأن “زيارة السبهان للريف الشمالي، ووقوفه على الأوضاع في المدينة، تأتي في إطار التفاهم السعودي الأميركي، حول إعادة الأمن والاستقرار إلى المدينة”.

وأضافت أن “الرياض وواشنطن ناقشتا إعادة إعمار الرقة، بحيث يكون للسعودية الدور البارز في إعادة الإعمار”، كما تم بحث ملف إعادة الإعمار مع “السعودية والإمارات.. وتأهيلها بعد الدمار الذي تعرضت له، في أثناء الحرب الطويلة مع (داعش)”.

مصدر مطلع قال لـ (جيرون): إن زيارة المسؤولَين وبحثهما ملف إعادة إعمار الرقة تحمل في طياتها رسائل عدة، موضحًا أن “السعودية تريد أن توصل رسالة إلى الإيرانيين بأن لديها حصتها الاقتصادية من إعادة الإعمار، وأنه مهما حاولت إيران أن تستحوذ على مفاصل اقتصادية في الساحة السورية؛ فلن تكون في المقدمة”.

أضاف المصدر أن “السعودية أيضًا تريد أن ترسم خطة نفوذ لها في سورية، كي لا تبقى ساحة النفوذ الاقتصادي فيها لصالح الإيرانيين، وأعتقد أن زيارة العاهل السعودي إلى موسكو قبل أيام تحمل في طياتها هذا الملف”.

أشار المصدر إلى أن “واشنطن هي الأخرى تريد تقليم أظافر الإيرانيين في سورية من جهة، وقطع الطريق أمام موسكو من التدخل في ملف الرقة، خصوصًا أن الأخيرة باتت تداهن الأكراد في الشمال السوري بشكل أكبر”. واعتقدَ أن “هذه الزيارة ستكون ضربة قاسية لنظام الأسد وحلفائه، لا سيما أنها تقول إن المناطق الخارجة عن سيطرة النظام السوري لن يكون له أي خيار حيالها، وسيكون خارج حسابات التخطيط وتقسيم كعكة إعادة الإعمار فيها”.

تابع مبينًا بعض التفاصيل: “هناك أنباء تحدثت عن زيارة علي مملوك إلى القامشلي، اليوم الخميس، ليلتقي هناك بمسؤولين أكراد، وأظن أن هذه الزيارة المستعجلة والمفاجئة -إن صحّت- دليلٌ على أن النظام تلقى ضربة قاسية في ما يخص الرقة”.

في سياق متصل، يعقد وزراء داخلية دول مجموعة السبع اجتماعًا، اليوم الخميس وغدًا الجمعة، في جزيرة (إسكيا) الإيطالية؛ لبحث “التهديد الذي تمثله عودة المقاتلين الفارين، بعد سقوط العديد من معاقل الجهاديين في العراق وسورية”.

وفق صحيفة (دوتشه فيله) الألمانية، يشارك في المحادثات، “إلى جانب وزراء كندا وفرنسا وألمانيا واليابان وبريطانيا، والولايات المتحدة، المفوضان الأوروبيان ديمتريس افراموبولوس (الهجرة) وجوليان كينغ (الأمن) إضافة إلى الأمين العام للإنتربول الألماني يورغن ستوك”.

ذكرت الصحيفة أن وزير الداخلية الإيطالي، ماركو مينيتي، الذي سيترأس هذا الاجتماع قال في وقت سابق: إن “ما بين 25 و30 ألف شخص من مئة جنسية مختلفة -خمسة آلاف منهم من أوروبا- يشكلون هذه القوة المدربة، والتي يمكن أن تنتشر في مختلف أنحاء العالم، وترغم العديد من الدول على مواجهة عودة الشتات”. وأضاف أنه “أكبر فيلق أجنبي في التاريخ”، مشددًا على أهمية أن تعتمد أوروبا “آلية مراقبة على الحدود، لتفادي عودة هؤلاء المقاتلين”. (ص. ف).


جيرون


المصدر
جيرون