اللغة التركية إلى مناهج (درع الفرات)..تقييم الخطوة



تباينت الآراء حول إدخال اللغة التركية، لغة أجنبية إضافية إلى المناهج الدراسية، في مناطق (درع الفرات)، حيث رأى بعض السوريين أنها “خطوة إيجابية، كون هذه المناطق باتت على تماسٍ مباشر مع تركيا، في العديد من القطاعات”، فيما عدّها قسمٌ آخر “بداية لنهج تركي جديد في الشمال السوري، سيحمل معه تبعات أخرى، لن يكون آخرها التعليم”.

حول هذا الموضوع، قال عبد خليل، رئيس المجلس المحلي لمدينة جرابلس لـ (جيرون): “القرار لم يُطبّق بعد، وهو ما يزال مشروعًا قيدَ الدراسة، وستدخل اللغة التركية بموجبه إلى المناهج السورية، لغةً مُضافة لا تتعدى الـ 4 ساعات دراسية في الأسبوع، وتلاقي هذه الخطوة استحسانًا شعبيًا، إذ إن تعلّم هذ اللغة سيكون إيجابيًا بالنسبة إلى الطلاب الذين انفتحوا على تركيا المحاذية والصديقة التي دعمت ملف التعليم في هذا المناطق، إضافة إلى العديد من الملفات الأخرى التي كانت مدمرة، بعد سنوات من حكم (داعش)”.

حول آليات التنفيذ، أوضح خليل: “سيتم الاستعانة بأساتذة سوريين يتقنون التركية، جرى تأهيلهم وتدريبهم مسبقًا من قِبل الجهات التركية”، مؤكدًا أن “هذه الخطوة لن يكون لها أي أبعاد سلبية، لا سيّما أن الجانب التركي يحترم الشأن السوري، وتُسنُّ القرارات الجديدة بالتوافق مع المجالس المحلية في هذه المناطق”.

في السياق ذاته، يرى مهتمون في المجال التعليمي أن إدخال اللغة التركية إلى المناطق المحاذية لتركيا أمرٌ إيجابي، ولا سيما أن المصالح والتقاطعات بين الجانبين في ازدياد، ويعتبرون أن إدارة تركيا لملف التعليم سترتقي بالتعليم، وتخرجه من حالة الفوضى والعجز، في حين يؤكد ناشطون أن هذا القبول والترحيب بإدراج التركية لغة رسمية في المنهج السوري آتٍ من جهة واحدة، تتمثل في وجود قرى تركمانية في ريف جرابلس”، وأن باقي مدن (درع الفرات) كمدينة الباب وإعزاز ذوات الأغلبية العربية لا يرحبون به ويرفضونه بالمطلق”.

ناشط مهتم بالتعليم، من شمال سورية، فضّل عدم الكشف عن اسمه قال لـ (جيرون): “لا يمكن فصل ما يحدث في (درع الفرات) عما تبحث عنه أنقرة من مصالح استراتيجية في المنطقة، ويأتي إدراج اللغة التركية في تلك المناطق محاولة جديدة من تركيا لبسط سيطرتها المطلقة، ليس فقط سياسيًا وإنما على المجتمع، فهي تبحث عن مرجعيات مجتمعية، ويُشكّل التعليم أحد أبرز الأدوات للعبور نحو أي مجتمع”، مشيرًا إلى “أن تركيا لا تسعى من خلال دعمها للتعليم في تلك المناطق إلى خلق بنية لازدهار المجتمع، بقدر ما تسعى لخلق روافع وحوامل لمشروعات سياسة واقتصادية واجتماعية”.

فرح فوزي، وهي مدرّسة لغة إنكليزية سورية مقيمة في تركيا قالت لـ (جيرون): “تحمل هذه الخطوة وجهين: الأول أن يتعلم السوريون اللغة التركية، وهو أمرٌ مفيد وإيجابي لهم، ولا سيّما أن معظمهم لهم أقارب في تركيا ويترددون إليها، وأصبحت تركيا بالنسبة إلى ما يفوق 3 مليون سوري وطنًا رديفًا، والثاني هو تتريك التعليم في تلك المناطق، وتحويله كليًا إلى السياق التركي، وهو ما يُخشى منه”.

استشهدت فوزي بسير العملية التعليمية في تركيا، وكيف تُقدِم التربية التركية على دمج تعليم السوريين بإلغائه كليًا، معتبرة هذه الخطوة مجحفة بحقّ السوريين، وأوضحت في هذا الجانب: “المشكلة تكمن في أن تركيا لا تُعامل السوريين معاملةَ اللاجئين مثل باقي الدول الأجنبية، ولا تمنحهم حقوق اللاجئ، وبدأت تفرض عليهم تعلم اللغة، بوتيرة مشابهة لما يحصل في الدول الأوروبية، على الرغم من أنهم بالنسبة إليها (ضيوف)”.

ما يزال من المبكّر الحديث عن فرض اللغة التركية في عموم مناطق (درع الفرات)، والمخاوف من تتريك التعليم في تلك المناطق ما تزال أيضًا في حدودها الدنيا، إذ تؤكد شريحة واسعة من السوريين أن تركيا لن تفرض لغتها قسرًا في تلك المناطق، وأنها ستقف عند القبول الشعبي وتأخذه بالحسبان.


جيرون


المصدر
جيرون