تجنباً للفيضانات… جهودٌ متسارعةٌ لإزالة (زهرة النيل) من سهل الغاب




خالد عبد الرحمن: المصدر

تتواصل الجهود في سهل الغاب بريف حماة الغربي لمحاولة القضاء على نبتة “زهرة النيل” التي تُعيق جريان المياه في قنوات الري والمسطحات المائية، الأمر الذي يؤثر سلباً على العمل الزراعي والأمن الغذائي بشكل عام.

وتنفذ منظمة “إحسان” للإغاثة والتنمية مشروعها هذا العام لإزالة تلك النبتة مؤقتاً من المجاري المائية الذي يندرج ضمن برنامج “المال مقابل العمل”، والذي يهدف إلى توظيف عاملين محليين بشكل مؤقت للقيام بأعمال تعود بالنفع العام، ويشمل المشروع العديد من القرى في ناحيتي الزيارة وقلعة المضيق.

“محمد طعمة الخطاب” رئيس المجلس المحلي لبلدة الحويز، قال إن “زهرة النيل” تُعتبر إحدى أخطر النباتات المائية التي تقوم بتشكيل سدود طبيعية وتحتجز المياه، ناهيك عن استهلاكها الكبير للماء خلال اليوم الواحد، (4 لتر للنبتة الواحدة)، وتهديديها بذلك للزراعة والثروة السمكية على حد سواء.

وأضاف الطعمة في حديث لـ “المصدر” أن “زهرة النيل” تتسبب بفيضانات صغيرة على الأراضي الزراعية المحيطة بالمجرى المائي وبشكل مستمر، وخاصة خلال فصل الشتاء، وبالتالي خروج الأراضي الزراعية عن العمل وتضرر المزارعين.

وأشار الطعمة إلى أن منظمة “إحسان” قامت بتوظيف 300 عامل من البلدة بشكل مؤقت لتنظيف قنوات الري مستخدمين بذلك وسائل تقليدية في العمل (كالرفش والقوارب البدائية المستخدمة في الصيد والمناجل)، منوهاً إلى أن العمل يجري وفق الآلية المخطط لها، إلا أن حجم انتشار النبتة كبير وبحاجة لمزيد من الوقت والمتابعة المستمرة، لأن النبتة لا تموت إلا بإزالتها من كافة القنوات المائية.

ومن جانبه، قال المهندس “أديب مغلاج” المنسق الميداني في منظمة “إحسان”، إنه نتيجة لاستبيانات سابقة قامت بها المنظمة عن المشاكل التي تواجه سكان المنطقة بشكل عام، تم اقتراح فكرة تنظيف أقنية الري وإعادة تأهيلها من نبتة “زهرة النيل”، فقام الفريق الميداني في المنظمة بدراسة أطوال قنوات الري الموضوعة ضمن الخطة، وإجراء مسح للمنطقة بطول 35 كم، ومن ثم جمع قاعدة بيانات للعمال بالتعاون مع المجالس المحلية للقرى المستهدفة، والبدء بتنفيذ المشروع بتاريخ 18أيلول /سبتمبر الماضي.

وأوضح مغلاج لـ “المصدر” أن عدد العاملين في المشروع بعقود مؤقتة حوالي 1600 عامل، فيما يبلغ عدد المستفيدين من المشروع من السكان المحليين حوالي 70 ألف نسمة موزعين على القرى المستهدفة بالمشروع وهي تسع قرى تابعة لناحتي الزيارة وقلعة المضيق.

وتنتشر “زهرة النيل” على طول مجرى نهر العاصي في سهل الغاب وريف حماة الشمالي، ولا يعلم سكان المنطقة المصدر الذي جاءت منه النبتة، ويُقدر الأهالي عمر النبتة في المنطقة بأكثر من عشر سنوات، حيث كانت مديرية الزراعة في حكومة النظام تنظف المجاري بشكل سنوي ولكن جميع محاولات المديرية كانت بلا جدوى لأن التنظيف كان تجميلياً وإسعافياً وليس حلاً جذرياً للمشكلة.




المصدر