الأمم المتحدة تحضر لجنيف جديد وبوتين لخرقٍ آخر



تزامن إعلان التحضيرات التي يجريها المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا، لعقد جولة مفاوضات جديدة في جنيف حول سورية، مع تحديد موعد انعقاد مفاوضات أستانا القادمة، واقتراح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لخطة حول سورية.

المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة قال، يوم أمس الخميس: إن الأمين العام أنطونيو غوتيريس “طلب من دي ميستورا إجراء مشاورات مع كافة الأطراف المعنية، وتحريك الجهود الرامية إلى عقد جولة مفاوضات جديدة، على أساس بيان جنيف وقرارات مجلس الأمن”.

من جهته، قال دي ميستورا أمس من موسكو: إن “الجولة الجديدة من المفاوضات السورية في جنيف ستجري في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل”، مشيرًا إلى أن “مجلس الأمن سيعقد جلسة مكرسة للوضع في سورية، يوم 25 الشهر الجاري، بهدف إجراء مشاورات حول تحريك العملية السياسية في هذا البلد”.

دي ميستورا التقى في موسكو مع وزير الخارجية سيرغي لافروف ووزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، في إطار الجهود التي يبذلها لفتح الطريق أمام جنيف وتهيئة الظروف، من أجل البدء بعملية سياسية في سورية.

قال سيرغي لافروف، بعد لقائه مع دي ميستورا: إن “النجاح النهائي في مكافحة الإرهاب أصبح على وشك الانتهاء”، مضيفًا أن بلاده تؤيد “في هذه الظروف ضرورة تفعيل العملية السياسية بشكل كامل”. وأضاف أن زيارة المبعوث الأممي إلى موسكو “تسمح بالعمل على التوصل إلى اتفاق بشأن تحديد الخطوات؛ لتنسيق الجهود بين المشاركين في عمليتي أستانا وجنيف. ونتوقع في أقرب وقت القيام بخطوات عملية، لعقد اجتماعات جديدة في هذا الإطار”.

لافروف دعا دي ميستورا إلى “مناقشة الخطوات المحتملة لتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254″، وحث المبعوثَ الأممي “على مواصلة الحوار الذي بدأه أمس (الأربعاء)، مع وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو”.

في السياق، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الخميس، إن لديه مقترحًا لعقد مؤتمر يضم جميع السوريين (ممثلين عن كل الجماعات العرقية في سورية)، بهدف “بحث مستقبل البلاد بعد طرد (داعش) منها”. ورأى أن بعض الدول “بدلًا من المساهمة الفاعلة في مكافحة الإرهاب، ترغب في فوضى مستدامة في منطقة الشرق الأوسط”.

أضاف بوتين، في كلمةٍ ألقاها في مؤتمر للحوار الاستراتيجي في موسكو، أن بلاده “تعمل بدقة وعناية مع كل المشاركين في مسار أستانا، وتأخذ مصالحهم بالحسبان.. أود القول إن هذا التقدم الإيجابي لم يكن تحقيقه أمرًا سهلًا، هناك خلافات كثيرة جدًا في المنطقة”.

مصدر معارض قال لـ (جيرون): إن “ما طرحه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ما هو إلا فخ جديد أمام السوريين من جهة، وأمام المجتمع الدولي من جهة أخرى”، في إشارة إلى فكرة الرئيس الروسي في عقد مؤتمر جامع للسوريين.

أضاف المصدر أن “عقد مؤتمر جديد برعاية روسية يعني أن موسكو أكلت الكعكة السياسية السورية كاملة، بعد أن ساقت الملف العسكري إلى أستانا لتشتيت جنيف، وفصّلت اتفاقات (خفض تصعيد) على مقاس استراتيجيتها في سورية، وتسعى لشرعنتها أمميًا، بعد أن خلقتها في الظل، وها هو الرئيس الروسي يقترح عقد مؤتمر لبحث مستقبل البلاد”.

تابع أن “روسيا تود أن تقول للمجتمع الدولي إن ما حققته خلال سنة ونيف لم تستطع الأمم المتحدة أن تحققه، ما فائدة جنيف من وجهة النظر الروسية اليوم، بعد كل هذه الخروقات التي حققتها في الملف السوري السياسي!”.

يذكر أن السلطات الكازاخية أعلنت، أول أمس الأربعاء، أن جولة جديدة من محادثات أستانا، بين النظام السوري وممثلين لفصائل المعارضة، ستعقد يومي 30 و31 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، وذلك لبحث ملف الرهائن والأسرى.

وجاء في بيان وزارة الخارجية الكازاخية أنه “من المقرر خلال المحادثات، تأكيد أسس مجموعة عمل من أجل إطلاق سراح الرهائن والأسرى، ونقل الجثث، والبحث عن مفقودين”، مضيفًا أن المشاركين سيبحثون “المسائل المتعلقة بالإرهاب، ويتبنون بيانًا مشتركًا حول نزع الألغام”. (ص.ف).


جيرون


المصدر
جيرون