تقرير حقوقي يوثق عدد الضحايا الفلسطينيين في الحرب السورية



ذكرت منظمة حقوقية ناشطة في دمشق أن الإحصاءات الموثقة لديها تشير إلى أن عدد الضحايا، من اللاجئين الفلسطينيين الذين قضوا بسبب الحرب السورية، قد بلغ 3601 ضحية، قضوا منذ العام 2012.

بشأن أسباب الوفاة، بيّنت (مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية)، ومقرها لندن، أن الإحصاءات تشير إلى أن 1148 لاجئًا قضوا، بسبب أعمال القصف المتبادلة، بين قوات النظام السوري ومجموعات المعارضة السورية المسلحة، في حين أدت الاشتباكات بين النظام والمعارضة إلى مقتل 940 ضحية، فيما قضى 474 لاجئًا ولاجئة تحت التعذيب، في أثناء التحقيق معهم في سجون ومعتقلات نظام الأسد.

وقضى 306 لاجئًا برصاص القناصين، كما تسبب حصار المخيّمات الفلسطينية، من قبل قوات النظام السوري وبعض المجموعات الفلسطينية الموالية، بقيادة الجبهة الشعبية/ القيادة العامة (أمينها العام أحمد جبريل)، بفقدان 200 فلسطيني حياتهم، لسوء التغذية ونقص الخدمات الطبية بسبب الحصار. فيما سقط ما تبقى لأسباب متعددة أخرى، منها التفجيرات والإعدامات الميدانية، والغرق في أثناء محاولات الوصول إلى أوروبا. وتوثق (مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية) جميع الضحايا من اللاجئين الفلسطينيين في سورية، بغض النظر عن مواقفهم السياسية أو الجهة المسؤولة عن وفاتهم.

في سياق متصل، ذكرت “المجموعة” في تقريرها اليومي أن حصار جيش النظام والمجموعات الموالية له، على مخيّم اليرموك يدخل في (19 الجاري)، يومه 1555 على التوالي. وأن انقطاع المياه عن المخيّم مستمر منذ 1132 يومًا، وفي مخيّم درعا، منذ أكثر 1292 يومًا. وأضاف التقرير أن أهالي مخيّم حندرات في حلب ممنوعون من العودة إلى منازلهم منذ 1628 أيام، وأن المخيّم يخضع لسيطرة الجيش النظامي، منذ أكثر من 379 يومًا.

تصعيد عسكري في المنطقة الجنوبية

ميدانيًا، نقل مراسل “مجموعة العمل” نبأ تعرض مخيّم اليرموك في الأيام الماضية، للقصف بعدد من قذائف الهاون، اقتصرت أضرارها على الماديات، تزامن ذلك مع اندلاع اشتباكات متقطعة على محور “العروبة”، بين تنظيم (داعش) الإرهابي وفصائل المعارضة في يلدا. وقد جاء ذلك في ظل حالة من التوتر، تشهدها المنطقة الجنوبية نتيجة قصف الطيران الحربي لمواقع (داعش) في الحجر الأسود وأحياء المخيّم المحاذية له، إضافة إلى الاشتباكات المتكررة التي تندلع بين فصائل المعارضة السورية المسلحة في يلدا من جهة، وعناصر (داعش) من جهة أخرى.

إلى ذلك، أفاد ناشطون إعلاميون من داخل المخيّم أن فصائل المعارضة السورية المسلحة أغلقت قبل يومين إغلاقًا تامًا الحاجزَ المعروف بـ “معبر العروبة”، الفاصل بين بلدة يلدا واليرموك، وذلك بعد تجدد عمليات القنص والاشتباكات التي دارت، بين عناصر (داعش) وفصائل المعارضة السورية، في يلدا.

وأكد المصدر أن الاشتباكات أسفرت عن مقتل مدنيٍّ من أبناء بلدة يلدا بعد إصابته، بثلاث رصاصات من قناص (داعش) في شارع النخيل ببلدة يلدا، إضافة إلى إصابة أحد المدنيين من جراء تبادل إطلاق النار بين الطرفين، في منطقة المعبر.

في الشأن ذاته، قالت منظمات إغاثية وحقوقية فلسطينية ناشطة في سورية: إن “سكان مخيّم “العائدين” للاجئين الفلسطينيين في حماة، يعانون أوضاعًا إنسانية ومعيشية قاسية، من جرّاء استمرار الحرب الدائرة في البلاد، والتي ألقت بظلالها على أبناء المخيّم الذين فقَد معظمهم عمله، وأصبح يعتمد بشكل كامل على المساعدات الإغاثية التي يتم توزيعها، بين الحين والآخر”.

1640 فلسطيني في معتقلات الأسد

من ناحية ثانية، ذكرت “مجموعة العمل” الحقوقية أن الأمن السوري يواصل اعتقال الشقيقين الفلسطينيين “أحمد، ووليد موسى محمود”، ويتكتم على مصيرهما، منذ شباط/ فبراير 2014 وحتى اليوم، وذلك بعد اعتقالهما من منزلهما، في حي ركن الدين بدمشق، ولم ترد أي معلومة عن مكان أو ظروف اعتقالهما.

يشار إلى أن الأمن السوري يعتقل العديد من الأشقاء والعائلات الفلسطينية، بمن فيهم النساء والأطفال، وما يزال مصيرهم مجهولًا حتى اللحظة، في حين تم توثيق حالات عديدة لأشقاء وعائلات، قضوا تحت التعذيب في سجون النظام كالأشقاء الثلاثة “من عائلة حمدان من ‫أبناء ‏مخيّم اليرموك، والشقيقات الثلاثة من عائلة سعد الدين”، من ‫أبناء ‏مخيّم الرمل، الذين قضوا في 30/03/2015. وكانت منظمات حقوقية فلسطينية قد وثقت اعتقال 1640 فلسطينيًا سوريًا في سجون النظام، ما يزال مصيرهم مجهولًا.

في اليمن، طالب (المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان)، ومقره في جنيف، جماعةَ الحوثيين بالإفراج عن طالب فلسطيني سوري، يدعى “موئل محمد إبراهيم وليد”، تستمر ميليشيا الحوثي في اعتقاله، منذ نحو ثلاث سنوات “بشكل تعسفي”. وكان “موئل” قد سافر من سورية إلى اليمن من أجل الدراسة، وعند وصوله إلى مطار صنعاء الدولي؛ احتجزه الحوثيون على الفور. وأشار “المرصد”، في بيان نشره على موقعه الإلكتروني، إلى أن مسلحي الحوثي اقتادوا الطالب الفلسطيني السوري إلى جهة مجهولة، ومنعوه من التواصل مع العالم الخارجي، كما منعوا أي محام من مقابلته طوال مدة احتجازه.

دعا “المرصد” الحقوقي جماعةَ الحوثي، إلى الإفراج الفوري عن الطالب الفلسطيني، وإلى أن تلتزم بالاتفاقات الدولية الناظمة لحقوق الإنسان، مطالبًا المجتمعَ الدولي باتخاذ إجراءات عملية لضمان سلامة المحتجزين لدى الحوثيين، وسرعة الإفراج عنهم ووقف الاعتداءات التعسفية بحقهم. بدورها ناشدت والدة الطالب الفلسطيني المحتجز -من خلال مقطع فيديو مسجل- الحوثيين الإفراج عن نجلها، مؤكدة أنه لم يرتكب أي جريمة، وقد ذهب إلى اليمن للدراسة منذ نحو ثلاث سنوات. وكانت “مجموعة العمل” قد أصدرت الأسبوع الماضي، تقريرًا توثيقيًا بعنوان: (الطالب الفلسطيني السوري “واقع ومآلات”).

التقرير المكون من 42 صفحة، تناول تداعيات وانعكاس الأزمة السورية على كافة شرائح المجتمع الفلسطيني بشكل عام، وعلى الطالب الفلسطيني السوري والعملية التعليمية بشكل خاص، وما تعرض له الطالب الفلسطيني من نكسات بالجانب التعليمي، بسبب تطاول أمد الأزمة السورية، سواء في الداخل السوري أو في بعض الدول التي لجأ إليها مثل لبنان والأردن ومصر وتركيا ودول الاتحاد الأوروبي.

أشار التقرير إلى أنه في ظل المعارك المحتدمة في سورية فقدَ مئات الألوف من أبناء الشعب السوري حقهم في التعليم، وتعرّضت نحو 5000 مدرسة للاستخدام، كمراكز إيواء أو مشافٍ ميدانية أو مراكز احتجاز، ومنها ما تعرّض للاستهداف بالصواريخ والبراميل المتفجرة.


غسان ناصر


المصدر
جيرون