سيجري لـ"السورية نت": الجيش التركي لم يسيطر حتى الآن على مطاري تفتناز وأبو الظهور بإدلب



السورية نت - مراد الشامي

بدأت القوات التركية فعلياً بإنشاء نقاط مراقبة تابعة لها في إدلب، بعد دخولها إلى المحافظة التي تسيطر هيئة "تحرير الشام" على مساحات واسعة منها، في خطوة من شأنها المضي نحو تطبيق إقامة منطقة لـ"تخفيف التصعيد" في المحافظة بموجب اتفاق تم التوصل إليه في مباحثات أستانا 6، منتصف سبتمبر/ أيلول الماضي.

ولم يكشف بيان صادر عن رئاسة الأركان التركية، اليوم الجمعة، عن مكان النقاط التي بدأت تركيا في إقامتها بإدلب، إلا أنه خلال الأيام القليلة الماضية انتشرت تسريبات صحفية تتحدث عن أن قوات الجيش التركي سيطرت على مطاري تفتناز وأبو الظهور العسكري، بعد تسليمهما من قبل هيئة "تحرير الشام".

"لا اتفاق"

مصطفى سيجري رئيس المكتب السياسي لـ"لواء المعتصم" - أحد أبرز فصائل درع الفرات - قال في تصريحات لـ"السورية نت"، اليوم الجمعة، أن عملية الحصول على نقاط لتكون مركز مراقبة للجيش التركي في إدلب ما زالت مستمرة وتمضي بالاتجاه الصحيح.

وفي رده على ما أُشيع حول سيطرة القوات التركية على المطارين العسكريين في إدلب، قال سيجري: "حتى اللحظ لا يوجد أي تسليم للمطارين".

وفيما أشارت تقارير صحفية إلى أن الدخول السلس للقوات التركية إلى إدلب دون صدام مع هيئة "تحرير الشام" جاء بعد اتفاق بين الجانب التركي والهيئة، نفى سيجري صحة ذلك، وقال: "لا يوجد أي اتفاق أي اتفاق بين الجانب التركي وبين هيئة تحرير الشام، الحاصل على أرض الواقع أن قسماً كبيراً من هيئة تحرير الشام لا يرى بحكمة مواجهة واستهداف الجنود الأتراك".

وأضاف أن أشخاصاً في الهيئة يرون بأن "هنالك مصلحة في دخول تركيا إلى إدلب، وأنهم يعملون على تصفير المشكلات مع الجيش السوري الحر"، لافتاً في ذات الوقت إلى وجود شخصيات مستقلة، قال إنها "لعبت دوراً مهماً بين الجيش السوري الحر والهيئة".

وأكد سيجري أنه في المقابل ما يزال هنالك شخصيات داخل الهيئة وصفهم بـ"الغلاة والمتطرفين"، وقال إنهم يحاولون عرقلة إتمام عملية إنقاذ إدلب، مشيراً إلى وجود مساعٍ لإنجاز الانتشار في إدلب دون مشكلات، لكنه أردف: "إن اعترضت تحرير الشام على عملية إنقاذ إدلب، وقررت استهداف الجيش التركي أو الجيش السوري الحر، عندها ستواجه رداً مباشراً، ومن الممكن القيام بعمل عسكري يفضي إلى إنهاء وجود الهيئة بشكل كامل".

وأوضح سيجري أن ما يجري في إدلب من عمليات للجيش التركي، تتم بالتنسيق مع فصائل الجيش السوري الحر، وقال إن "فصائل الريف الشمالي كانت دائماً رأس الحربة في العمليات العسكرية للقوات التركية في سوريا".

هل ستندلع معركة في عفرين؟

ويُصاحب انتشار القوات التركية في إدلب، عملية تطويق لمدينة عفرين التي تسيطر عليها الميليشيات الكردية. وكانت صحف تركية قد ألمحت مؤخراً إلى احتمال شن الجيش التركي هجوماً على المدينة، حيث ترى أنقرة في سيطرة  الميلشيات الكردية عليها خطراً يهدد حدودها مع سوريا.

وفي تعليقه على احتمال القيام بعمل عسكري ضد عفرين، قال سيجري لـ"لسورية نت": "من المبكر عن أي عملية عسكرية على أي جهة كانت، قلنا إن عملية إنقاذ ادلب فيها أولويات مشتركة بين الجانب السوري والتركي، تهدف بالدرجة الأولى لإعادة انتشار الجيش السوري الحر، وإقامة نقاط مراقبة للجيش التركي، وقطع الطريق على القوى الانفصالية وأيضاً على الميليشيات الإيرانية، وبالتالي من المبكر الحديث عن عمل عسكري باتجاه عفرين".

يشار إلى أن وكالة رويترز قالت يوم الأحد الفائت 15 أكتوبر/ تشرين الأول 2017، أن الهدف من العملية التركية في إدلب، إقامة "منطقة عازلة" تمتد من باب الهوى إلى مدينة جرابلس غربي نهر الفرات، وجنوبا حتى مدينة الباب، لتوسعة المناطق التي تسيطر عليها فصائل المعارضة شمال سوريا والمدعومة من أنقرة.

وكانت إدلب ذات الكثافة السكانية العالية هدفاً لمئات الضربات من القوات الجوية الروسية وطائرات نظام الأسد، وارتكب الطرفان مجازر عديدة بحق المدنيين، أعنفها مجزرة الكيماوي التي ارتبكتها قوات الأسد في أبريل/ نيسان الماضي بمدينة خان شيخون بريف إدلب، وراح ضحيتها ما لا يقل عن 100 شخص، فضلاً عن إصابة المئات.

اقرأ أيضاً: "قواته تتضاءل ويعتمد أكثر على ميليشيات أجنبية".. مبعوث بريطانيا إلى سوريا: النظام يعيش وهم الانتصار




المصدر