(غوغل) و(فيسبوك) متهمان بدعم حملات سياسة ممولة من روسيا



كشفت التحقيقات الأميركية، عن التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية، معلوماتٍ عن استخدام الروس لمُخدّمي (فيسبوك) و(غوغل) وغيرهما من الوسائل الإعلامية الأخرى بشكل منهجي؛ للترويج لمرشح معين أو مهاجمة مرشح آخر.

وذكرت تسريبات عن التحقيقات أن الروس فتحوا حسابات وهمية؛ روّجوا عبرها لأخبار معينة، كانت غير صحيحة أحيانًا، تستهدف شريحة معينة من المواطنين، كما استغلوا بعض الحوادث لتعزيز الانقسام والتوتر ضمن المجتمع الأميركي؛ بما يساعد على زيادة شعبية المرشحين المحافظين على حساب الليبراليين.

كما استغلت هذه الحسابات الروسية التوترَ الذي حصل بين الشرطة الأميركية ومواطنين من أصول أفريقية، على خلفية مجموعة حوادث أدى بعضها إلى مقتل أميركيين من أصول أفريقية في عنفٍ غير مبرر من طرف الشرطة، وقيام حوادث انتقام بالمقابل ضد الشرطة، حيث روجت هذه الحسابات الوهمية للكراهية عند الطرفين؛ الأمر الذي زاد شعبية العنصريين من الطرفين.

كشفت هذه التسريبات أيضًا عن تورط (غوغل) و(فيسبوك) وشركات دعائية أخرى، بدعم حملات إعلانية ممولة من روسيا، تقصدت الإساءة إلى اللاجئين والمسلمين، عُرضت خلال فترة الانتخابات الرئاسية الأميركية الماضية، في بعض “الولايات المتأرجحة”، مثل نيفادا وكارولاينا الشمالية.

عرض (غوغل) و(فيسبوك) كلاهما مقاطعَ فيديو مثيرة للجدل؛ بهدف التأثير على نتائج الانتخابات من خلال رسم صورة سلبية عن اللاجئين والمسلمين وربطها بالمرشحة عن الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون التي كانت تدعو إلى سياسة أكثر تسامحًا مع اللاجئين، في حملتها الانتخابية ضد دونالد ترامب.

تضمنت الحملة الإعلانية عدة فيديوهات مصورة، تهدف إلى إظهار اللاجئين بمظهر “المحتلين”، حيث يحمل أحد الإعلانات عنوان “احجز رحلتك إلى الدولة الإسلامية في فرنسا”، ويصور فيه رفع علم (داعش) على برج إيفيل، ولوحة الموناليزا الشهيرة مرتدية النقاب، وتجنيد أطفال فرنسيين لصالح (داعش)، وينتهي الإعلان بعبارة “تجربة نظام جديد للثقافة”، يوحي باحتلال (داعش) لفرنسا بسبب سياستها المتساهلة مع اللاجئين.

تسريبات صدرت عن الشركة المنتجة للإعلانات ذكرت فيها أن مجموعة من الشركات الإعلامية الضخمة من بينها (غوغل) و(فيسبوك) حصلوا على مبالغ مالية من جمعية (سيكيور أميركا ناو) -وهي جمعية تقدم نفسها على أنها محايدة وغير ربحية- وتضمنت حملتها مزيجًا من الرسائل المعادية لهيلاري كلينتون والمناهضة للإسلام في آن واحد.

السيناتور الأميركي جون ماكين واثنان من أعضاء مجلس الشيوخ تقدموا بطلب لإجبار (فيسبوك) و(غوغل) على الكشف عمّن يقوم بشراء مساحاتهم الإعلامية السياسية عن طريق الإنترنت، وذلك بعد اكتشاف أن مجموعات مرتبطة بروسيا اشترت إعلانات مخادعة، خلال فترة الانتخابات في العام الماضي، وقدموا تشريعًا جديدًا تحت عنوان “الإعلانات الصادقة”، يصعُب على أي طرف خارجي أن يستطيع التدخل بالانتخابات أو السياسات الأميركية في المستقبل.

قالت إيمي كلوبشر، وهي عضو في الكونغرس: إن “ديمقراطيتنا معرضة للخطر. وقامت روسيا بانتهاك انتخاباتنا، وستواصل هي وغيرها من القوى والمصالح الأجنبية العملَ على تقسيم بلدنا؛ إذا لم نتصرف الآن”. يقوم التشريع الجديد بفرض رقابة على الإعلانات السياسية التي يتم عرضها على منصات مواقع التواصل الاجتماعي تمامًا مثل أي وسيلة إعلامية تقليدية أخرى.


جيرون


المصدر
جيرون