الشمس تزور تمثال أشهر فراعنة مصر في ظاهرة تتكرر مرتين في العام



السورية نت - رغداء زيدان

تعامدت أشعة الشمس، صباح اليوم، على وجه تمثال الملك رمسيس الثاني أحد أشهر فراعنة مصر بموقعه المعروف جنوبي البلاد، وسط أجواء ابتعدت عن الاحتفالات، على خلفية ضحايا حادثة الواحات، الجمعة.

وبدأت ظاهرة التعامد في تمام الساعة 5.53 دقيقة (3:53 بتوقيت غرينتش) واستمرت لمدة 22 دقيقة، وفق حسام عبود، مدير عام آثار أبو سمبل التي يتواجد فيها تمثل الملك رمسيس الثاني.

وفي تصريحات نقلتها الوكالة الرسمية المصرية، أوضح مدير عام آثار أبو سمبل جنوب أسوان، أن ظاهرة تعامد الشمس قطعت خلالها أشعة الشمس 60 متراً داخل المعبد مروراً بصالة الأعمدة حتى حجرة قدس الأقداس لتسقط أشعة الشمس على وجه تمثال الملك رمسيس الثاني.

وأشار عبود إلى أن الظاهرة شهدها نحو 3500 شخص من بينهم 1500 سائح أجنبي، جاء في مقدمتهم خالد العناني وزير الآثار وحلمي النمنم وزير الثقافة ومحافظ أسوان مجدى حجازي.

وتسطع الشمس عمودياً على وجه تمثال الملك رمسيس الثاني مرتين كل عام؛ الأولى في 22  أكتوبر/تشرين الأول الذي يوافق عيد ميلاد الملك، والأخرى في 22 فبراير/شباط عيد توليه العرش؛ إذ يوصف الفرعون الثالث في الأسرة التاسعة عشرة بأنه كان من أقوى فراعنة مصر.

وألغت مصر احتفالات فنية كانت بصدد تنظيمها على هامش الظاهرة، غداً، واقتصرت فقط على فتح أبواب معبد "أبو سمبل" أمام السائحين لمشاهدة الظاهرة.

وجاء الإلغاء بقرار محافظ أسوان في إطار الحداد على مقتل جنود مصريين في مواجهات مع جماعات مسلحة بمنطقة الواحات غربي مصر.

وأمس السبت، أعلنت وزارة الداخلية المصرية، في بيان، مقتل 16 شرطياً، بينهم 11 ضابطاً، بالإضافة لفقدان أحد الضباط، فضلاً عن مقتل وإصابة 15 مسلحاً، في "اشتباكات" على طريق الواحات، الجمعة.

وفي 22  فبراير/شباط الماضي، شاهد آلاف السائحين الأجانب وزوار مصريون الظاهرة الأولى لتعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني، وسط أجواء كرنفالية.

ووفق معلومات تاريخية تناقلت تقارير صحفية بمصر، فتعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني (الذي حكم مصر بين عامي 1279 و1213 قبل الميلاد) ظاهرة اكتشفتها في عام 1874 المستكشفة الانجليزية "إميليا إدواردز" والفريق المرافق لها، وسجلتها في كتابها المنشور عام 1899 (ألف ميل فوق النيل).

وكانت الشمس تتعامد على تمثال رمسيس الثاني داخل معبد أبو سمبل يومي 21 فبراير/ شباط، و21 أكتوبر/ تشرين الأول وهما اليومان اللذان يقال إنهما يوافقان ذكرى مولد الملك وارتقائه العرش.

لكن التاريخين تغيرا إلى 22 فبراير/شباط ومن أكتوبر/تشرين أول بعد نقل المعبد في ستينيات القرن الماضي لإنقاذه من الغرق في مياه بحيرة السد العالي.

ويفسر العلماء ذلك بتغيير خطوط العرض والطول بعد نقل المعبد 120 متراً غرباً وبارتفاع 60 متراً، حيث تدخل الشمس من واجهة المعبد لتقطع مسافة 60 متراً لتصل إلى قدس الأقداس.

واكتشف معبد أبو سمبل الذي يشهد الظاهرة، الرحالة الألماني "بورخاردت" في عام 1813، و أزاح التراب عنه كاملاً المغامر الإيطالي "جيوفاني بلزوني" في عام 1817.

اقرأ أيضاً: أوروبا تدافع عنه وأمريكا تهدد بإلغائه.. الاتفاق النووي الإيراني يشعل خلافاً بين أطرافه




المصدر