سحر عاشت 34 يوماً فقط وماتت بسبب سوء التغذية.. الجوع يفتك بالغوطة الشرقية إثر حصار الأسد



السورية نت - مراد الشامي

يفتك الجوع فيمن تبقى من سكان الغوطة الشرقية التي يفرض عليها نظام بشار الأسد وميليشياته حصاراً مطبقاً منذ ما يزيد عن 5 سنوات، حاصداً معه مزيداً من الأرواح، لاسيما الأطفال حديثي الولادة الذين يتوفون جراء الحصار.

ونعى ناشطون سوريون، اليوم الأحد، وفاة الطفلة سحر ضفدع من مدينة كفربطنا في الغوطة الشرقية، بعد 34 يوم من ولادتها، مشيرين أنها كانت تعاني من نقص في التغذية.

ونشر ناشطون صورة الطفلة سحر التي بدت أشبه بهيكل عظمي، وقالوا إن صحتها تدهورت كثيراً، وتم نقلها إلى عناية مشددة لكنها فارقت الحياة، تاركة وراءها آلاف الأطفال الذين يُهددهم مصير مشابه، جراء منع نظام الأسد دخول المواد الغذائية، وطعام الأطفال والأدوية إلى الغوطة الشرقية التي يعيش فيها قرابة 500 ألف شخص.

وقال الناشط الإعلامي الموجود في الغوطة الشرقية، عامر الموهيباني إنه يوجد 40 ألف طفل مهددون في الموت جوعاً بالغوطة على غرار الطفلة سحر، مشيراً أن العالم يقف متفرجاً فقط.

وبحسب تقرير لمركز "الغوطة الإعلامي" توفي طفل آخر يدعى "عبيدة" وعمره شهر جراء سوء التغذية. وأشار المركز في تقريره إلى أن سوء التغذية لدى الأطفال ينتشر بسرعة كبيرة وخاصة عند حديثي الولادة جراء الحصار الخانق على غوطة دمشق الشرقية.

وتزداد مأساة السكان مع غياب الأدوية لأعداد كبيرة من المرضى، لاسيما المصابين بمرض السرطان الذين يصل عددهم إلى 559 شخصاً.

ومنذ أكثر من 5 أشهر، لم يدخل أي دواء إلى مركز الرحمة، وهو المركز الوحيد لعلاج الأورام والسرطان في الغوطة، ما تسبب بعدم القدرة على إعطاء الجرعات الكيميائية بشكل كاف، وارتفاع معدل الوفيات خلال الفترة المذكورة مقارنة بالفترات السابقة.

وقالت الطبيبة وسام الرز، مديرة مركز الرحمة لوكالة الأناضول منتصف شهر أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، إن المخزون الدوائي بدأ بالنفاذ قبل 3 أشهر، وأشارت إلى أن عدد الوفيات بين المصابين بالسرطان بلغت، خلال الأشهر الثلاثة الماضية، 20 حالة، وهو رقم كبير إذا ما تم مقارنته بعدد الوفيات طيلة السنوات الأربع الماضية والتي بلغت 120 حالة.

وأوضحت "الرز"، أن الموت ينتظر 559 مريضًا بالسرطان في حال عدم دخول الأدوية خلال الأسابيع القليلة القادمة. محذرة من أن يكون موت هؤلاء المرضى ثاني أكبر مجزرة تعيشها المنطقة بعد مجزرة القصف بالكيماوي، الذي تعرضت له المنطقة في أغسطس/آب الماضي، واعتبرت أنها ستكون مجزرة بدون دماء.

وخلال السنوات الست الماضية، اعتمد نظام الأسد على التجويع كسلاح لإخضاع المناطق الخارجة عن سيطرته، وتسبب جراء ذلك في وفاة أعداد كبيرة من المدنيين، مواصلاً في ذات الوقت منعه وصول قوافل المساعدات إلى المناطق المحاصرة.

اقرأ أيضاً: غير معترف بوجودهم.. 650 ألف طفل سوري بلبنان لا يملكون أوراقاً ثبوتية




المصدر