أهالي “المخطوفين” على يد “داعش”.. حملة للكشف عن مصير أبنائهم



في إطار حملة إعلامية، أطلق أهالي المختطَفين لدى (داعش) بيانًا، طالبوا فيه بالكشف عن مصير أبنائهم الذين غُيّبوا قسرًا على يد التنظيم منذ سنوات، وذلك بعد أيام من إعلان ميليشيات (قوات سورية الديمقراطية) طرد التنظيم من محافظة الرقة، والتمكن من السيطرة على عدة سجون، كان يحتجز فيها التنظيمُ المخطوفين والمعتقلين من ناشطي المجتمع المدني والمعارضين السياسيين المناوئين لحكم بشار الأسد داخل المحافظة.

بمشاركة واسعة من ناشطين متضامنين من سورية وبلدان عربية وأوروبية مختلفة، بدأ تداول هاشتاغ (#أين_مخطوفو_داعش)، ومرادفه باللغتين الإنكليزية والفرنسية #)WhereAreTheKidnappedByIsis) وils_sont_où_les_déténus_par_Daesh#)

متبوعًا بقصص شخصية عن المختطفين لدى التنظيم، وإضاءة على جوانب من حياتهم الشخصية ومواقفهم الإنسانية، وكيفية اختطافهم.

جاء في البيان الذي نشره منظمو الحملة عبر موقع (آفاز): “نحن -أهالي المغيبين وأصدقاءهم وشركاءهم من الرقة ومن سورية- ماضون في الصراع من أجل الحرية والعدالة الذي خاضه أحبابُنا وغُيّبوا في سياقه، ونُصرّ على أن المعيار الصائب للحكم على أيّ قوة، محلية أو دولية، هو موقفها من قضية المغيّبين، وجدّية تعاملها معها”. وأضاف البيان: “إننا ندعو إلى إيلاء هذه القضية الأولويةَ المستحقة لها، وإبلاغنا بما قد يتاح من معلومات عن المغيبين قسرًا، لدى سلطة الأمر الواقع الجديدة، وكذلك توفير كل المعلومات المتاحة عن سجون (داعش) ومعتقلاتها”.

هبة إسماعيل الحامض، إحدى المشاركات في تنظيم الحملة، وابنة الطبيب إسماعيل الحامض المختطف لدى التنظيم، قالت في حديث لـ (جيرون): “اختُطف والدي في نهايات عام 2013، ومنذ ذلك الوقت، لا نعلم عنه شيئًا، وهناك الآلاف من المعارضين السوريين الذين خُطفوا أو اعتُقلوا على أيدي التنظيم، ولا أحد يعرف مصيرهم”.

وأضافت: “المنطقة خرجت في معظمها من قبضة التنظيم، ونحن في الحملة نطالب (قوات سورية الديمقراطية)، وقوات التحالف الدولي، بالعمل على الكشف عن مصير المخطوفين، من خلال البحث عنهم. نحن نعتقد أن هذا الأمر ضمن مسؤولياتهم، باعتبارهم من يسيطر على المنطقة، وهم من فرض نفسه سلطة في المدينة، بعد زوال “التنظيم”، وفي حكم المنطقة وإدارتها، بما في ذلك سجون التنظيم ومعتقلاته”.

أشارت الحامض إلى أن “الكثير من عناصر (داعش) صاروا أسرى بيد (قوات سورية الديمقراطية)، ويمكن عن طريق هؤلاء معرفة مصير المعتقلين. إن القضية الأساسية هي في تحرير المخطوفين لدى هذا التنظيم، وتجاهل ذلك يعني تجاهل المسؤوليات الأخلاقية على من يدّعي أنه على النقيض من (داعش)”، داعيةً “جميع السوريين وأصحاب الضمائر الحية في العالم” إلى “دعم هذه الحملة، والعمل من أجل كشف مصير المخطوفين”.

في السياق ذاته، غرّد الصحفي الفرنسي الذي اختطف سابقًا من قبل التنظيم نيكولا هينان، على حسابه في موقع (تويتر) قائلًا: “تحرير مدينة الرقة يثير الخوف ويبعث الأمل لدى أهالي آلاف المعتقلين لدى (داعش)”، وأضاف: “الأمل، لأن تحرير المدينة يمكن أن يعيد للمعتقلين حريتهم. الخوف، لأن ليس لديهم أي معلومات”، مشيرًا إلى “مبادراتهم، ليعرفوا المزيد من خلال قوات التحالف والميليشيات الكردية”.

منذ أن ظهر تنظيم (داعش) على الساحة السورية؛ بدأ بملاحقة واعتقال واختطاف الناشطين السوريين المعارضين لحكم بشار الأسد، والمناوئين للتنظيم والرافضين لسياساته الإرهابية، مثل (إسماعيل الحامض، وفراس الحاج صالح، والأب باولو، والصحافيين: عبيدة بطل، ومؤيد السلوم، والمصور عبود حداد، والناشطين: أبو مريم، وعبد الوهاب الملا)، فضلًا عن آلاف الناشطين الآخرين الذي برزوا في مجتمعاتهم المحلية، وعلى الساحة السورية وعُرفوا بمناوأتهم لحكم بشار الأسد.

يذكر أن (قوات سورية الديمقراطية) تمكنت، بدعم من قوات التحالف الدولي، من السيطرة على مدينة الرقة والسجون التي كان يودع التنظيم فيها مخطوفيه، كسجن المنصورة والملعب البلدي المعروف بالملعب الأسود، وسجون أخرى في “التبني” و “العكيرشي”، في الوقت الذي ما تزال هناك سجون أخرى في مناطق مختلفة غير الرقة، تحت سيطرة (داعش)، في البوكمال، ومواقع أخرى في البادية، وعلى الحدود العراقية. (م. ص).


جيرون


المصدر
جيرون