بسبب تفاقم تأثيرات الحصار على المدنيين.. ناشطون يطلقون حملة لإنقاذ الغوطة الشرقية



السورية نت - ياسر العيسى

أطلق ناشطون سوريون في الغوطة الشرقية  اليوم الاثنين، حملة للغوطة التي ما تزال تعاني من حصار فرضته قوات نظام الأسد منذ عام 2013.

وبحسب ما جاء في بيان نشرته الحملة في موقعها على تويتر، فإن اتفاق خفض التصعيد الذي مضى على توقيعه 3 أشهر، ويشمل فتح الطرق للتجارة ووصول المعونات، لم يطبق حتى اللحظة، مؤكدة وجود نحو أكثر من 350 ألف محاصر بين المدنيين.

ونشرت الحملة "هاشتاغ" على مواقع التواصل الاجتماعي يذكر بجرائم الأسد بحق الغوطة، إضافة إلى صور من معاناة المدنيين في المنطقة.

1_لعلّ هذه الأرض الغنّاء تستحقّ ١٠ دقائق من وقتك، للاطلاع على ما أصابها وأصاب أهلها جرّاء حقد أسود.#الأسد_يحاصر_الغوطة#AssadBesiegesGhouta pic.twitter.com/NBe44uQgRQ

— الأسد يحاصر الغوطة (@East_ghouta) October 23, 2017

ويعاني أكثر من 25 بالمئة من أطفال الغوطة الشرقية، شرقي العاصمة دمشق، من نقص تغذية شديد، نتيجة حصار النظام لهذه المنطقة منذ ما يقارب 5 سنوات، بحسب ما نقلته وكالة الأناضول عن مصدر طبي.

وتسبب الحصار في انعدام كافة المقومات الصحية والغذائية و الرعاية بشكل عام، وانحدارها للأسوأ وخاصة مع اشتداد الحصار في الآونة الأخيرة.

وقال إسماعيل الحكيم، الطبيب في مركز الحكيم للرعاية الصحية الأولية، إن مركزهم شهد خلال الأشهر الثلاثة الماضية 10 وفيات من الأطفال بسبب سوء التغذية، بينها 7 حالات لرضع تحت سن 6 أشهر، إلى جانب 3 حالات من 6- 5 سنوات.

وأشار الحكيم، إلى أن أعداد الوفيات فعلياً أكثر من هذا العدد، ولكن يصعب إحصائها بشكل كامل، بسبب انقطاع زيارة أهالي الطفل المريض عن زيارة المركز، مبيناً أن المركز قام بإحصاء الحالة الصحية لـ9100 طفل في الغوطة، خلال الست أشهر الأخيرة الماضية، من المرحلة العمرية 6 أشهر - 5 سنوات، ووصلت نسبة الإصابة بسوء التغذية بينهم إلى 25 بالمئة، أي ما يقارب 1806 طفل.

وعزا الطبيب سبب انتشار سوء التغذية بين الأطفال دون سن الخامسة، إلى الحصار المطبق في الغوطة الشرقية، إضافة إلى انعدم كافة المقومات الصحية والغذائية، منوهاً إلى أن حالات انتشار سوء التغذية بين الأطفال زادت في الأيام الماضية مع زيادة الحصار.

وأضاف الحكيم، أنه واجهتهم مشكلة كبيرة، أمام الحالات الكثيرة التي تعاني من سوء التغذية، وهي انعدام المواد اللازمة للعلاج. واستطرد بالقول: "اعتمدنا على تصنيع المواد المحلية لمعالجة الأطفال، وصنعناها من مشتقات القمح والسميد والسكر والأرز المطحون، بتكلفة باهضة نظراً لغلاء المحروقات والظروف الصعبة".

ونوه بأنه، بالرغم من دخول قافلة مساعدات أممية، إلى الغوطة قبل أشهر، إلا أنها كانت قليلة للغاية، ولا تكفي لسد حاجات 10 بالمئة من الأطفال، وكانت تشبه "رشفة ماء لشخص على شفير الهاوية"، على حد تعبيره.

وناشد المركز المنظمات الدولية عدة مرات، إلا أن الحصار مازال مستمراً على الغوطة.

وخلال السنوات الست الماضية، اعتمد نظام الأسد على التجويع كسلاح لإخضاع المناطق الخارجة عن سيطرته، وتسبب جراء ذلك في وفاة أعداد كبيرة من المدنيين، مواصلاً في ذات الوقت منعه وصول قوافل المساعدات إلى المناطق المحاصرة.

اقرأ أيضاً: سحر عاشت 34 يوماً فقط وماتت بسبب سوء التغذية.. الجوع يفتك بالغوطة الشرقية إثر حصار الأسد




المصدر