“مرتدون” أو “دواعش”.. قتلى “القريتين” بالمئات



كُشِف اللثام عن مقتل مئات المدنيين، في مدينة (القريتين) في ريف حمص، ذبحًا، أو رميًا بالرصاص، في الفترة التي سيطر فيها تنظيم (داعش) على المدينة، بين 29 أيلول/ سبتمبر الماضي، وحتى سيطرة قوات النظام عليها في 21 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، وسط توقعات بتبادل الدور مع (داعش)، ورفع حصيلة الضحايا من المدنيين، بذريعة الانتماء إلى التنظيم.

قال محمد عرندس، رئيس المجلس المحلي في المدينة، وهو يقيم خارجها، لـ (جيرون): إنّ “تنظيم (داعش) ذبح عددًا كبيرًا من أهالي المدينة، رميًا بالرصاص، أو ذبحًا بالسكاكين، بينهم كبار في السن ونساء وأطفال”، مشيرًا إلى أنّ “العدد الموثق  للذين أعدمهم التنظيم وصل إلى 100 مدني موثّق بالاسم، فيما لم يتم التعرف على نحو مئتي جثة متفسخة، أو مقطوعة الرأس”.

وأوضح أنّ “العدد الأكبر من ضحايا المجزرة التي قام بها التنظيم جاء بعد أن منعت قواتُ النظام خروجَ الأهالي من المدينة، وحاصرتها من الجهتين الجنوبية والغربية، فيما منع التنظيم خروج المدنيين من منازلهم لشراء حاجياتهم الأساسية”، ولفت إلى قيام “الأخير بحملات تفتيش لمنازل الأهالي؛ حيث صادر المواد الغذائية، واعتقل من يرغب في اعتقالهم”.

توّقع عرندس أن ترتفع أعداد الضحايا، بعد سيطرة قوات النظام على المدينة، وإعلانها منطقة عسكرية، يُمنع الخروج منها والدخول إليها، حيث إن الذريعة جاهزة لديه؛ ليشارك التنظيم في جريمة قتل المدنيين، من خلال تصفية آخرين، بذريعة أنهم “دواعش”.

قالت إحدى الناجيات من المجزرة، وتُدعى “أم صالح”، لـ (جيرون): إنّ “مقاتلي (داعش) فتشوا كافة منازل الأهالي، وفرغوها من الحاجات الأساسية، بتهمة (ردة) الأهالي، وبسبب عودتهم إليها بعد سيطرة قوات النظام عليها في المرة الأولى”، مشيرة إلى أنّ “التنظيم حكم على جميع الرجال بالذبح، فمن اختبأ نجا، ومن خرج ذُبح”.

تعدّ مدينة القريتين ذات أهمية استراتيجية للنظام، حيث يمكنه بعد السيطرة عليها إقامة خط دفاعي متقدم عن بلداتٍ في ريفي حمص الشرقي والجنوبي، تضمّ خزانًا بشريًا مواليًا للنظام، كمدينتي صدد ومهين، وقطع خطوط إمداد تنظيم الدولة بين البادية والقلمون.


جيرون


المصدر
جيرون