الشيعة الجهادية هي التهديد الحقيقي للسلام الدائم في الشرق الأوسط
24 تشرين الأول (أكتوبر)، 2017
[ad_1]
الصورة: مقاتلون من المسلمين الشيعة العراقيين من جماعة (كتائب حزب الله) المدعومة من إيران، ترفع أعلام الحزب في أثناء سير موكب لهم (ثائر السوداني/ رويترز)
أظهر مقطع فيديو لموكب وقور في طريقه نحو القبور، تخلله إطلاق نار من بنادق آلية، نحيبًا حزينًا وهتافات متحدية؛ النعش ملفوفٌ بالرايات الصفراء والخضراء لمجموعة شيعية عراقية “لواء أبو الفضل العباس[1]“. هذه المجموعة ممولةٌ من قبل إيران، وفي الأشهر الأخيرة مُوّلت من قبل الولايات المتحدة، وكان لهذا اللواء الدور الحاسم في الحملة الجارية ضدّ تنظيم “الدولة الإسلامية (داعش)” في الموصل.
لكن الشاب الذي في النعش لم يُقتل في الموصل، أو في أي مكان آخر من العراق؛ بل قُتل في أثناء القتال في ساحات المعارك في سورية، دعمًا لحملة نظام بشار الأسد ضدّ المعارضة. طبعًا، بمجرد أن يوضع التابوت على الأرض الرملية، تخلل الفيديو لقطات قتالية وحشية مصورة من قبل الميليشيا، تظهر تطويقها وإخلاءها الأحياء السنية، والمعارك الوحشية ضدّ فصائل المعارضة السورية.
في التصور العام، يهمين على الحرب في سورية والعراق الجهادُ السني، حيث تسارع الحكومات الغربية لوقف تقدم مجموعات مثل (داعش) في العراق وسورية، وأصبحت المخاوف، من سفر المسلمين المهمشين في الغرب إلى سورية والانضمام إلى هذه المجموعات، واسعةَ الانتشار، بحيث أصبح مصطلح “المقاتلون الأجانب” مرادفًا للجهاديين السنة.
لكن تدفق الآلاف من المقاتلين الشيعة الأجانب، معظمهم من العراق ولبنان وأيضًا من أماكن بعيدة مثل أفغانستان وباكستان[2]، قد أثبت أهميتهم في استمرار القدرات العسكرية للأسد وبقاء نظامه.
لعب هؤلاء دورًا حيويًا[3] في سحق قوات المعارضة في شرق حلب، وبدأت تشكل العنصر الأكثر فاعلية للنظام في سورية عوضًا عن “الجيش العربي السوري” المحاصر. تزعم هذه الجماعات أنّها موجودة في سورية لحماية العديد من المزارات الشيعية المقدسة، ولكن دوافع إيران الأيديولوجية والجيو-استراتيجية الأخرى أصبحت واضحة بشكل متزايد: حماية حليفها المصيري في سورية، وتوطيد جسرها الشيعي من طهران عبر بغداد، ودمشق، وصولًا إلى حليفها “حزب الله” في لبنان.
تشترك هذه المنظمات الجهادية الشيعية مع عدوتها، أي المنظمات السنية، في الكثير من الرموز، فهي تستخدم التقنيات الخطابية والدعائية نفسها، من خلال استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، والآيات القرآنية والحوادث التاريخية والأناشيد، لإلهام حملاتها العابرة للحدود. ففي الوقت الذي تكون فيه بلدة “دابق” مركزية في سردية (داعش) المروعة، تجري تعبئة الجماعات الشيعية حول ضريح السيدة زينب، التي تُعرف أنّها أخت الإمام الثالث عند المسلمين الشيعة، الحسين، والذي قُتل على يد الخلفاء الأمويين “السنة”. فهي تأخذ مكان الصدارة التي تنعكس في تلك الأناشيد[4] المصاحبة للمشاهد القتالية الوحشية على وسائل التواصل الاجتماعية للمسلمين الشيعة، ومع صرخات “لبيك يا زينب” التي تصدح في جنازات مقاتلي “حزب الله” والميليشيات العراقية الذين قتلوا في الخطوط الأمامية للمعارك في سورية. هذه الاستراتيجية الخطابية تؤجج عملية ترويج الروايات الطائفية الشيعية في المنطقة، وتلهم إعادة إحياء الدعم الأيديولوجي للثورة الإيرانية، وتعزِّز هدف طهران في مواجهة نفوذ السعودية السني في المنطقة.
مع ذلك، فإنّ سياسة الولايات المتحدة، في الوقت الذي تعمل فيه على تشويه خطاب النظام الإيراني، قد لعبت دورًا في إنشاء هذه المنظمات. في العراق، وفي أثناء الحملة الجارية ضد (داعش) في الموصل، استخدمت الحكومة العراقية الممولة من قبل الولايات المتحدة[5] هذا التمويل في تسليح وتسهيل تشكيل “قوات الحشد الشعبي”؛ مجموعات من الجماعات الشيعية شبه العسكرية ترتبط ارتباطًا وثيقًا بأشخاص نافذين في المؤسسة السياسية العراقية.
تنظر هذه القوات إلى نفسها كحركة تحرر وطنية من (داعش)، لكن معظم المراقبين الدوليين يصفونها بأنّها ميليشيا شيعية مدعومة من إيران، وبالكاد تسيطر عليها الدولة العراقية، أو داعموها الأميركيون. وما ينذر بالخطر أنّ السياسة الأميركية المصممة على مواجهة (داعش) في العراق تغذي هذه الجماعات الإيرانية التي تعارض المصالح الأميركية عبر الحدود في سورية، وفي المنطقة ككل.
هذا هو الوضع في الجانب العراقي من الحدود، والتي هي الآن موجودة فحسب في أذهان وغرف عمليات الجيوش الغربية، فما تقوم به الولايات المتحدة في العراق، من حيث بناء قوة شبه عسكرية معادية لتنظيم (داعش)، تأتي إيران لتستخدم هذه القوة في سورية لدعم نظام الأسد الذي عملت الولايات المتحدة على إطاحته على مدار ستّ سنوات. ويخشى أن يكون دعم الولايات المتحدة لما ينظر إليه بشكل متزايد على أنّها قوات جيو-استراتيجية إيرانية، سوف يكون له عواقب وخيمة على السياسة الخارجية الأميركية في المنطقة، خاصة في ما يتعلق بالتخفيف من التوتر الطائفي ومكافحة التطرف العنيف على طول الحدود، وليس فحسب في سورية أو العراق.
ازدادت التوترات بين “إسرائيل” و”حزب الله”، المجموعة اللبنانية الشيعية شبه العسكرية المدعومة من إيران، حيث أشار العديد من المعلِّقين إلى احتمال استئناف الصراع، وإلى أنّ التوتر قد وصل إلى أعلى مستوى له منذ الاجتياح الإسرائيلي للبنان في عام 2006.
على صعيد المشهد الجيو-سياسي، فإنّ المنتصر الحقيقي في كلٍّ من الصراع السوري، والتحالف الأميركي لمحاربة (داعش) في العراق، هو إيران. وما يبعث على القلق هو أنّ طهران لديها قوات جهادية شيعية جديدة، مسلحة وممولة من أميركا، وهي السبب في تحقيق هذا النجاح.
(*) العنوان الأصلي للمادة:
Forget ISIS, Shia Jihadism is the real threat to lasting peace in the Middle East
الكاتب: Alexander Aston-Ward
المصدر: مركز حرمون للدراسات المعاصرة، برنامج المتدربين الدوليين
المترجم: جيرون
[1] لواء أبو الفضل العباس، موقع أون وور.كوم https://www.onwar.com/actors/type46/alabbas.htm
[2] فرحمند علي بور “وثائقي إيراني يتتبع المقاتلين الأفغان في سورية”، المونيتور 4 أيار/ مايو 2015 http://www.al-monitor.com/pulse/ar/originals/2015/05/iran-syria-afghan-fighters-brigade-civil-war.html
[3]سوني انجل راسموسين ايران تجند سرًا الشيعة الأفغان للقتال في سورية”، الغارديان 30 حزيران/ يونيو 2016 https://www.theguardian.com/world/2016/jun/30/iran-covertly-recruits-afghan-soldiers-to-fight-in-syria
[4] موقع يوتيوب، Labaik Ya Zainab (A.S) By Ibrahim Baltistani https://www.youtube.com/watch?v=wxnZnb-udvk
[5] كيف حصلت الميليشيات العراقية على الدبابات الأميركية، العربي الجديد 4 أيلول/ سبتمبر 2017 https://www.alaraby.co.uk/english/indepth/2017/9/4/How-Iraqi-militias-got-hold-of-American-tanks
ألكساندر أستون-وارد
[ad_1]
[ad_2]
[sociallocker]
جيرون