خبراء عسكريون يتوقعون حرباً مدمرة بين إسرائيل و"حزب الله".. لماذا رجحوا أن تكون المواجهات مختلفة عن سابقتها؟



السورية نت - مراد الشامي

يرجح جنرالات عسكريون كبار، اندلاع حرب مدمرة بين إسرائيل من جهة، وميليشيا "حزب الله" اللبناني من جهة ثانية، ويعتقد هؤلاء أن الحرب "لا مفر منها"، ولكنها ليست وشيكة بالضرورة.

موقع "تايمز أوف إسرائيل"، نشر الخميس 26 أكتوبر/ تشرين الأول 2017 تفاصيل تقرير من 76 صفحة، قال إنه صدر عن مجموعة تُعرف باسم "المجموعة العسكرية رفيعة المستوى"، فصلوا فيه احتمالات قيام الحرب بين الطرفين والاستراتيجي التي سيتبعانها في حال اندلاع المواجهات.

وأشار الموقع إلى أن هذه المجموعة مؤلفة من جنرالات، ومسؤولي دفاع متقاعدين من الولايات المتحدة، وألمانيا، وفرنسا، والمملكة المتحدة، وإيطاليا، وإسبانيا، وكولمبيا، والهند وأستراليا.

وأشار هؤلاء إلى أن "حزب الله" لا يريد اندلاع النزاع في الوقت الحالي، نظرا لكونه ما يزال يُقاتل في سوريا إلى جانب بشار الأسد وفي الوقت يعزز قواته في لبنان، وقالوا إن "احتمال تحديد توقيت النزاع نتيجة الأخطاء، مساوية لاحتمال تحديدها نتيجة قرارات في ايران ولبنان".

تعزيز القدرات العسكرية

ورجح الجنرالات أن تكون الحرب المقبلة في حال اندلعت "أكثر عنفاً ودماراً" من الحروب السابقة التي خاضتها إسرائيل و"حزب الله"، نظراً لتحسينات في القدارت العسكرية أضافها الطرفان لقواتهما، وقالوا إن "حزب الله يعتبر أقوى طرف مسلح غير حكومي في العالم".

واكتسب الحزب خلال مشاركته في سوريا خبرات قتالية، كما حصل على أسلحة متطورة مصدرها إيران.

وتعتقد إسرائيل أنه "لدى حزب الله حوالي 25,000 مقاتل فعال – 5,000 متهم مروا بتدريبات متطورة في إيران – وحوالي 20,000 مقاتل في وحدات احتياط"، بحسب "تايمز أوف إسرائيل".

ويضيف الموقع أنه "يعتقد أن بحوزة حزب الله بين 100,000-150,000 قذيفة، معظمها قصيرة المدى. ويقدر المسؤولون الإسرائيليون أنه في الحرب المستقبلية، سوف يتمكن الحزب من إطلاق أكثر من 1000 صاروخ يومياً على إسرائيل".

وأشارت المجموعة العسكرية في تقريرها إلى أن "حزب الله" يعمل على زيادة نسبة دقة الأهداف التي تصيبها صواريخه، مشيرين في المقابل إلى أن لدى إسرائيل أنظمة دفاع صاروخية متقدمة مثل "القبة الحديدية" لمواجهة تلك الصواريخ.

الانتشار بالقرى

ويلفت التقرير العسكري إلى أن "حزب الله" ينتشر بين المجتمع المدني في جنوب لبنان، وذلك "لجعل الجيش الإسرائيلي يتردد بالمهاجمة، ولأهداف استراتيجية يستخدم صور الأذى للمدنيين من أجل نزع شرعية الجيش"، وفقا للتقرير.

وقالت المجموعة إن "حزب الله حول تقريبا جميع القرى الشيعية في جنوب البلاد إلى ملك عسكري، وداخل وتحت هذه القرى، يعتقد أن حزب الله جهز مواقع قتال مكثفة يمكنه منها مواجهة الجيش الإسرائيلي الأقوى".

ووفقاً لتصريحات سابقة لزعيم الحزب، "حسن نصر الله"، فإن قواته لن تخوض المواجهة لوحدها ضد إسرائيل، بل ستنضم إليها بقية الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران والتي تقاتل في سوريا دعماً للأسد.

مواجهة عنيفة

ويشير التقرير أنه أمام هذه الترسانة العسكرية لـ"حزب الله"، فإن لدى إسرائيل أكثر "الطائرات الحربية تطوراً، وطائرات بدون طيار متطورة"، ويضيف أن "المعطيات المتوفرة من عام 2014، تشير إلى أن لدى الجيش الإسرائيلي 410,500 جندي صفوف أمامية فعال، 3,657 دبابة، و989 طائرة".

ويلفت الخبراء العسكريون إلى أن "إسرائيل حسنت أيضاً من معلوماتها الاستخباراتية حول التنظيم في السنوات الـ 11 الأخيرة منذ حرب لبنان الثانية".

وأضافوا أن إسرائيل تسعى إلى "إنهاء أي حرب مستقبلية بسرعة، قبل تلقي الجبهة الداخلية الإسرائيلية لضربات موجعة".

وفي تقريرهم، كتب الجنرالات السابقين أن المسؤولين الإسرائيليين قالوا لهم |إنهم يتوقعون سقوط آلاف الضحايا في لبنان، وسيكون العديد منهم من المدنيين"، كما أشاروا إلى أن إسرائيليين سيموتون أيضاً جراء الحرب دون أن يذكروا تقديراً لذلك.

من ناحية ثانية، تطرقت المجموعة العسكرية إلى ما اعتبرته "فشل دور اليونيفيل" ( قوات حفظ السلام الأممية في جنوب لبنان). إذ "تعتبر إسرائيل القوات الدولية ضعيفة وغير قادرة، أو غير مستعدة على الأقل، لاتخاذ خطوات جدية ضد تعزيز قوات حزب الله"، وفقاً لـ"تايمز أوف إسرائيل".

وكانت صحيفة "النهار" اللبنانية، ذكرت في تقرير سابق لها بعنوان: "الحرب بين إسرائيل و"حزب الله" وشيكة... المجتمع اليهودي بين التهيئة والتخويف!"، أشارت إلى أن القاعدة التي يتناولها المراقبون مؤداها أن لدى إسرائيل الفرصة الكبرى في الوقت الحالي لاستهداف "حزب الله"، وإلا فإنّ قوته ستزداد مع استمرار المعركة السورية.

وأشارت إلى أن الصحف الإسرائيلية تتناول يومياً قوة الحزب الصاروخية وهاجس الأمن الإسرائيلي من حصول الحزب على منظومات صاروخية من شأنها تغيير التوازن لمصلحته بشكل كبير، ويتزامن ذلك مع تصريحات إسرائيلية عالية النبرة.

في المقابل، يلجأ الحزب إلى الحرب النفسية بخطابات عالية على لسان الأمين العام السيد حسن نصرالله، بلغت حدَّ تهديد مفاعل ديمونا، فضلاً عن النشاط الحدودي الأخير وزيارة الإعلاميين للحدود لتحطيم المعنويات الإسرائيلية القائمة على تحصينات حدودية من شأنها عرقلة أي هجوم للحزب.

وحذَّرَ الإسرائيليون مراراً وتكراراً، من أنَّ الحرب المقبلة لو قامت مع "حزب الله" فلن تسعى إسرائيل فيها لأقل من الهزيمة الكاملة للحزب وطرده من لبنان.

اقرأ أيضا: رقم مرتفع.. "شهادة وفاة" تكشف عن خسائر روسيا في سوريا خلال 9 أشهر




المصدر