أعنف مواجهات تشهدها دير الزور منذ شهر.. عشرات القتلى في صفوف قوات النظام و"تنظيم الدولة"



السورية نت - مراد الشامي

تصاعدت حدة المواجهات خلال الساعات الأخيرة بين قوات نظام بشار الأسد والميليشيات المساندة لها من جهة، ومقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" من جهة أخرى، في المناطق التي ما يزال التنظيم يسيطر عليها في دير الزور شرق سوريا، وأوقعت المعارك عدداً كبيراً من القتلى بين الطرفين.

وتسعى قوات النظام بدعم روسي كبير إلى تضييق الخناق على ما تبقى من مقاتلين لـ"تنظيم الدولة" في أحد آخر معاقله في سوريا، بالتزامن مع مواجهة التنظيم لهجوم آخر تشنه ميليشيات قوات "سوريا الديمقراطية" المدعومة من الولايات المتحدة على جبهات أخرى في دير الزور.

وخلال الساعات الأربعة والعشرين الماضية، تمكنت قوات النظام من السيطرة على حيي العمال، والعرفي، والملعب البلدي في مدينة دير الزور، وشهدت هذه المناطق الثلاث أعنف المعارك منذ إعلان النظام "فك الحصار" عن قواته في سبتمبر/ أيلول الماضي.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم الأحد، أن مواجهات الساعات القليلة الماضية أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 73 مقاتلاً بين صفوف قوات النظام وميليشياته، و"تنظيم الدولة"، مشيراً أن 50 عنصراً من التنظيم قُتلوا مقابل مقتل 23 عنصراً على الأقل من قوات النظام والميليشيات المساندة لها.

وكانت وكالة "أعماق" التابعة لـ"تنظيم الدولة"، قالت أمس السبت، أن مقاتلي التنظيم قتلوا 35 عنصراً من قوات النظام في مواجهات حي العمال، مضيفةً أنه تم تدمير دبابتين وعربة "بي إم بي" أيضاً.

ويخسر "تنظيم الدولة" مزيداً من المساحات المتبقية له في دير الزور، جراء هجومين واسعين يتعرض لهما من قبل قوات النظام، والميليشيات الكردية، وتُشير تقديرات إلى أن التنظيم يسيطر حالياً على نصف مساحة محافظة دير الزور فقط.

وتُعد محافظة دير الزور هدفاً ثميناً لكل من "تنظيم الدولة، وقوات النظام، والميليشيات الكردية، إذ تُعد من أكثر المحافظات السورية غنى بالحقول النفطية والغاز، وهو ما جعلها مسرحاً للتنافس والسباق بين القوات المدعومة من روسيا، وتلك المدعومة من أمريكا للسيطرة على المزيد من النفط أو ما يطلق عليه "الذهب الأسود".

وكانت الميليشيات الكردية سيطرت مؤخراً على حقل "العمر" النفطي، الذي يعد أحد أكبر حقول النفط في سوريا، كما سيطرت على حقول للغاز. وكان الحقل ينتج قبل 6 سنوات ما يقارب من 30 ألف برميل يومياً، ولذلك فإن سيطرة القوات الكردية عليه تسبب في الغضب لدى النظام، الذي يعاني اقتصاده من الترهل، ويحتاج بشكل كبير إلى الأموال لتغطية نفقات بقية عملياتها العسكرية في سوريا.

وشهد الشهر الماضي توتراً ملحوظاً بين روسيا والولايات المتحدة على خلفية المعارك الدائرة في دير الزور والتسابق لبسط السيطرة عليها، إذ اتهمت واشنطن سلاح الجو الروسي في قصف ميليشيات "سوريا الديمقراطية" في الضفة الشرقية لنهر الفرات، كما تحدت موسكو رفض واشنطن لعبور قوات النظام إلى الضفة الشرقية للنهر، وأقامت جسراً مائياً سهل من انتقال قوات النظام إلى تلك الضفة.

ويرجح مراقبون أنه مع اندثار "تنظيم الدولة" في سوريا والعراق، أن يتبع ذلك ظهور خلافات وصراعات على تقاسم تركة التنظيم، وهو ما سيُعزز من حدة التنافس بين الدول الكبرى لبسط مزيد من النفوذ في كلا البلدين.

اقرأ أيضا: الدول الضامنة تعقد لقاءات قبيل أستانا7.. وملفي إدلب والمعتقلين على رأس أجندتها




المصدر