ماهي المناطق المحرومة من التعليم في درعا؟




مضر الزعبي: المصدر

تضاعف عدد الطلاب في المناطق المحررة من محافظة درعا خلال العام الدراسي الحالي 2017 ـ 2018، وذلك لمجموعة من العوامل أهمها حالة الهدوء التي تعيشها المناطق المحررة عقب اتفاق هدنة 9 تموز/يوليو الماضي، والتي ساهمت بتخفيف العنف في المناطق المحررة وبعودة أكثر من 50 ألف نازح ولاجئ من المناطق المحررة إلى منازلهم، ولكن مع ذلك فإن بعض المناطق في محافظة درعا مازالت تعاني من الحرمان، وذلك لمجموعة من الأسباب.

تزايد أعداد الطلاب

فهد المصري وهو مدرس من ريف درعا قال إن أعداد الطلاب بالمقارنة بالسنوات الماضية تزايد بشكل ملحوظ خلال العام الدراسي الجاري، كما أن أغلب المدارس في المناطق المحررة عادت للعمل، بعد أن كانت نسبة المدارس المقفلة نتيجة الدمار أو وجودها في مناطق تماس تصل إلى 45 في المئة من أجمالي مدارس المناطق المحررة من درعا، بينما وصلت نسبة المدارس العاملة في المناطق المحررة إلى أكثر من 80 في المئة من أجمالي عدد المدارس خلال العام الدراسي الجاري.

وأضاف في حديث لـ (المصدر) أن الهدنة ساهمت بعودة أعداد كبيرة من الأهالي النازحين وللاجئين، وهذا ما أدى لزيادة الطلاب، وقد ساهم أيضا بإعادة فتح المدارس، فنقص أعداد الطلاب كان سبب رئيس بإغلاق بعض مدارس المحررة.

وتعمل المدارس في المناطق المحررة، وفق آلية تعتمد على التشاركية بين الكوادر التعليمية والمجالس المحلية التي تعمل على توفير مستلزمات التعليم للمدارس وذلك بعد امتناع مديرية التربية التابعة للنظام عن تقديم المستلزمات الخاصة بالمدارس في المناطق المحررة.

عقوبة جماعية

الناشط في المجال التعليمي عمر الأحمد قال لـ (المصدر) إن النظام ومنذ العام 2013 حاول معاقبة بعض المناطق من خلال حرمانها من التعليم ورفع يد مديرية التربية التابعة للنظام يدها عن المدارس في كل من (إنخل وبصر الحرير ودرعا البلد واللجاة)، وذلك عقب تحرير هذه المناطق.

وأضاف أن النظام استمر بحرمان هذه المناطق من المدارس من خلال نقل المدرسين إلى مناطق أخرى، وعدم تقديم المناهج الدراسية للطلبة في هذه المناطق، وهذا ما رتب تحديات على الأهالي، فمعظم الأسر وجد نفسها مجبورة على نقل أبنائها إلى مناطق أخرى.

وأشار إلى أن المؤسسات في المناطق المحررة لم تتمكن من إيجاد حلول لهذه المناطق، باستثناء تجربة مدارس (أجيال إنخل)، فعدد من شبان مدينة (إنخل) شمال درعا، تمكنوا بجهود خاصة من إعادة تفعيل مدارس المدينة، وقد نجحوا خلال الأعوام الماضية من إيجاد بديل حقيقي، ولكن هذه التجربة ينقصها الدعم.

مناطق سيطرة جيش خالد

سليمان الاقرع وهو مدرس من (حوض اليرموك) غرب درعا قال لـ (المصدر) إن جميع المدارس الواقعة في مناطق سيطرة (جيش خالد بن الوليد) المرتبط بتنظيم (داعش) مغلفة وذلك عقب قرار الجيش إغلاق جميع المدارس في مناطق سيطرته خلال العام الجاري.

وأضاف أن الجيش خلال السنوات الماضية كان يسمح للمدارس بالعمل وفق مجموعة من الشروط وهي فصل الطلاب عن الطالبات بجميع المراحل الدراسية، وعدم تدريس (الفلسفة والقومية) في المدارس الواقعة بمناطق سيطرته، لكن هذا العام تم إغلاق المدارس بشكل نهائي، وهذا ما يعني حرمان أكثر من 15 ألف طالب من التعليم.

وأشار إلى أن البدائل محصورة بالمعاهد (الشرعية) التابعة لجيش خالد، والتي تفتقر لابسط مقومات التعليم، وينحصر دورها على غسل عقول الأطفال.




المصدر