النظام يجدد قصف اليرموك واشتباكات بين فصائل المعارضة و”داعش”



قالت مصادر فلسطينية محلية من داخل مخيّم اليرموك: إن اشتباكات عنيفة متواصلة تدور منذ أيام، في العديد من المناطق داخل المخيّم، بين فصائل المعارضة المسلحة وتنظيم (داعش) الإرهابي، في وقتٍ جددت فيه قوّات نظام الأسد قصفها المدفعي على عدة أحياء في اليرموك. فيما شدد (داعش) إغلاق المخيّم بسد المعبر الواصل بين بلدة يلدا واليرموك، لليوم الحادي عشر على التوالي؛ ما حرم سكانه من وصول المواد الغذائية.

قال ناشطون إعلاميون، السبت الماضي: إن عناصر من المعارضة المسلحة صدّت هجومًا لتنظيم (داعش)، استهدف أحد أماكن تواجدها في المخيّم، عند محور المشفى الياباني. ووفقًا لمراسلي شبكة (شام) الإخبارية، و(مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية) في المنطقة الجنوبية بدمشق، فإن (داعش) شنّ هجومًا في الساعات الأولى من صباح الجمعة، استهدف مجموعات تابعة للمعارضة المسلحة، مستخدمًا قذائف (آر بي جي)، إضافة إلى محاولة اقتحام المشفى بإحدى السيارات المصفحة، لكن مجموعات المعارضة تمكنت من صد الهجوم. وقال مراسل “المجموعة”، ومقرها لندن: “سُمع استخدام الأسلحة الخفيفة والمتوسطة في محاور الاشتباك، حيث يحاول عناصر من (داعش) التقدّمَ على حساب المعارضة، غير أنهم فشلوا في ذلك”.

قوّات الأسد تجدد قصفها لليرموك..

قال ناشطون محليون: إن قوّات الأسد جددت قصفها للمخيّم، وفتحت نيران رشاشاتها من عيار 14.5 على شارع (دعبول) ووصفوها بالكثيفة جدًا. جاء ذلك في اليوم الحادي عشر من إغلاق مجموعات المعارضة معبر المخيّم الوحيد الذي يمد الأهالي بالمواد الغذائية، حيث تشترط تحييده وعدم استهدافه من مجموعات (داعش) الإرهابية. ورصَد المصدر مرور بعض المدنيين، على الرغم من الخطورة الكبيرة على حياتهم.

أفاد تقرير حقوقي، الجمعة 27 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، أن النظام السوري ومجموعات الفصائل الفلسطينية الموالية له (بزعامة أحمد جبريل، أمين عام الجبهة الشعبية – القيادة العامة)، يواصلون فرض حصار على مخيّم اليرموك لليوم (1562) على التوالي. وذكر التقرير الصادر عن (مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية) أن فصائل المعارضة جنوب دمشق تواصل في الوقت ذاته إغلاقَ المعبر الوحيد لأبناء المخيّم، لليوم العاشر على التوالي.

تزامن ذلك مع ما نقلته وكالة (معًا) الفلسطينة، عن فوزي حميد، رئيس المجلس المدني في مخيّم اليرموك، قوله: إن “سكان المخيّم يعانون من أوضاع معيشية صعبة، بسبب منع المواد الإغاثية الإنسانية والمحلية من الدخول إلى المخيّم”. وأضاف: أن “أهالي المخيّم يعانون من مرارة العيش وصعوبة كبيرة، نتيجة عدم دخول المواد الغذائية إليهم، بسبب إغلاق الممرات الآمنة بين الحين والآخر، فيما حُرِمَ أكثر من 1000 طالب وطالبة من الالتحاق بمدارسهم، بعد عزلهم إلى (يلدا)، وبدأ شبح الجوع والجهل يطارد المدنيين المحاصرين داخل المخيّم”.

بحسب تقرير (المجموعة) الحقوقي، فإن مجموعات المعارضة السورية المسلحة تشترط، لفتح المعبر الواصل بين مخيّم اليرموك وبلدة يلدا، أن يتم تحييده، واستخدامه كممر إنساني يسمح من خلاله بعبور الطلاب والمعلمين، و”عدم إطلاق رصاصة”، من تنظيم (داعش) باتجاه المعبر.

وطالب فوزي حميد بفتح ممرات آمنة من أبواب المخيّم، وإدخال المساعدات من خلالها وفتح الممرات الآمنة مع الجوار، وإعادة فتح المدارس بشكل نظامي، وحماية السكان المدنيين من العنف بأنواعه.

الجدير بالذكر أن أكثر من 1100 طفل من أطفال المخيّم يتوجهون إلى المدارس البديلة في يلدا، وقد حُرموا فرصة التعليم الوحيدة أمامهم، بسبب إغلاق الحاجز؛ ما يعرضهم لخطر التجهيل، وهو الخطر الذي واجهه أبناء المخيّم منذ بداية حصار النظام في 2012، بالرغم من كلّ الظروف القاسية التي عصفت بالمخيّم.

من ناحية ثانية، أصدرت فعاليات وشخصيات مدنية من أهالي مخيّم اليرموك، نهاية الأسبوع الفائت، بيانًا وجهت من خلاله نداءَ استغاثة إنسانيًا، إلى جميع الأطراف المتقاتلة في اليرموك؛ من أجل فك الحصار المفروض على المخيّم، وفتح معبر حاجز العروبة- شارع النخيل الواصل بين اليرموك وبلدة يلدا، المغلق لليوم الحادي عشر على التوالي، بعد الاشتباكات التي اندلعت بين فصائل المعارضة في يلدا وتنظيم (داعش) في المخيّم. واعتبر البيان الذي وصلت نسخة منه إلى (جيرون) أن إغلاق المعبر الإنساني الوحيد يزيد من مأساة مخيّم اليرموك التي ما زال يعيشها منذ أواخر العام 2012، ويفاقم معاناتهم المستمرة.

شدد البيان على أن المخيّم اليوم معرّض من جديد للوقوع فريسة للجوع الذي حصد من أبنائه أكثر من مئتي روح، منذ أن فُرِض الحصار الجائر عليه. وأوضح البيان أن عدد العائلات المتبقية في المخيّم يزيد عن ثلاثة آلاف عائلة، يعيشون في ظروف غير إنسانية، مشيرين إلى أن من بينهم خمسًا وثلاثين عائلة، يحاصرها تنظيم (داعش) منذ أكثر من شهر، في منطقة غرب اليرموك الواقعة تحت سيطرة (هيئة تحرير الشام)، ولا يُعرف مصيرهم.

في السياق، طالب المكتب الإغاثي لأهالي مخيّم اليرموك وكالةَ الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، بزيادة كمية المساعدات الغذائية المزمع توزيعها على العائلات الفلسطينية النازحة في جنوب دمشق. وأشار المكتب الإغاثي إلى أن (أونروا) لم تُدخل أي مساعدة غذائية منذ عام ونصف العام، وأن المعونة الغذائية المطروح توزيعها من قبل الوكالة هي 1000 أو 1500 سلة غذائية، وهي لا تكفي العائلات الفلسطينية المسجلة لديهم، حيث يبلغ عددهم نحو 3000 عائلة.


غسان ناصر


المصدر
جيرون