دعوة إلى وقف إطلاق النار والحوار
30 تشرين الأول (أكتوبر)، 2017
وأخيرًا، بدأ الرشد والعقل السياسي السليم يظهران على مسرح الأحداث مجددًا، وتمت الحيلولة دون تنفيذ مشروع “لبننة” إقليم كردستان، وتم استعادة التفوق الأخلاقي الضائع المفقود، بفقدان كركوك. لقد استطاعت إدارة إقليم كردستان التنبه إلى الوضع الحرج والخطير الذي دُفعت إليه بأيادٍ إيرانية متسارعة، لإيصالها إلى الوضع والظروف التي كانت سائدة عام 1991، واستيعاب القضايا غير المحسوبة التي كانت تستتر في طيّات قرارات الاستفتاء والاستقلال جيدًا، مع أن ذلك قد جاء متأخرًا بعض الشيء. لقد تبيّن مرةً أخرى أنّ الشرق الأوسط ليس أوروبا.
سأكتفي بالحديث بهذا القدر اليوم، لأنني سأقوم بالكتابة عن تفاصيل هذا القرار التاريخي، وما يعنيه، مطولًا في الأيام القادمة، ولكنني سأترككم الآن مع الإعلان المتعلق بهذا القرار.
لقد تقدّمت حكومة إقليم كردستان إلى الحكومة الاتحادية العراقية بمجموعةٍ من المقترحات التي تتعلق بالعودة إلى البدء بالحوار؛ لتجاوز هذه الفوضى السياسية والعسكرية الحاصلة بينهما، وأعلنت حكومة إقليم كردستان (KRG) أنها عمدت إلى تعليق نتائج الاستفتاء داعية بغداد إلى وقف إطلاق النار، والبدء بالحوار.
في تصريح لها، قالت حكومة إقليم كردستان: يتوجب علينا أن نقوم بعمل مسؤولٌ، يَحول دون انتشار العنف والاشتباكات أكثر من ذلك. وجاء في التصريح الذي دعا إلى إنهاء كل الأعمال العسكرية في المنطقة، أن الحرب التي لن تجعل أيًا من الطرفين منتصرًا، ستجرّ البلاد إلى الفوضى وعدم الاستقرار. إضافة إلى ذلك، فإن التصريح احتوى تأكيدًا على استعداد الحكومة للتفاوض مع الحكومة الاتحادية في إطار الدستور العراقي.
فيما يلي النص الكامل لتصريح حكومة إقليم كردستان، وقد ورد فيه الدعوة إلى إنهاء كافة العمليات العسكرية في المنطقة، حيث إن الحرب لن تجني النصر لأي من الطرفين، فضلًا عن جرّها البلاد إلى مزيدٍ من الفوضى وعدم الاستقرار:
إلى الرأي العام العراقي والدولي
تجاه الوضع الحرج والخطير الذي جعل العراق وكردستان يتواجهان؛ تقع على عاتقنا جميعًا مسؤوليةٌ تاريخية، من أجل الحيلولة دون تفاقم الوضع واستحالته إلى حرب متقدمة، بين القوات العراقية وقوات البيشمركة.
إن الاشتباكات والهجمات التي بدأت بين القوات العراقية والبيشمركة، بتاريخ 16 تشرين الأول 2017 قد تسببت بخسائر لكلا الطرفين، وإن استمرار هذا الوضع قد يؤدي إلى المزيد من إراقة الدماء، بل قد يؤدي إلى تفكك النسيج الاجتماعي بين مكونات الشعب العراقي.
ومن الواضح أنه لا يوجد منتصر في هذه الحرب، بل على العكس، فإنها يمكن أن تفرز خسائر كبيرة لدى كلا الطرفين، في مختلف مناحي الحياة. ولذلك وبناء على المسؤوليات الواقعة على عانقنا تجاه شعبَي العراق وكردستان؛ فإننا نتقدم بمقترحاتنا إلى الحكومة العراقية والرأي العام العراقي، وإلى العالم، كما وردت في المواد أدناه:
1- إنهاء كافة الأعمال العسكرية والاشتباكات في إقليم كردستان، على وجه السرعة.
2- تعليق نتائج الاستفتاء الذي جرى في إقليم كردستان العراق.
3- المطالبة بالبدء بإجراء المفاوضات المباشرة، بين إدارة إقليم كردستان والحكومة العراقية الاتحادية، طبقًا للدستور العراقي.
حكومة إقليم كردستان.
اسم المقال الأصلي
Ateşkes ve diyalog çağrısı
الكاتب
İlhami IŞIK
مكان النشر وتاريخه
Star gazetesi 2017.10.26
رابط المقالة
http://m.star.com.tr/yazar/ateskes-ve-diyalog-cagrisi-yazi-1268212/
ترجمة
Ali KAMAH
علي كمخ
[sociallocker]
جيرون