“قوّات الجليل” تخسر في معارك دير الزور



أعلنت مجموعة لواء (قوّات الجليل) -الجناح العسكري لحركة (شباب العودة) الفلسطينية- الموالية للنظام السوري، أمس الإثنين، عن مقتل ستة مسلحين من عناصرها في أثناء قتالهم إلى جانب قوّات النظام السوري. وذكرت قيادة اللواء في بيان لها، أن كلًا من “مصطفى عصام خفاجة، أحمد محمد العباس، رمضان عيسى المحمد، أحمد جاسم الأحمد، جهاد رستم الرشي، ريان مضر الناصر”، قضوا في معارك ريف دير الزور، شمال سورية.

(قوّات الجليل) هي الجناح العسكري لحركة (شباب العودة)، وهي تشكيل عسكري يقاتل إلى جانب النظام السوري، وتعمل على استقطاب شباب مخيّم خان دنون بريف دمشق خاصة، والمخيّمات الواقعة تحت سيطرة النظام عامة، وتضم في صفوفها مقاتلين فلسطينيين وسوريين. وقد شاركت في العديد من المعارك إلى جانب قوّات الأسد والميليشيات الأجنبية في العديد من الجبهات، منها على سبيل المثال ريفا دمشق واللاذقية الشمالي ومدينة دير الزور، وغيرها من مناطق النزاع المسلح. وليست هذه المرةَ الأولى التي تعلن فيها فصائل فلسطينية موالية لنظام الأسد، وكذا (جيش التحرير الفلسطيني) عن مقتل عدد من عناصرها، في الحرب التي يشنها النظام ضد شعبه.

يعدّ جيش التحرير الفلسطيني الذراعَ العسكري لـ (منظمة التحرير الفلسطينية)، ويرجع تاريخ تأسيسه إلى عام 1964، ويتبع منذ سبعينيات القرن الماضي للقيادة العسكرية والسياسية لجيش النظام. وفي 15 أيلول/ سبتمبر 2015، أعلن رسميًا رئيس هيئة أركان (جيش التحرير الفلسطيني) اللواء طارق الخضراء، أن جيش التحرير يقاتل إلى جانب قوّات الأسد منذ بدء الاحتجاجات الشعبية في سورية، وأن 3000 جندي وضابط من عناصره يتواجدون في ما يقارب 15 موقعًا، في أرياف دمشق ودرعا والسويداء.

أعدم النظام السوري، في 24 شباط/ فبراير 2015، خمسةَ ضباط من (جيش التحرير الفلسطيني) في قطنا في ريف دمشق؛ بعد رفضهم المشاركة في الحملة العسكرية على مدينة درعا، ورفضهم إطلاق النار على المدن والبلدات السورية، بحسب مصادر فلسطينية وسورية معارضة. وأكدت مصادر محلية، حينذاك، أن “عشرة ضباط على الأقل أعلنوا انشقاقهم عن عدة جبهات في سورية بعد هذه الحادثة، وتشكيلَ كتائب تحت مسمى (جيش التحرير الفلسطيني الحر)”.

وكانت مجموعة من الشباب الفلسطينيين قد أعلنت في نيسان/ أبريل 2015 عن تشكيل لواء مقاتل تحت اسم (قوّات الجليل)، هدفه القتال في سورية إلى جانب قوّات النظام، معتبرين في بيانهم التأسيسي أن “بشار الأسد” هو (أخ) لهم، وأن “القتال إلى جانبه هو واجب تحت دوافع المقاومة والممانعة في المنطقة”. وأوضح البيان أن لواء (قوّات الجليل) يتبع تنظيميًا لحركة “شباب العودة الفلسطينية” المعروف بتبعيتها تنظيميًا للجبهة الشعبية – القيادة العامة (أمينها العام أحمد جبريل).

رفض تجنيد الفلسطينيين في معارك الأسد

واجه فلسطينيو سورية، منذ اندلاع الثورة السورية، عدة أزمات وقضايا وأحداث، أثّرت عليهم وأربكتهم، وشكّلت هزات أمنية وسياسية واجتماعية لهم؛ بسبب بطش نظام الأسد. وفي كلّ مرة يسقط عدد من المقاتلين الفلسطينيين في المعارك التي يقودها النظام، في وقت يستمر فيه النزاع في سورية بوحشية وضراوة متزايدة؛ تطالب أطراف فلسطينية عديدة بتحييد الفلسطينيين عن هذه المحرقة، وعدم زجهم في المعارك التي تخوضها قوّات الأسد، واعتماد سياسة “النأي بالنفس”.

وأكدت الأطراف الفلسطينية، ومن بينها حركتا (حماس) و(الجهاد الإسلامي)، وناشطون مستقلون، أن السلاح الفلسطيني إلى جانب النظام في هذه المعارك مرفوض، متهمة أمين عام الجبهة الشعبية – القيادة العامة، ورئيسَ هيئة أركان (جيش التحرير الفلسطيني)، وعددًا من أمناء الفصائل الفلسطينية المتمركزة في دمشق، وأهمها حركة (فتح الانتفاضة) و(جبهة النضال الشعبي الفلسطيني)، بتجنيد الشباب الفلسطيني في معارك الأسد.

المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) قال، مؤخرًا: إن استمرار النزاع خلال العام 2017 يتسم بوحشية وضراوة متزايدة، فيما لم تحقق الجهود الساعية إلى التوصل إلى حل سياسي النجاحَ المنتظر، حيث يوجد الآن ما يزيد على 4,8 ملايين شخص من سورية مسجلين كلاجئين لدى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وقرابة 6.5 ملايين شخص مهجرين داخل البلد؛ ما يجعل هذا الوضع يمثل أكبر أزمة تهجير في العالم. وفي خضم الكم غير المعقول من إراقة الدماء والدمار في سورية، يُعدّ اللاجئون الفلسطينيون من بين أشد المتضررين، فمن بين 560 ألف لاجئ فلسطيني مسجلين لدى (أونروا) في سورية، اضطر نحو 400 ألف للنزوح عن مساكنهم، وبينهم ما يزيد على 120 ألف نزحوا عن البلد إلى لبنان والأردن ومصر، وإلى أبعد من ذلك، بما يشمل أوروبا، فيما لا يزال 28 ألف لاجئ فلسطيني من ضمن النازحين داخل سورية. كما أن هنالك 43 ألف عالقين في مناطق محاصرة، ويصعب الوصول إليها، بما في ذلك مناطق القتال في اليرموك وخان الشيح.

وذكرت (مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية)، اليوم الثلاثاء، أن 3605 أشخاص هم حصيلة الضحايا الفلسطينيين الذين تمكنت مجموعة العمل من توثيقهم، بينهم 462 امرأة. وأن 1640 معتقلًا فلسطينيًا في أفرع الأمن والمخابرات التابعة للنظام السوري، بينهم 105 نساء. وإن حصارَ الجيش النظامي ومجموعات الجبهة الشعبية–القيادة العامة على مخيّم اليرموك دخل يومه 1567 على التوالي. وقضى نحو 200 لاجئ ولاجئة فلسطينية، نتيجة نقص التغذية والرعاية الطبية، بسبب الحصار، معظمهم في مخيّم اليرموك. وبيّنت “المجموعة” الحقوقية أن انقطاع المياه عن مخيّم درعا مستمرٌ منذ أكثر 1304 أيام، وعن مخيّم اليرموك منذ 1144 يومًا. وأن أهالي مخيّم حندرات في حلب ممنوعون من العودة إلى منازلهم منذ 1640 يومًا، وأن المخيّم يخضع لسيطرة الجيش النظامي منذ أكثر من 391 يومًا.

وذكرت “المجموعة”، ومقرها لندن، إن نحو 85 ألف لاجئ فلسطيني سوري، وصلوا إلى أوروبا حتى نهاية 2016، في حين يقدر عدد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان بنحو 31 ألفًا، وفي الأردن 17 ألفًا، وفي مصر 6 آلاف، وفي تركيا 8 آلاف، وفي غزة ألف فلسطينيي سوري.


غسان ناصر


المصدر
جيرون