من فرسان الإسلام (عقبة بن نافع)...

د.عزة عبد القادر لم يكن عقبة بن نافع رجلاً عاديا بل كان فارسا مغواراً من فرسان الدولة الإسلامية ، كان بن نافع مجاهدا شجاعاً وبطلاً فريدا ، انتصرت الدولة الإسلامية على يد هذا الفارس العملاق ، الذي استطاع تأمين الحدود الشمالية والغربية لأفريقيا التي كانت تعاني من ويلات حملات البربر والروم الشرسة . استطاع عقبة بن نافع ان يكون مجاهدا وداعياً إلى الله في آن واحد ، فلم تصرفه المعارك الحربية عن الدعوة إلى دين الإسلام وهداية الناس إلى تعاليم الحق والسلام وذلك بالحكمة والموعظة الحسنى والمعاملة الطيبة . كان بن نافع شديد التأثير على الشمال الأفريقي ، فقد ذاع صيته بين الناس في مصر وتونس والمغرب ، حيث اشتهر عنه الشجاعة والذكاء وحسن التصرف في المواقف الصعبة ، ومما زاد من حب المصريين الشديد له انهم عرفوا بمولده في عهد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أي انه صحابي بالمولد ، وفي ذات الوقت هو على صلة قرابة بعمرو بن العاص الصحابي الجليل "فاتح مصر". وقد تردد في الآونة الأخيرة سمة بعض الأقاويل عن عقبة بن نافع مما كان مثيراً للإستفزاز لدي كثير من المصريين ، فقد قام بعض الإعلاميين بتشويه هذا المجاهد العظيم والتأول عليه بما ليس فيه ، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل قامت وزارة التربية والتعليم المصرية بحذف عقبة بن نافع من المناهج الدراسية بحجة ان تلك المناهج تحث على العنف . كان حذف شخصية عقبة بن نافع صادماً بشكل غير عادي لكثير من المصريين ، بل ولا نخفي اننا كمسلمين لم نتمالك انفسنا لنتباكى على هذا المجد العظيم الذي يحاول فئة من الماكرين ان يهدموه ولكن هيهات ان يفلحوا فيما يريدون ، فالجهاد في سبيل الله هو فرض عين على كل مسلم ومسلمة ، وليس المقصود بكلمة جهاد هنا ان نحارب بالسلاح فقط ، بل بالكلمة والدعاء ، فإن الجهاد في الإسلام لا يعرف الإعتداء والتطرف ، بل نحارب من يعتدي علينا لحماية أرواحنا وأموالنا وأراضينا من المعتدين المتجبرين ليعرفوا ان الدولة الإسلامية قوية ثابتة الأركان لن تستسلم للأعداء ولن تصمت عن المجرمين ، مما يكون معه العزة والمنعة للمسلمين فلا يتجرأ عليهم الذئاب من الأعداء والمجرمين، والجهاد في الإسلام يعني أيضا الدعوة الى الله بالأخلاق والكلمات الحسنة وليس بالضغط والإكراه ، قال تعالى :" لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ۚفَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (256) سورة البقرة. رحم الله الصحابي الجليل عقبة بن نافع الذي علمنا معنى الجهاد في سبيل الله ، رحم الله عقبة بن نافع مشيد جامع القيروان العظيم حيث مدينة القيروان في تونس الحبيبة .