هل أركان الإسلام خمسة! نحو فهم حيوي للإسلام
31 تشرين الأول (أكتوبر)، 2017
[ad_1]
(1)
لا يوجد في “أركان الإيمان الإسلامي”، عند المسلمين السنّة بشكل عام، وهي اصطلاحًا: الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله والقضاء والقدر.. ما يتنافى مع أولويات الحياة والعدل والحرية، أو ينتهك معايير حقوق الإنسان. كذلك لا يوجد في “أركان الإسلام الخمسة”، عند المسلمين السنّة بشكل عام، أي: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله، والصلاة والزكاة والصيام والحج.. ما يتنافى مع أولويات الحياة والعدل والحرية، أو ينتهك معايير حقوق الإنسان. قد تكون الفكرة السابقة مدخلًا إلى فهمٍ تصالحي للمسلمين من العصر، فهمٍ إيجابي يمكن البناء عليه، مع التذكير بأنّ تعبير (لا يتنافى) يختلف عن تعبير (يتوافق)، على سبيل المثال الصلاة -بحدّ ذاتها- كشعيرة تعبّدية لا تتنافى مع أولويات الحياة والعدل والحرية، وهي كذلك لا تتوافق مع هذه المعايير بالضرورة، فهي ذات قيمة حيادية، لا ينبني عليها ما هو خطير أو مهمّ، في مصالح المجتمعات والبلدان عبر العصور والمجتمعات. لكن قد يقول قائل: من شروط الصلاة الصحيحة أنّها تنهى عن الفحشاء والمنكر، مستشهدًا بالآية القرآنية في سورة العنكبوت: {اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ} (45) وتعقيبًا على ذلك، يُمكن القول: هنا تأخذ الصلاة قيمة مُضافَة في كونها حافزًا نفسيًا وعقائديًا لعمل آخر، وترتبط القيمة الحيوية المُضافة إلى الصلاة هنا بمقدار التزام المُصلِّي بهذا الربط وهذه الصِّلة، وكذلك بدلالة المقصود (بالفحشاء والمُنكر).
قبل أن أنتقل إلى مبحث آخر، جاءني اعتراض من شاعر صديق: لكنّ الإيمان بالقضاء، وبأنّ الله يعلم مُسبقًا بالأفعال والمصاير، يقتضي الجبرية وتقييد حريّة الإنسان! وتعقيبًا على ذلك يُمكن القول: الإيمان بالقضاء هو مفهوم كلاميّ إشكالي فلسفيًا، يحتمل تفسيرات متعددة تراوح ما بين الجبر والاختيار، وعلى كل حال، لا يمكن إخراج مفهوم (الإيمان بالقدر) من دائرة الإيمان الديني، فمعظم العقائد الدينية التوحيدية الإبراهيمية تشترك في ذلك. إنّ مفهوم الإيمان بالقدَر لا يُحيل بالضرورة إلى الجّبرية وسلب حرية الاختيار للإنسان، وضمن هذا الفهم والتفسير، يمكن القول: (الإيمان بالقضاء لا يتنافى بشكل عام مع أولويات الحياة والعدل والحرية)، وخصوصًا مع وجود نصوص قرآنية كثيرة، تؤكد على حرية الاختيار ومسؤولية الإنسان في هذا الاختيار (مَنْ عمل سيئة فلا يجزى إلا مثلها – فهديناه النجدين – وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ… إلخ) والقراءة الانتقائية للنصوص المُقدسة هنا لها ما يُبررها -بالنسبة إلى المؤمن وغير المؤمن- لكونها في النهاية تُحسِّن من كفاءة الإيمان ومفاعيله الإيجابية، كما ينبغي أن يعيشها الإنسان المؤمن والمجتمعات المحافظة.
2)
ينبغي إعادة النظر فيما اصطلح عليه بـ (أركان الإيمان – أركان الإسلام)، فهي لم ترِد في النص القرآني المُدوَّن بين دفّتي المصحف الشائع المُتداول اليوم!
وَرد في (لسان العرب)، مادة (رَكَنَ) “رُكن الشيء: جانبهُ الأقوى. والرُكن: الناحية القوية، وما تقوّى به من مُلك وجُند وغيره”. لماذا لم ترد أركان الإيمان أو أركان الإسلام واضحة منصوصًا عليها في القرآن الكريم، على الرغم من كونها أركانًا أساسية للدين! إذا كان القرآن الكريم يتألّف من نحو ستة آلاف ومئتين آية (مع اختلاف العدد الدقيق بحسب الروايات) أفلا تستحقّ أركان الإسلام وأركان الإيمان عرضها، أو تخصيص آية واحدة لها أو أكثر من آي القرآن الكريم! إذا كان العمود الفقري للإسلام ومصدر التشريع الأوّل هو القرآن الكريم، باختلاف المذاهب السنّية والشيعية، وهو المصدر الأكثر إجماعًا بين المسلمين، كذلك هو الأكثر موثوقيّة مقارنة بنصوص الأحاديث النبوية؛ فلماذا لم ترِد أركان الإيمان أو أركان الإسلام فيه ببيان واضح! وهي أركان بالتعريف!
(3)
جاءت هذه التسمية -أركان الإسلام الخمسة- استنادًا إلى حديث شهير منسوب إلى النبي محمد عن طريق ابن عمر (بُنِيَ الإسلام عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالحَجِّ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ) أخرجه البُخاريُّ في صحيحه (8، 4515)، وكذلك مُسلِمٌ (16).
لكن بالمقابل، يوجد عشرات الأحاديث المنسوبة إلى النبي محمد، والتي لا تذكر البنود الخمسة كاملة، وتكتفي باثنين أو ثلاثة أو أربعة منها فقط، وسأعرض بعضها:
أ – في حديث منسوب إلى النبي محمد عن طريق أبو هريرة، أخرجه البخاري ومسلم معًا، لا يرد أي ذكر لركن الحج. يروي الحديث: “أنَّ أعرابيًا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله دلّني على عمل إذا عملته دخلت الجنة، فقال تعبدُ الله لا تشرك به شيئًا، وتقيم الصلاة المكتوبة، وتؤدي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان، قال: والذي نفسي بيده لا أزيد على هذا شيئًا أبدًا ولا أنقص منه، فلما ولى قال النبي صلى الله عليه وسلم: من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة؛ فلينظر إلى هذا”. (صحيح مسلم – كِتَاب الْإِيمَانِ – تعبد الله لا تشرك به شيئًا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصل ذا رحمك، رقم 16، انظر كذلك صحيح البخاري – كتاب الزكاة ، رقم 1333)
ب – في حديث آخر منسوب إلى النبي محمد أيضًا، لا يرد ذكر للشهادة والزكاة والحج، جاء في الحديث: “أن رجلًا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أرأيت إذا صليت المكتوبات، وصمت رمضان، وأحللت الحلال، وحرمت الحرام، ولم أزد على ذلك شيئًا، أأدخل الجنة؟ قال: نعم”. (صحيح مسلم – كتاب الإيمان – باب بيان الإيمان الذي يدخل به الجنة، وأن من تمسك بما أمر به دخل الجنة/ حديث رقم 15، انظر كذلك الأربعين النووية ، حديث رقم 22).
ت – في حديث آخر رواه البخاري لا يذكر الحج ويذكر الخُمس من المَغنم، كفريضة: “هل تدرون ما الإيمان بالله وحده، قالوا الله ورسوله أعلم، قال شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله وأقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وتعطوا الخمس من المغنم، ونهاهم عن الدباء والحنتم والمزفت”. انظر صحيح البخاري، كتاب العلم/ باب تحريض النبي وفد عبد القيس على أن يحفظوا الإيمان والعلم ويخبروا من وراءهم.
(4)
هناك من فقهاء المسلمين من يضيف الجهاد بوصفه (الركن السادس) من أركان الإسلام، كما ورد في الموقع الرسمي للشيخ ابن باز الذي هو أحد رموز السلفية المعاصرة: “قال بعض أهل العلم إن الجهاد هو الركن السادس من أركان الإسلام، وما ذاك إلا لعظم ما يترتب عليه من المصالح العظيمة، فهو شعبة عظيمة وفرض عظيم من فروض الإيمان، ويكون بالنفس، ويكون بالمال، ويكون باللسان، ويكون بأنواع التسهيل الذي يعين المجاهدين على قتال عدوهم.[1] ويستدلّون على ذلك بحديث منسوب إلى النبي محمد: “من مات، ولم يغزُ ولم يحدّث به نفسَه؛ مات على شعبة من نفاق” (صحيح مسلم – كتاب الإمارة – باب ذم من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بالغزو – رقم الحديث 1910)، كذلك من الباب نفسه يمكن جعل طاعة السلطان من أركان الإسلام استنادًا إلى حديث منسوب آخر: “من مات وليس في عنقه بيعة؛ مات ميتة جاهلية” (صحيح مسلم – كتاب الإمارة – باب وجوب ملازمة جماعة المسلمين عند ظهور الفتن – رقم الحديث 1851). وفقًا لمتن الحديث، مَن لا يُبايع السلطان تنتفِ عنه صفة الإسلام.. وبالتالي من المنطقي جدًا أن تكون بيعة السلطان -وفقًا لمَتن الحديث- من أركان الإسلام!
إذا كانت أركان الإسلام الخمسة المتعارف عليها لا تنافي أولويات الحياة والعدل والحرية -كما عرضنا في فقرة سابقة- فإنّ غزو الجهاد ومبايعة السلطان خوفًا من الكفر هو مُناف لها، وينتهك معايير حقوق الإنسان، من جهة ربط صحّة الدين بانتماء سياسي مخصوص على أسس غير عادلة.
(5)
يعتقد عموم المسلمين الشيعة بأركان الإسلام الخمسة، لكنّ الشيعة يُضيفون إليها ركن الولاية كأساسٍ لا بُدّ منه لصحّة الدين، في قول منسوب عن أبي جعفر في كتاب الكافي: “بُني الإسلام على خمس: على الصلاة والزكاة والصوم والحج والولاية، ولم ينادَ بشيء كما نودي بالولاية، فأخذ الناس بأربع، وتركوا هذه”. يعني الولاية[2]. كذلك ترد صيغة أخرى عن أركان ثلاثة للإسلام في كتاب (الكافي)، صيغة تُسقط الحج والصيام من أركان الإسلام: “عن الصادق قال: قال أثافي الإسلام ثلاثة: الصلاة والزكاة والولاية، لا تصح واحدة منهن إلا بصاحبتيها”.[3] أما عند المسلمين الشيعة الإسماعيلية فالدين يقوم على سبعة أركان، أو ما يُسمى بالأعمدة السبعة، التي هي: الولاية – الطهارة – الصلاة – الزكاة – الصيام – الحج – الجهاد[4]. نستنتج من ذلك أن إشكالية تحديد عدد أركان الإسلام، وتحديد ماهية هذه الأركان هي إشكالية شيعية أيضًا، ولا تقتصر فقط على الإسلام السنّي، وهي عند الشيعة الاثني عشرية والإسماعيلية تعرضُ لما لا يتوافق مع أولويات الحياة والعدل والحرية، بل لما ينتهك معايير حقوق الإنسان من جهة اشتراط الولاء الديني/ السياسي كركن من أركان صحّة الدين، وكذلك من جهة احتكار عصبيّة عائليّة معيّنة –منسوبة إلى النبي محمد– من دون الناس للإمامة، ومن ثمّ توريثها.
(6)
بينما اتفق المُعتزلة على أصول خمسة للإسلام هي: “التوحيد، والعدل، والمنزلة بين المنزلتين، والوعد والوعيد، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر”. وقد عمد القاضي عبد الجبار، وهو أحد أعلام المعتزلة، في كتابه (المُغني) إلى اعتماد أصلَين، هما العدل والتوحيد، حيث أدخل ما عداهما فيهما[5].
وسوف نفاجَأ بأن العدل المقصود -بالغالب- عند المعتزلة ليس هو العدل بين الناس في الحياة، بل المقصود هو وصف الله (سبحانه) بالعدل، حيث يورد القاضي عبد الجبار: “أمّا علوم العدل فهو أن يعلم أن أفعالَ الله تعالى كلّها حسنة، وأنه لا يفعل القبيح، ولا يخل بما هو واجب عليه، وأنه لا يكذب في خبره، ولا يجور في حكمه، ولا يعذب أطفال المشركين بذنوب آبائهم، ولا يظهر المعجزة على الكذابين، ولا يكلّف العبادَ مالا يطيقون ولا يعلمون، بل يقدّرهم على ما كلّفهم، ويعلّمهم صفة ما كلّفهم، ويدلّهم على ذلك ويبيّن لهم..”[6]. وهذا ما قد يصيبنا بخيبة أمل من المعتزلة، حيث يجري تغليب الجانب الغيبي اللاهوتي، على الحياتي الضروري لمصالح الناس والمجتمعات.
(7)
الركن هو الأساس الذي لا يستقيم البناء المادي أو المعنوي من دونه، ومفهوم نواقض الإسلام، كما أسّسه ابن تيمية، وصاغه محمد بن عبد الوهاب في (في نواقض الإسلام العشرة[7] هو تعريف معكوس لأركان الإيمان والإسلام بطريقة النفي، هو تعريف قد يُخرج معظم المسلمين اليوم من دائرة الإسلام، وهذا ما سيكون تفصيل مقالة أخرى قيد الكتابة.
(8)
يتّضح مما سبق أنّ ما يُوصف بأركان الإيمان الخمسة أو أركان الإسلام الخمسة، هو اجتهاد فقهي تمّ اعتماده من ضمن عدّة آراء واجتهادات، لها ما يبررها في نصوص القرآن الكريم والنصوص المنسوبة إلى النبي محمد. وقد جاءت في سياق تاريخي سياسي ثقافي اجتماعي معيّن، يعتمد منطق الجوهر الثابت في مقاربة الظاهرة الدينية عند الأفراد والمجتمعات، اجتهادات فيها اضطراب للأولويات أو إهمال للضروري الذي يعوق المسلمين عن التواصل مع روح الله (سبحانه) وسريان الحياة في أنفسهم ومجتمعاتهم.
(9)
ما الذي يمنع وجود صياغات أخرى لأركان الإيمان الإسلامي، تلتزم بأولويات الحياة والعدل والحرية ومعايير حقوق الإنسان. المُسلم هو إنسان قبل أن يكون مُسلمًا دونما تعارض بينهما، الإنسانية والفطرة السليمة هي القاسم المشترك الأكبر بين البشر بما يشمل المسلمين، لماذا لا نبحث عن المُشتركات الإنسانية ونلاقي العالم في منتصف الطريق. لا نحتاج في ذلك إلى إلغاء البعد العربي الإسلامي في هويّتنا، وليس المطلوب من ذلك الذوبان السلبي في الآخرين، بل تأسيس جديد للإيمان الإسلامي ينطلق من مقولة الوحدة في الاختلاف، والاختلاف في الوحدة. المطلوب هو فهمٌ جديد يحررنا –المسلمين- من قصور مزمن نعيشه، وعطالة حضارية ألِفناها. ما الذي يمنع تأسيس الإيمان الإسلامي على أركان وأسس ومعايير جديدة، تناسب حال العصر وطموح الإنسان والمجتمعات التي يعيش فيها المسلمون.
(10)
بالتأكيد، يوجد مئات النصوص المقدّسة في الإسلام أو أي عقيدة دينية أخرى، لماذا نُخصِّص ونؤكّد على نصوص بعينها، تتوافق مع أولويات الحياة والعدل والحرية ومعايير حقوق الإنسان ومكارم الأخلاق وتذوّق الجميل، ونسكتُ عن نصوص أخرى. في الإجابة على ذلك نقول:
أوّلًا: إن النصوص المقدّسة جاءت لتذكير الإنسان بفطرة الحياة والعدل والحرية، وهي فطرة موجودة وسارية في الناس سابقة لزمن النصوص المقدسة والديانات، ومفهوم التذكرة والتذكير شائع في القرآن الكريم: {فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ (21) لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ (22)} الغاشية. وجاء في حديث منسوب للنبي محمد: “إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق”. أخرجه أحمد (2/381، رقم 8939)، والبخاري في (الأدب المفرد 104/1، 273)، وهذا فهم حيوي مطلوب للنصوص المقدسّة، بمقتضى مقاصد الحقّ ونواميس الشرائع.
ثانيًا: إنّ النصوص المقدّسة متفاوتة الصلاح والحُسن بنصّ القرآن الكريم نفسه: {وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ} (55) الزمر. واختيار الأنسب بدلالة مصالح الناس واجب وخير.
(11)
لماذا لا تكون أولوية الحياة من أركان الإيمان الإسلامي، وقد جاء في نص القرآن: {مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ} (32) المائدة.
لماذا لا يكون العدل من أركان الإيمان الإسلامي، والله تعالى يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} (8) النساء. لاحظ كذلك صيغة الأمر الإلهي في {إنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} (90).
لماذا لا تكون الحرية، بما يشمل حرية الاعتقاد (حرية الإيمان والكفر)، من أركان الإيمان الإسلامي، وقد جاء في القرآن: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (256) البقرة. لا بل إنّ إكراه الإنسان على الإيمان بعقيدة مخصوصة جاء في مقام الذمّ قرآنيًا: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ} (99) يونس.
لماذا لا يكون التواضع وصناعة الجميل وتذوّق الجمال من متممات الإيمان الإسلامي، وقد جاء في الحديث: “لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ. قَالَ رَجُلٌ إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا وَنَعْلُهُ حَسَنَةً. قَالَ إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ، الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ وَغَمْطُ النَّاسِ”. رواه ابن مسعود، صحيح مسلم، رقم 131.
الهوامش:
[1] الموقع الرسمي للإمام ابن باز – حكم الله في جهاد أعدائه، رابط الموقعhttp://www.binbaz.org.sa/mat/8376
[2] الكافي – الشيخ الكليني – ج 2 – الصفحة 18، نسخة إلكترونية على الرابط [3] الكافي، الشيخ الكليني – مرجع سابق – الصفحة 18 [4] موسوعة المعرفة – شيعة إسماعيلية، الرابط [5] شرح الأصول الخمسة – القاضي عبد الجبار – القاهرة – مكتبة وهبة – ط 3 – 1996– ص25 [6] شرح الأصول الخمسة – مرجع سابق – ص133 [7] انظر: دروس في شرح نواقض الإسلام للإمام محمد بن عبد الوهاب، ألقاها صالح الفوزان – الرياض – مكتبة الرشيد – ط 3 – 2005 حمزة رستناوي
[ad_1]
[ad_2]
[sociallocker]
جيرون