‘واشنطن بوست: هزيمة “داعش” في الرقة تختبر التزام الولايات المتحدة تجاه الأكراد السوريين’

31 تشرين الأول (أكتوبر)، 2017
8 minutes

ادّعت القوات المدعومة من الولايات المتحدة في سورية أنَّها سيطرت تمامًا على الرقة، عاصمة “الدولة الإسلامية” العابرة، وهو أمرٌ يبشر بإنهاء وجود المسلحين في معقلهم الأكثر أهمية ورمزية، كما يثير أسئلةً جديدة حول دور الولايات المتحدة المستقبلي في سورية.

قال مصطفى عبدي، وهو متحدثٌ باسم (قوات سورية الديمقراطية): إنَّ العمليات العسكرية قد توقفت، وإنَّ عناصر من القوة الكردية- العربية المشتركة يطهرون مدينة العبوات الناسفة، ويتصيدون الخلايا النائمة.

بينما قال الجيش الأميركي: إنّ إعلانًا رسميًّا بالنصر سيصدر، بعد أنْ تتأكد (قوات سورية الديمقراطية) من عدم وجود جيوب مقاومةٍ لتنظيم الدولة (داعش) في المدينة، مع أنَّ (قوات سورية الديمقراطية) صوّرتْ معركة الرقة بأنَّها انتهت. وقال عبدي: “هناك جوٌ من البهجة في المدينة”. وأضاف: “إنَّ الناس يشعرون بسعادةٍ غامرة، لأنَّهم تخلصوا بشكلٍ نهائي من هذا الوباء”.

توغل المقاتلون الأكراد والعرب في الشوارع، احتفالًا بانتهاء المعركة التي خاضوها منذ أربعة أشهر، متسلقين سياراتهم ويجوبون المدينة المهجورة والمدمرة، وفقًا لصورٍ نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعية. وأظهرتْ إحدى الصور قائد الهجوم، روجدا ولات، وهي تلّوح بعلمٍ أصفر وأحمر كبيرٍ لـ (قوات سورية الديمقراطية) في ميدان (النعيم)، حيث كانت “الدولة الإسلامية” تُنفذ عملياتها في قطع الرؤوس.

في الوقت الذي انتهت فيه المعركة؛ فقدتْ الرقة كلَّ الأهمية الاستراتيجية بالنسبة إلى الجماعة التي كانت تستخدم المدينة لعرض وحشيتها، وإعداد الهجمات ضد الغرب. إنَّ سقوط مدينة الموصل العراقية في تموز/ يوليو، وفقدان مساحاتٍ واسعة من الأراضي في شرق سورية لصالح قوات الحكومة السورية لم يترك للمسلحين سوى السيطرة على شريطٍ واحد فقط من الأراضي بجوار الحدود العراقية السورية.

لكنَّ استعادة الرقة من قِبل (قوات سورية الديمقراطية)، المدعومة بالضربات الجوية والمستشارين الأميركيين على الأرض، يمّثلُ علامةً بارزة في الحرب التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش). وفي مؤتمرٍ صحفي عُقد في واشنطن، وصف المتحدث باسم الجيش الأميركي، الكولونيل ريان ديلون، ذلك بأنه “مهم”. وقال: إنَّ الدولة الإسلامية (داعش) فقدت الآن 87 في المئة من الأراضي التي كانت تسيطر عليها من قبل، وإنَّ 6500 مقاتل لا يزالون، من بين عشرات الآلاف ما زالوا في الجماعة.

مقاتلون من (قوات سورية الديمقراطية) المدعومة من الولايات المتحدة تحتفل بانتصارها في الرقة، سورية. صورة/ أسوشيتد برس.

كما يكثف الانتصار تساؤلاتٍ متزايدة حول ما الذي سيأتي بعد ذلك. تقع معاقل الدولة الإسلامية (داعش) المتبقية في سورية إلى الجنوب من محافظة دير الزور، حيث تحقق الحكومة السورية، وحلفاؤها المدعومون من إيران وروسيا، تقدمًا سريعًا. وقال ديلون: إنَّ الجيش الأميركي سيترك الأمر لـ (قوات سورية الديمقراطية) لتقرّر إن كانت تريد مواصلة التقدم نحو المنطقة.

لعلَّ الأكثر أهميةً من ذلك أنَّ إدارة ترامب لم توضح بعد ما إذا كانت مستعدةً للبقاء في شمال شرق سورية، لتوفير الحماية للدويلة الوليدة التي يشكلّها الأكراد السوريون. إنَّ التجربة خلال اليومين الماضيين للأكراد في العراق المجاور قد تُشجّع الحكومة السورية على مواجهة الجيب الكردي السوري، بعد هزيمة “الدولة الإسلامية” (داعش) مباشرةً، تمامًا كما تحركت الحكومة العراقية لطرد القوات الكردية من مدينة كركوك الغنية بالنفط، وغيرها من المناطق التي تسيطر عليها.

تحدث مسؤولون حكوميون سوريون -في مناسباتٍ عدّة- عن تصميمهم على استعادة السيطرة على كل الأراضي التي خسروها، بعد التمرد ضد الرئيس بشار الأسد، بما في ذلك المنطقة التي يسيطر عليها الأكراد. وقال نيكولاس أ. هيراس، من مركز الأمن الأميركي الجديد: “ما يمكن أن يكون كارثيًا، بالنسبة إلى الأكراد السوريين، هو الانسحاب السريع للولايات المتحدة من سورية، حيث سيفقدهم نصيرهم الأجنبي”.

يتأهب مجلسٌ مدنيٌّ يضم العرب والأكراد لتولي الحكم في الرقة، تحت رعاية الإدارة التي يقودها الأكراد في شمال شرق سورية. وقال حسن حسن، من معهد التحرير الذي يتخذ من واشنطن مقرًا له: إنَّ المجتمع الدولي لم يلتزم بعد بالأموال لإعادة إعمار المدينة المدمّرة، وإنَّ غياب سياسةٍ واضحة للولايات المتحدة في شمال شرق سورية قد يقوّض المكاسب.

مسلحون من تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) يحملون أسلحتهم. صورة/ أسوشيتد برس

وأضاف: “لا أحدَ يثقَ بالأميركيين، ولا حتى الأكراد. لهزيمة التطرف بعد تدمير المناطق من خلال لزوم حرب، عليك معالجة العواقب، لا أن تسقط القنابل، وتغادر، لأنَّ لديك نفورًا من الحرب”.

بدأ الهجوم لاستعادة المدينة في حزيران/ يونيو، مع تقدم (قوات سورية الديمقراطية) على الأرض، بينما كانت غارات التحالف الجوية الذي تقوده الولايات المتحدة تقصف المسلحين. وكما كان الحال في الموصل، فإنَّ ثمن النصر على المسلحين كان باهظًا. معظم المدينة في حالة دمارٍ، ويتناثر سكانها في مخيمات النزوح في جميع أنحاء البلاد.

يُقال إنَّ ما لا يقل عن 1000 مدني قد لقوا حتفهم، وفقًا لتقديرات مجموعات الرصد والمراقبة، ومعظمهم من الغارات الجوية العنيفة. وقد فرَّ أكثر من 270 ألف شخصٍ من منازلهم خلال المعركة، وفقًا للأمم المتحدة، وسيجدُ الكثير منهم أنَّه لم يبقَ منازل لهم ليعودوا إليها.

وكان عشرات من المسلحين محاصرين ومنهكين بشدةٍ داخل المستشفى الرئيس في الرقة، وملعبها، لكنَّ نهاية المعركة تسارعت من خلال صفقةٍ مثيرة للجدل، تمَّ التوصل إليها بوساطة مسؤولين محليين، تمَّ بموجبها تقديم فرصةٍ للمقاتلين المحليين للهروب من المحاكمة ما لم يرتكبوا جرائم، من خلال استسلامهم لـ (قوات سورية الديمقراطية). وقال ديلون: إنَّ 350 مقاتلًا استسلموا في الأيام الأخيرة، بمن فيهم بعض المقاتلين الأجانب. وتقوم (قوات سورية الديمقراطية) بالتحقيق معهم لمعرفة ما إذا كانوا قد شاركوا في عمليات القتل.

كانت الرقة أولَّ عاصمةٍ إقليمية تخرج بالكامل عن سيطرة الحكومة، عندما تمَّ الاستيلاء عليها في آذار/ مارس 2013، من قبل جماعاتٍ معتدلة، ومتطرفة بما في ذلك (جبهة النصرة) المرتبطة بتنظيم القاعدة، التي عملت فيما بعد كجناحٍ سوري “للدولة الإسلامية” التي تتخذ من العراق مقرًا لها.

ملاحظة: الترجمة من الموقع:

http://www.nzherald.co.nz/world/news/article.cfm?c_id=2&objectid=11934246

اسم المقال الأصلي
The defeat of ISIS in Raqqa tests US commitment to Syrian Kurds

الكاتب
لويزا لافلاك، وليز سلاي، Louisa Loveluck & Liz Sly

مكان النشر وتاريخه
واشنطن بوست، The Washington Post، 18/10و

Nzherald.co.nz World, 18/10 و

EASE NEWS, 18/10

رابط المقالة
https://www.washingtonpost.com/world/middle_east/us-backed-force-claims-capture-of-islamic-states-de-facto-syrian-capital-raqqa/2017/10/17/d2e36eca-b24c-11e7-99c6-46bdf7f6f8ba_story.html?utm_term=.787734c672be

عدد الكلمات
916

ترجمة
أحمد عيشة

أحمد عيشة
[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]

جيرون