إيران توسع نشاطها الدعائي.. دعوات وسط طهران للقتال المقدس



يحاول نظام الملالي تعويضَ خسائره البشرية في سورية، بدعوة الشبان الإيرانيين إلى القتال هناك، وقد رفعت السلطات الإيرانية صورةً جدارية كبيرة في ساحة (فالياسر) -وسط العاصمة طهران- الأسبوع الماضي، تُظهر رسمًا لأحد قادة قوات الحرس الثوري الإيراني (قُتل في سورية)، يُدعى محسن حججي، وهو يدعو الشبان الإيرانيين إلى الالتحاق بـ “القتال المقدس” في سورية، وفق ما كشف موقع (مونيتر).

تظهر في الصورة عبارةٌ فارسية تقول: ” تعال معي لنلحق بالمهدي”، في دليل على مواصلة نظام الملالي في إيران سياسة اللعب على العاطفة الدينية، عند شباب الطائفة الشيعية في العراق وأفغانستان وإيران، وفق ما يرى محللون.

جاءت دعوة الملالي، عقب تصريحات للرئيس الأميركي دونالد ترامب، توعّد فيها الحرس الثوري بفرض عقوبات شديدة عليه، بسبب التدخل في سورية والعراق، ودعم الميليشيات الطائفية هناك.

يرى الدكتور أحمد أويصال، مدير مركز الدراسات الإيرانية في أنقرة (إيرام) أن “الدعوات الإيرانية، لتجنيد المزيد من المتطوعين للقتال في سورية، هي نتيجة الضغوطات الأخيرة من الإدارة الأميركية، وهو ما جعل إيران تفكر بضرورة المحافظة على مكاسبها في سورية، كما أنها لا تريد أن تخسر أيًّا مما كسبته في الميدان”.

أضاف أويصال، في حديث لـ (جيرون)، أن إيران “تحاول استقبال هذا الضغط بعيدًا عن أراضيها، حيث تقول السلطات (لو لم نحارب في سورية؛ لوصلت الحرب إلى داخل إيران)، إضافة إلى وجود مصالح لها في سورية، منها أيديولوجية أو نفوذ، والتمدد لصنع ما يعرف بـ (الهلال الشيعي) لضمان النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط”.

تابع: “في بداية الثورة السورية، كانت هناك معارضة من التيار العلماني في إيران، حول سبب التدخل في سورية، ولكن بعد ظهور تنظيم (داعش)؛ تمكنت السلطات الإيرانية من إقناع العلمانيين بضرورة التدخل في سورية، لأن (داعش) تنظيم ديني متطرف، وكذلك أقنعت المحافظين بضرورة التدخل، لمحاربة التطرف السني”.

كشف معهد (الشرق الأوسط) -في دراسة له صدرت في آذار/ مارس الفائت- أن إيران تقوم بدفع رواتب أكثر من 83 ألف مقاتل، يقاتلون في صفوف النظام في سورية، كما نقلت وسائل إعلام تصريحاتٍ لمدير “مؤسسة الشهداء” الإيرانية “محمد علي شهيدي” بأن عدد القتلى الإيرانيين في سورية وصل إلى أكثر من 2100 قتيل، في حين أكد موقع (إيران فوكس) المعارض أن “السلطات تتكتم عن مصرع أكثر من 10 آلاف إيراني في سورية”.

يَظهر من عدد القتلى الإيرانيين ونعواتهم المتلاحقة، في وسائل إعلام ومسؤولين إيرانيين، أنهم ليسوا فقط مجندين، بل هناك ضباط كبار في الحرس الثوري وميليشيات (الباسيج)، وكذلك رجال دين، حيث أظهرت صورٌ، نشرتها إحدى الميليشيات العراقية المقاتلة في سورية، وجودَ رجال دين إيرانيين بين المقاتلين، وهم يشرفون على جبهات القتال في حلب خاصة.

كما أكدت منظمة (هيومن رايتس ووتش)، العام الماضي، أن “السلطات الإيرانية تقوم بتجنيد اللاجئين الأفغان، وتهددهم بالترحيل؛ إن هم رفضوا القتال في سورية، كما تدفع رواتب لهم تصل حتى 400 دولار”.

إيران التي زجت بنفسها في الحرب السورية في وقت مبكر، ساهمت بشكل كبير في مساندة نظام الأسد ودعمه بالسلاح والأموال والمقاتلين، وبحسب مصادر إعلامية إيرانية وغربية، فإن أماكن انتشار هؤلاء المقاتلين الإيرانيين تركزت بشكل رئيسي، في محيط مطار دمشق الدولي ومنطقة السيدة زينب قرب العاصمة، إضافة إلى بعض المعسكرات في الساحل السوري، وتشكل ميليشيات “فيلق القدس” العصبَ الرئيس في هذا الانتشار، إضافة إلى خبراء وضباط من الحرس الثوري ومقاتلين من ميليشيات (الباسيج) ولواء الخرساني. س .أ.


جيرون


المصدر
جيرون