‘الجبهة الجنوبية: سوتشي التفاف على جنيف وإعادة تعويم للأسد’

2 تشرين الثاني (نوفمبر - نونبر)، 2017
5 minutes
السورية نت – رغداء زيدان

أمجد عساف ـ خاص السورية نت

على الرغم من حالة التخبط التي تحيط بالمشهد السياسي في سوريا إلا أن روسيا لا زالت تعمل على إعادة تعويم الأسد ونظامه عالمياً بشتى الوسائل. فبعد تجربة “أستانا” والتي كان المستفيد الأكبر منها نظام الأسد بفعل ما يسمى مناطق خفض التصعيد تسعى روسيا الآن وعبر استقطاب أحزاب وحركات جلّها موالٍ لنظام الأسد لعقد مؤتمر في مدينة سوتشي الروسية تحت عنوان “مؤتمر الحوار الوطني”.

هذا المؤتمر الذي كان من المقرر عقده في قاعدة حميميم الجوية بالقرب من مدينة اللاذقية في سوريا، ولكن تغيير المكان إلى المدينة الروسية جاء بعد طلب من نظام الأسد لشرعنة ذلك المؤتمر دولياً .

الجنوب السوري ليس بعيداً عن التجاذبات السياسية الحاصلة، فقادة الجبهة الجنوبية رغم حضورهم “أستانا” ومقاطعتهم لها في جولتها السادسة إلا أنهم يعتبرون مؤتمر سوتشي يحمل في طياته القضاء على ممثلي الثورة السورية سياسياً، و إنتاج معارَضة غير معارِضة للأسد ونظامه.

وهو ما يعني محاولة من روسيا لشرعنة الأسد من جديد وإبعاده عن ملفات جرائم الحرب التي قد تودي به إلى لاهاي في قادم الأيام .

بشار الزعبي المسؤول السياسي لجيش الثورة وعضو وفد الجبهة الجنوبية لمفاوضات “أستانا” وجنيف أكد في حديث خاص لـ”السورية نت” أن أي مؤتمر خارج نطاق الحل السياسي هو مرفوض، و أن روسيا تدعو لمؤتمر مصالحة وليس عملية سياسية.

وفي جوابه عن موقف الجبهة الجنوبية من الحلول التي تطرحها روسيا والتي كان آخرها “مناطق خفض التصعيد”، أضاف: “نحن مع أي مبادرة توقف نزيف الدم السوري وتوقف القتل والإجرام الذي يتعرض له شعبنا السوري، وتمهد – أي المبادرة – لعملية انتقال سياسي في سوريا دون الأسد و نظامه المجرم”.

وفي سؤال عن ما إذا كان لروسيا دور ضامن في الاتفاقات الدولية أجاب الزعبي: أن “روسيا تقدم نفسها كضامن مع كل ما تقوم به من حماية وانحياز لنظام الأسد، ونحن لا نرى منهم أي جدية في لعب دوري حيادي وبناء في الحل السياسي “.

و أشار الزعبي في نهاية حديثه أن الروس عرضوا على الوفد المفاوض في “أستانا 7” الذهاب إلى سوتشي لحضور “مؤتمر الحوار الوطني” ولكن الأمر قوبل بالرفض من قبل الوفد .

حديث الزعبي جاء بالتزامن مع بيان صحفي صدر عن الجبهة الجنوبية مساء اليوم حصلت “السورية نت” على نسخة منه جاء فيه: “إن فصائل الجبهة الجنوبية تعتبر دعوة روسيا إلى مؤتمر سوتشي هو التفاف على مفاوضات جنيف وعلى الإرادة الدولية في الحل السياسي في سوريا تحت رعاية الأمم المتحدة “.

وأشار البيان أن “فصائل الجبهة الجنوبية تعلن عدم مشاركتها في مؤتمر سوتشي، مع دعمها الكامل لعملية الانتقال السياسي في جنيف، بما يحقق تطلعات الشعب السوري”.

يبدو أن السعي الروسي لإعادة تعويم الأسد ونظامه عبر عقد مؤتمرات كهذه باء بالفشل، خاصة مع إدراك السوريين لما يحاك ضد ثورتهم ومطالبتهم برحيل الأسد وحكمه الديكتاتوري .

الجدير بالذكر أن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، وقيادة أركان الجيش السوري الحر رفضا من جانبهما الدعوة الروسية لمؤتمر سوتشي، وقالا في بيان نشر اليوم واطلعت “السورية نت” على نسخة منه: إن مؤتمر سوتشي دعوة للالتفاف على مفاوضات جنيف ومفاوضات الانتقال السياسي التي تتم برعاية الأمم المتحدة. وأكدا رفضهما حضور المؤتمر رغم دعمها لعملية الانتقال السياسي في جنيف بما يحقق تطلعات الشعب السوري.

كما أصدر المجلس الإسلامي السوري بياناً اليوم، نشره على موقعه الإلكتروني بيّن فيه موقفه الرافض لمؤتمر سوتشي، معلناً “أنه لا بد من رص الصفوف على اختلاف مستويات الفعاليات الثورية لإفشال هذا المخطط ومن وراءه في الظاهر والباطن”.

اقرأ أيضا: رغم انشغالهم واشتعال بلادهم.. مئوية وعد “بلفور” تذكر العرب والمسلمين بأن قضية فلسطين حية لن تموت

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]