‘سوتشي: المعارضة ترفض.. وموسكو: الرفض ليس نهائيًا’

2 تشرين الثاني (نوفمبر - نونبر)، 2017
5 minutes

أثارت نيّة موسكو عقد “مؤتمر سوري موسع”، في مدينة سوتشي جنوب غرب روسيا في 18 تشرين الثاني/ نوفمبر الحالي، ردّاتِ أفعال كثيرة في صفوف المعارضة السورية، حيث اعتبرت الأخيرة أن روسيا تحاول -عبر هذا المؤتمر أو اللقاء- تسديد الضربة القاضية لمسار جنيف والقرارات الصادرة عنه، وتسويق تشكيلات وشخصيات، هي جزء أساسي من بنية النظام الحاكم في دمشق، على أنها جانب معارض.

تعتقد أطراف في المعارضة أيضًا أن إصرار موسكو على عقد المؤتمر يعكس سعيها في الزج بكامل ثقلها في الوقت الحالي، من أجل “الوصول إلى تسوية سريعة، تسبق الانتخابات المقبلة في آذار/ مارس القادم، مستفيدة في الوقت ذاته من غياب الموقف الأميركي، والذي لن يبقى على هذا الحال”.

أصدرت الهيئة العليا للمفاوضات، اليوم الخميس، بيانًا أكدت فيه عدم مشاركتها في المؤتمر الذي دعت إليه روسيا، واعتبرت أن “الدعوة الروسية إلى سوتشي تمثل حرفًا لمسار الوساطة الأممية، واستباقًا لمقتضيات الحل السياسي المنشود بهدف إعادة تأهيل النظام”.

شددت الهيئة على أن “هذه الدعوة تأتي ضمن مساعي موسكو، للانفراد بالحل خارج إطار الشرعية الدولية، ونسف الجهود الدولية الرامية للوصول إلى حل سياسي، يضمن حرية وكرامة الشعب السوري”.

أعلن الائتلاف المعارض، عبر بيان صحفي أصدره أمس الأربعاء، أن “دعوة روسيا، إلى عقد مؤتمر للسوريين في سوتشي، محاولةٌ للالتفاف على جنيف والإرادة الدولية، بخصوص الانتقال السياسي في سوريــة، وفق قرارات مجلس الأمن وتحت رعاية الأمم المتحدة”.

جاء في البيان –الذي حصلت (جيرون) على نسخة منه- أن “موسكو غير جادة في دعم العملية السياسية، ومؤشرات ذلك واضحة، وعلى رأسها عدم الضغط على نظام الأسد للمشاركة في جنيف، والالتزام بقرارات مجلس الأمن، والدخول في مفاوضات مباشرة جدية”.

شدد بيان الائتلاف على أن “روسيا ليست طرفًا محايدًا في القضية السورية، وتسعى لتمزيق الشعب السوري إلى (شعوب)، وتفتيت وحدة سوريــة، بهدف بسط نفوذها وهيمنتها، مما يفقدها صفة أن تكون طرفًا وسيطًا أو ضامنًا”.

في السياق ذاته، قال محمد سليمان دحلا رئيس الأمانة العامة في الغوطة الشرقية لـ (جيرون): إن “روسيا، منذ بداية تدخلها، تحاول إنهاء مسار جنيف والقرارين 2254 و2118، والذهاب باتجاه مسار منفرد، تتحكم هي بترتيباته ومخرجاته وصولًا إلى تسوية تنجح في إعادة تعويم الأسد”، مضيفًا أن “هذا المؤتمر استمرار للتوجه ذاته ومحاولة جديدة، لأن تفرض موسكو تفسيرها الخاص للقرار 2254 القاضي بانتقال سياسي، لا يوجد فيه أي مستقبل أو لرئيس النظام بشار الأسد، وأن تحوّله إلى مجرد تفاهم على حكومة وطنية موسعة”.

وأضاف: “إن ما تحاول أن تمرره روسيا ليس بعيدًا عن الأميركيين، وأعتقد أن لدى واشنطن الكثير من التفاهمات مع روسيا، وما يحصل حاليًا استمرارٌ لإدارة الصراع وتشظيه والابتعاد عن الدخول في الملفات الجوهرية بما يقود إلى حل جذري، إذ لا تتوافر إرادة دولية لذلك، والروس يستثمرون كلّ ذلك”.

من جانب آخر، أكّد رياض نعسان آغا، متحدثًا باسم الهيئة العليا للمفاوضات، أن “كل المعطيات تشير إلى تخبط روسي، لا سيما في التصريحات بشأن المؤتمر الذي كان قد أعلن سابقًا أنه سيعقد في حميميم، والآن انتقلنا إلى سوتشي. يبدو التناقض من خلال إصرار موسكو على عقده قبل جولة جنيف القادمة، على الرغم من أن الدول الضامنة أعلنت أنها ستناقش دعوة روسيا خلال تلك الجولة”. وأضاف: “الهدف الروسي الأول والأخير هو الضرب بالانتقال السياسي عرض الحائط، واستبداله بحكومة موسعة، وهو ما لم -ولن- نقبل به، وأي طرف أو جهة تقرّر المشاركة؛ فستكون مشاركتها بصفة شخصية”. وفق صحيفة (الشرق الأوسط).

في المقابل، اعتبرت موسكو أن رفض المعارضة ليس نهائيًا، ويمكن العدول عنه، حيث قال سيرغي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي: إن “رفض الهيئة العليا للمفاوضات ليس قرارًا نهائيًا، وسنواصل بحث هذه المسألة، ونعمل مع جميع الأطراف المنخرطة التي لها نفوذ حقيقي على المعارضة لتغييره”. (م.ش).

جيرون
[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]

جيرون