فيديوهات تكشف تفاصيل فبركة "المخرج" بيازيد لمحاولة اغتياله.. كيف رد عليه سوريون بعد نشرها؟



السورية نت - مراد الشامي

 تكشفت تفاصيل حادثة محاولة الاغتيال المزعومة التي ادعى المخرج السوري محمد بيازيد تعرضه لها في مدينة إسطنبول، بعدما نشرت صحيفة "العربي الجديد"، الأربعاء 1 نوفمبر/ تشرين الثاني 2017، فيديوهات لبيازيد تُكشف ترتيبه لكيفية تنفيذ محاولة الاغتيال، وكيفية إيهام الرأي العام بأنها صحيحة.

ونشرت الصحيفة فيديوهات ظهر فيها بيازيد وهو يتحدث عما ينبغي حدوثه للادعاء بمحاولة قتله، زاعماً أنه لجأ إلى ذلك من أجل الحصول على تمويل لفيلم ينوي إخراجه باسم "النفق".

وقالت الصحيفة أن "الشخص الذي حاول بيازيد استمالته والاستعانة به يُدعى محمد الهندي، ويعمل منتجاً إعلامياً حراً، وأراد بيازيد الاستعانة به في تخطيط وتنفيذ تمثيلية محاولة اغتياله، ولكنه قرر عرض الفيديوهات التي تُثبت استغلال بيازيد لتعاطف الجماهير مع الثورة السورية من أجل تحقيق مكاسب شخصية".

ويعود تاريخ الفيديوهات إلى أشهر سبقت زعم بيازيد لمحاولة تعرضه للاغتيال، وبينها محادثات مسجلة أُجريت خلال شهري مايو/ أيار ويونيو/ حزيران من العام الجاري، بين بيازيد والهندي، لتنسيق محاولة اغتيال بيازيد المزعومة.

وتشير إحدى المكالمات بين الهندي وبيازيد إلى نية الأخير تلفيق قصة إيذائه جسدياً من خلال أحد السيناريوهات المقترحة، والتي تتضمّن اختطاف بايزيد لفترة قصيرة، أو محاولة اغتياله إما بسلاح أبيض أو بسلاح ناري. ليستقر قرار بيازيد على السلاح الأبيض بسبب صعوبة الحصول على سلاح ناري في تركيا لما عليه من مسؤولية قانونية.

وتكشف التسجيلات ما حدث ليلة الإعلان عن تعرض بيازيد لمحاولة الاغتيال، بدءاً من إعلان محاولة قتل بيازيد على وسائل التواصل الاجتماعي، إلى اهتمام الصحافة الواسع بهذه القضية، وكيف سيجري استغلال تعاطف الجمهور لتحقيق بيازيد مصالحه الشخصية.

وقال بيازيد في هذا السياق خلال حديثه مع الهندي: "سنكون لمدة 48 ساعة أشهر شخصين في الشرق الأوسط على الإطلاق". ويضيف: "لن تجد شبكة إخبارية إلا وتواصلت معك، سيسمع بالموضوع عشرات ومئات الآلاف من الأشخاص"، وتابع: "كل هذا وزنه عندي صفر، ما لم تتحول هذه الضجة إلى فعل حقيقي".

"ولكي يقوم بيازيد برسم تفاصيل القصة الكاذبة، يؤكد أنه شرع في إنشاء حساب وهمي على موقع "فيسبوك"، على أساس أنه لشخص يقوم بالتواصل مع بيازيد، بشأن تمويل المشروع الذي يعمل عليه. ولذلك يرسل له بيازيد ملفاً يضم عرضاً لمشروع الفيلم، ويشدد على أنه يحتاط أثناء استخدام حساب فيسبوك الوهمي، إذ يستخدم برامج VPN تخفي أثره، وكذلك يؤكد أنه اختار للشخص الوهمي أن يكون ذا جنسية سورية، لأن رجال الأعمال السوريين لديهم من الأموال ما يكفي لتمويل المشروع"، وفقاً لما ذكرته صحيفة "العربي الجديد".

وتضيف: "لذلك سيكون منطقياً أن يكون الرجل سورياً (وفق كلام بيازيد) سيظهر هذا الرجل الوهمي لاحقاً في رواية بيازيد على أنه الشخص الذي يستدعيه للقائه في إحدى ضواحي إسطنبول، والتي سيتم فيها تنفيذ عملية الاغتيال المزعومة".

ويظهر بيازيد في أحد الفيديوهات وهو يتحدث عن نيته خداع العالم بقوله: "بيت القصيد هنا أن نقنع الناس أن هذا الفيلم يضايق النظام، فبالتالي: ادفعوا مصاري!"، ويضيف: "الـBuzz أو الضجة الإعلامية ما بتنصنع صح إلا لما بيصير شي فيزيائي (جسدي)".

وتساءلت الصحيفة عن السبب الذي جعل الهندي يخفي هذه الفيديوهات طيلة الفترة السابقة، وقالت: "يرد الهندي بأسى، كان لا بد أن أنتظر وصول الأشرطة إلى جهات الأمن التركية أولاً، وبعد أن تأكدت من ذلك، على الجميع الآن أن يعرفوا الحقيقة".

ماذا رد بيازيد؟

وعقب نشر "العربي الجديد" للفيديوهات، أصر بيازيد على موقفه، وادعى أن الفيديوهات سُجلت "بعد الحادثة لصناعة فيلم شبيه بما حصل معي وهو أمر ذكرته بعيد الحادثة في أكثر من مقام وبوست ما يزالوا موجودين. وأكبر دليل على حداثة التسجيلات هو استخدامي لعبارة الضرر الذي تعرّضت له وليس الضرر الذي سأتعرض له"، وفق ما جاء في صفحته الرسمية على موقع "فيس بوك".

وأضاف أنه بعد الحادثة التي تعرّض لها تواصل معه عدّة أشخاص ليطلبوا منه سماع الأحداث و"تحويلها إلى فيلم وثائقي أو درامي يساعدني في إيصال الرسالة التي أعمل عليها وجلبها لبقعة الاهتمام الإعلامي".

وتابع أن الهندي أن هو "أحد هؤلاء الأشخاص هو مدير إنتاج اسمه محمد الهندي (...) وتحدثنا طويلاً أنا والهندي حول تطوير هذه الفكرة وكيفية جعلها مؤثرة إعلامياً وجعلها مؤثرة إعلامياً (...)" لأتفاجأ بعدها بأيام بأن محمد الهندي قام بمونتاج أجزاء من هذه الفيديوهات الحديثة وعرضها على بعض الأشخاص على أنها مصوّرة قبل الحادثة بأشهر ليقنعهم بأنني خطّطت لاغتيال نفسي بالتعاون معه لتمويل الفيلم!".

ردود فعل غاضبة

وبعدما تكشفت حقيقة كذب رواية بيازيد، تعرض الأخير إلى انتقادات شديدة على وسائل التواصل الاجتماعي من قبل سوريين وعرب كانوا من متابعين بيازيد، واتهموه بالكذب والتلفيق واستغلال الثورة السورية لتحقيق مصالحه الشخصية.




المصدر