إيران تدعم تنظيم "القاعدة" لاستمرار نفوذها بالمنطقة



سمارت - تركيا

اعتبر الصحفي المختص بالشأن الإيراني صالح حميد أن طهران تستمر في تقديم  الدعم المالي والعسكري واللوجستي لتنظيم "القاعدة"، بهدف استمرار نفوذها وتواجدها في سوريا والعراق ولبنان، في وقت تسعى أمريكا لفرض عقوبات على الأولى لعزلها اقتصاديا وسياسيا.

وقال الصحفي صالح حميد لـ"سمارت" السبت، إن النظام الإيراني استقبل عشرات القيادات العسكرية المطلوبة دوليا على الأراضي الإيرانية، ومنهم حمزة بن لادن ابن قائد تنظيم "القاعدة" أسامة بن لادن، والذي أقام حفل زفافه في إيران، إضافة للقيادي "سيف العدل" المسؤول عن التفجيرات في العاصمة السعودية الرياض، حيث طالبت السلطات السعودية طهران بتسليمه إلا أن الأخيرة رفضت.

وتابع أنه يتواجد في إيران أيضا "أبو حفص الموريتاني" المخطط لتفجيرات أبراج التجارة الأمريكية في 11 أيلول 2001، حيث غرمت المحاكم الأمريكية إيران بدفع عشرة مليار دولار أمريكي لعوائل ضحايا التفجيرات، وصادرة نفس المبلغ من أموالها المجمدة في البنوك الأمريكية، بعد إثباتها بتسهيل مرور منفذي الهجمات عبر أراضيها.

وأوضح "حميد" أن إيران سهلت مرور عناصر تنظيم "القاعدة" من أفغانستان وباكستان عبر أراضيها إلى سوريا والعراق أيضا، بهدف استمرار تواجدها بالمنطقة، معتبرا أن استمرار النظام الإيراني مرتبط باستمرار "الصراع الشيعي _ السني".

ولفت أن تنظيمي "القاعدة" و"الدولة الإسلامية" قدما خدامات كثير لإيران أبرزها استمرار نظام "بشار الأسد" في سوريا، وميليشيا "حزب الله" في لبنان، اللذان يعتبران امتدادا للنفوذ الإيراني.

وحول التواجد الإيراني في سوريا كشف "حميد" أن عدد العناصر الإيرانية يقدر بنحو 70 ألف عنصر، قتل حسب الاحصائيات الرسمية وغير الرسمية نحو 3000 بين ضباط وعناصر، بينما المعارضة الإيرانية قالت إن "نحو عشرة ألف عنصر من الحرس الثوري الإيراني والباسيج ونخبة الجيش الإيراني قتلوا في سوريا"، حسب "حميد".

وآشار "حميد" أن جميع القتلى سقطوا خلال المعارك مع الجيش السوري الحر وفصائل المعارضة السورية، لافتا أن إيران لم تحارب التنظيمات "الإرهابية" في سوريا، واقتصر قتالها على فصائل "الحر" بهدف إخماد الثورة السورية.

وعن الموقف الأمريكي من دعم إيران لـ"القاعدة" ذكر "حميد" أن الولايات المتحدة الأمريكية استطاعت الحصول على 470 ألف وثيقة كانت لتنظيم "القاعدة" خلال عملية إنزال على منزل "بن لادن" في منطقة أبت آباد شرقي باكستان، مشيرا أن  19 صفحة منها تثبت دعم إيران لـ"القاعدة"، وقسمت هذه الصفحات قسمين قبل وبعد أحداث 11 أيلول.

وتسعى واشنطن لفرض عقوبات اقتصادية وسياسية على النظام الإيراني لعزله وتقليص نفوذه في المنطقة بعد كشف هذه الوثائق، مشيرا أن أولى الخطوات فرض عقوبات على "الحرس الثوري"، وتحديد الكونغرس 60 يوما لوضعه "على قائمة المنظمات الإرهابية"، حسب "حميد".

وسبق أن وسعت وزارة الخزانة الأمريكية العقوبات على إيران في إطار مكافحة انتشار أسلحة الدمار الشامل، لتطال العقوبات 41 فردا وشركة، بما في ذلك الوحدة الجوية التابعة لـ"الحرس الثوري الإيراني"، الأمر الذي انتقدته روسيا واعتبرتها "غير شرعية".

وأردف "حميد" أن النظام الإيراني في "مأزق" ويشعر بالخطر الخارج والداخلي، متوقعا ارتكابه أخطاء كثيرة خلال الفترة القادمة، وسيحاول أن يصدرها للخارج من خلال لعب دور فعّال في سوريا والعراق ليفاوض بها الغرب مستقبلا لبقائه في الحكم.

ونشرت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "CIA" الخميس، آلاف الوثائق التي ضبطت خلال عملية قتل زعيم تنظيم "القاعدة" أسامة بن لادن، تؤكد إحداها العلاقة بين إيران والتنظيم.




المصدر
عبد الله الدرويش