تصريحات تيلرسون..هل تعود واشنطن إلى الملف السوري؟



يرى معارضون أن تصريحات ريكس تيلرسون، وزير الخارجية الأميركية الأسبوع الماضي والتي قال فيها “إن واشنطن تريد سورية موحدة لا مستقبل فيها الأسد”، وأن “حكم عائلة الأسد شارف على نهايته”.

تعكس تخبطًا تجاه القضية السورية، يأتي (هذا التخبط) بالدرجة الأولى من عدم وجود أي نيّة لدى واشنطن باتخاذ مواقف حقيقية، تؤدي إلى إزاحة نظام الأسد والدفع نحو عملية انتقالية، وفق القرارات الدولية الصادرة عن جنيف، في حين يعتبر آخرون أن تغيرًا حقيقيًا بدأ يتبلور لدى إدارة ترامب، وسيكون له نتائج ملموسة، ولكن بشكل بطيء.

يرى المحلل العسكري اللواء محمود العلي أن “الإدارة الأميركية ما زالت تمارس السياسة ذاتها فيما يخص القضية السورية، وترتكز أساسًا على إدارة الصراع لا على إيجاد حلول جذرية له”، إذ ترى واشنطن أن “من الممكن استثمار الصراع الدائر في البلاد، وهو ما يتطلب إطالة أجله”.

أضاف العلي لـ (جيرون): “تحاول واشنطن الاستفادة من الصراع في سورية على أكثر من مستوى، أبرزها استنزاف الروس والإيرانيين، وعلى الرغم من أن الظاهر يوحي بأن موسكو صاحبة اليد الطولى في سورية، إلا أن واشنطن هي من تدير اللعبة بالكامل وتوزع الأدوار”.

جاء الحديث عن الموقف الأميركي، وإمكانية أن يطرأ عليه تبدلات خلال المرحلة القريبة المقبلة، تزامنًا مع تقرير اللجنة الدولية للتحقيق باستخدام الأسلحة الكيماوية في سورية قبل عدة أيام- ومع تقديم واشنطن لمجلس الأمن مشروع قرار حول تميد آلية التحقيق المشتركة-، والذي أثبت تورط نظام الأسد باستخدام غاز السارين في مدينة خان شيخون، بريف إدلب شمالي غرب البلاد مطلع العام الحالي.

وقالت سفيرة الولايات المتحدة إلى الأمم المتحدة، نيكي هايلي: إن “هذه هي المرة الرابعة التي يشهد فيها خبراءُ أن النظام السوري يستخدم أسلحة محرمة دوليًا ضد المدنيين، والمرة التاسعة التي تحمي فيها روسيا الأسد وعصابته القاتلة، عبر إعاقة مجلس الأمن عن التصرف، وهو ما يثبت عدم اكتراث موسكو بوقف استخدام الأسلحة الكيمياوية في العالم”. في إشارة إلى استخدام موسكو -قبل أيام- حق النقض (الفيتو)، في وجه مشروع تمديد مهمة اللجنة المعنية بالتحقيق.

حديث المندوبة الأميركية أعاد طرح الأسئلة المتعلقة بمدى الخلافات، بين واشنطن وموسكو، في الملف السوري، وعن حقيقة خوض القوتين العظميين حروبًا بالوكالة على الأراضي السورية، لتقاسم مناطق المصالح والنفوذ.

مصدر من المعارضة السورية أكّد لـ (جيرون) أن “هناك خلافات كبيرة، بين روسيا وأميركا، حول ملفات ضخمة تتعلق بشرق أوروبا وحدود موسكو الغربية، إلى جانب خلافات على قضايا اقتصادية كبيرة، ولا سيّما ملف الغاز الاستراتيجي لموسكو التي أنهكتها العقوبات الغربية”.

وأوضح أن “بين الطرفين تفاهمات كبيرة، حول ترتيب الملفات في سورية، وتقاسم مناطق النفوذ هناك، وربما يكون بينهما خلافات تفصيلية فقط. لا توجد أي مؤشرات على رغبة الأميركيين في إحداث فوارق نوعية في معادلات الصراع المتواصل في سورية”.

شدد المصدر على أن “المناكفات في التصريحات الإعلامية، بين الحين والآخر بين الطرفين، لا تعدو كونها ضرورات تقتضيها إدارة الصراع ليس أكثر، وما يؤكده عدم معارضة واشنطن لمسار أستانا، على الرغم مما منحه لموسكو من هوامش للتحرك والذهاب باتجاه إحداث مسار موازٍ لجنيف، وفي الوقت ذاته تؤكد واشنطن أنها لا تعترف بأي مسار سياسي إلا الأخير”. م. ش.


جيرون


المصدر
جيرون