مخرجات ملتقى (الإعلام السوري في مواجهة الصحافة الصفراء)



أوصى المشاركون في ملتقى (الإعلام السوري في مواجهة الصحافة الصفراء) مؤسساتِ الإعلام السورية، بأن “تلتزم بالمعايير التي نص عليها ميثاق الشرف الإعلامي، وأن تعتمد على المصادر الصريحة، وأن تكون متوازنة في طرحها، وألا تستخدم عناوين مضللة”.

نظمت مؤسسة (عنب بلدي)، في إسطنبول يومَي 29-30 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، ملتقًى شاركت فيه 20 مؤسسة إعلامية سورية، وانتهى اللقاء بمسوّدة لمجموعة توصيات عرضها عماد عمر، المدرب في الملتقى، على أن يتم إقرارها لاحقًا، وهو ما تم (أمس الأربعاء).

التوصيات على مستوى الصحافيين:

الالتزام بالمعايير المهنية للعمل الصحافي وميثاق الشرف الإعلامي. الاعتماد على مصادر موثوقة، وعدم السماح للمصدر بأن يتلاعب بالحقيقة. التزام الدقة في عرض الحقائق والمعلومات، واختيار الصور الملائمة، والبعد عن التهويل. التوازن في الطرح الصحافي، والابتعاد عن الانحياز الشخصي. عدم الخلط بين الرأي والخبر، وتجنب إطلاق أحكام القيمة في المادة الصحافية. استخدام عناوين صحافية بعيدة عن التضليل والمبالغة غير المبررة. احترام خصوصية المصادر والأفراد. بناء خلفية معرفية جيدة عن المواضيع الصحافية المطروحة. التشاور ضمن الفريق الصحافي، لاتخاذ القرارات الأخلاقية في المواقف الشائكة.

التوصيات على مستوى رؤساء ومديري التحرير:

اعتماد سياسات توظيف مهنية، تشمل توصيفًا وظيفيًا واضحًا في إعلانات العمل، وإجراء اختبارات تحريرية وشفهية مهنية، كمعيار للقبول. تطوير السياسات التحريرية، وإعداد الأدلة الإرشادية التي تضمن إنتاج محتوى صحافي ذي جودة عالية. وضع مدونات للسلوك، واعتماد مواثيق شرف صحافية، والتأكد من اطّلاع جميع الصحافيين عليها، وموافقتهم عليها عند التعيين. التمييز بين المحتوى الإعلامي والمحتوى الإعلاني. الاهتمام بتصحيح الأخطاء، والترويج لثقافة الاعتذار والتصويب. تأمين برامج تدريبية دورية، بهدف تأهيل الصحافيين على مستويات مختلفة. إجراء دراسات الجمهور بشكل دقيق، وتفعيل أدوات الرصد والقياس. إحداث نظام للحوافز والمكافآت، لتشجيع الصحافيين على إنتاج المحتوى الجيد. التواصل الدائم مع فرق التحرير، والتأكيد على روح الفريق وتقبّل النقد. بذل جهود في تأمين التمويلات التي توفر استقلالية المؤسسات الصحافية.

دور الهيئات والمنظمات الإعلامية السورية: 

تحديد معايير دقيقة وواضحة للعمل الصحافي، وتعميمها على الوسائل الإعلامية. وضع مسودة الإطار التشريعي والقانوني، لممارسة مهنة الصحافة وحماية الصحافيين. إصدار تقارير تقويم دورية، حول مدى التزام الوسائل الإعلامية بالمعايير المهنية لمهنة الصحافة. تنظيم دورات تدريبية لتأهيل الكوادر الإعلامية، وورش عمل لتبادل الخبرات. تقديم المشورة القانونية والمهنية للمؤسسات الصحافية. منح جوائز سنوية للأعمال الصحافية المتميزة. تشكيل لجان وهيئات تخصصية لدراسة شكاوى الجمهور.

شارك في الملتقى مرشد النايف مدير التحرير في شبكة (جيرون) إلى جانب ممثلين عن عشرين مؤسسة إعلامية سورية مطبوعة وإلكترونية ومسموعة ومرئية، واستمع الحاضرون، على مدى يومين، إلى عماد عمر، الخبير في الإعلام (مصر)، والدكتورة خاتون حيدر (لبنان). وناقشوا كيفية مواجهة الصحافة الصفراء، على مستوى الصحافيين ومديري التحرير في المؤسسات السورية، وعلى مستوى المنظمات والهيئات الإعلامية.

عن الأسباب التي دعت إلى عقد الملتقى، قال جواد شربجي رئيس تحرير جريدة (عنب بلدي): “بدأت وسائل الإعلام السورية تنحدر باتجاه المنافسة السلبية على السوق الإعلامية والجمهور، على حساب المحتوى، مع ما يرافق ذلك من استخدام أدوات الإثارة والتسريبات؛ ما هدد بفقدان الثقة عند الجمهور السوري بوسائل إعلامه، كل هذا دفعنا إلى ضرورة التفكير بالمسؤولية، تجاه المهنية الصحافية وتجاه الجمهور السوري”. وبيّن شربجي، في حديث لـ (جيرون)، أن “هذا الملتقى يأتي في سياق ضرورة السعي الدائم لتطوير الصحافة السورية وتنميتها، وتعزيز المهنية في الصناعة الصحافية السورية”.

حاضَر في الملتقى الصحافي المصري عماد عمر الذي تناول تعريف “الصحافة الصفراء”، وعرض عدة أمثلة عنها، وناقش مع الحاضرين أفضلَ السبل لمواجهتها والحد من انتشارها، كما حاضرت الدكتورة خاتون حيدر المختصة في التنمية وشؤون المرأة، حول الصورة النمطية للمرأة التي تستخدمها الصحافة الصفراء، ومواجهة ما تفعله بعض وسائل الإعلام، في تعزيز التمييز العنصري على أساس الجنس والعرق والدين.

الصحافي محمد الحسين، ممثل رابطة الصحافيين السوريين في الملتقى، أكد أهمية الموضوع، لأن “الكثير من الصحافيين يقعون في شرك الصحافة الصفراء دون علمهم، والفارق شعرة واحدة، بين أن تكون المادة الصحافية تحمل الجذب والإثارة، وبين أن تنحدر باتجاه الصحافة الصفراء”.

أضاف الحسين في حديث لـ (جيرون): “كان الملتقى مهمًا جدًا، ولا سيّما في توصياته التي وجهها للصحافيين ومديري التحرير ومديري المؤسسات؛ وذلك بهدف مواجهة الانحدار نحو الصحافة الصفراء”.

من جانبه، أكد مرشد النايف أن “(جيرون) منفتحة على جميع الملتقيات وورش العمل التي من شأنها صياغة عقد إعلامي جديد، يتخذ من معايير المهنية مرجعيةً وحيدة له. وملتقى الصحافة الصفراء أتاح للمشاركين الاطلاع على كيفية تسلل الصحافة الصفراء إلى وسائل الإعلام، بدءًا من عناوين ظاهرها (جاد)، وانتهاءً بصيغ التفضيل التي هي ركيزة عناوين تلك الصحافة”.

وأضاف: إن الوعي أساس التغيير، والوعي بالمشكلة يفضي -بنسبٍ متفاوتة- إلى تجاوزها، لكننا ما نزال نفتقر في صناعتنا الإعلامية إلى الرقيب، إلى الذراع التي يمكنها أن تشير إلى من يرتكب انتهاكات وتجاوزات بحق المهنة، وهو ما دعونا إليه في الملتقى: أن نفعّل أو نؤسس لآلية رقابية، تصدر تقارير الجودة دوريًا. الملتقى هو خطوة لن تنقلنا إلى حيث نريد، لكنها غيّرت مكاننا”.

يشار إلى أن مصطلح “الصحافة الصفراء” يطلق على تلك الصحافة التي تتخذ الإثارة سبيلًا إلى جذب أكبر عددٍ من القرّاء أو المتابعين، من دون مراعاة المعايير المهنية، وتعتمد على الفضائح كمادة أساسية بهدف الإثارة، وقد ظهر هذا المصطلح عام 1896، بهدف وصف الأساليب المستخدمة في المنافسة بين صحيفتين من صحف نيويورك في الولايات المتحدة وهما: (نيويورك وورلد)، و(نيويورك جورنال)، حيث كانتا تتنافسان في أخبار الفضائح والتشهير والجنس.


سامر الأحمد


المصدر
جيرون