انتقادات أوروبية لـ”سوتشي” .. موسكو تحدد برنامج المؤتمر



تواصل موسكو تحضيراتها لمؤتمر سوتشي في 18 تشرين الثاني/ نوفمبر الحالي، على الرغم من رفض المعارضة السورية، بشقيها السياسي والعسكري، المشاركة فيه، والانتقادات الأوروبية للدعوة الروسية على اعتبار أن أي مسارٍ، لا يدعم المفاوضات في جنيف والقرارات الصادرة عنه، بخصوص الانتقال السياسي في سورية، هو مسار فاشل.

رفضت المعارضة السورية ممثلة بالهيئة العليا للمفاوضات، والائتلاف الوطني المعارض إلى جانب رئاسة أركان الجيش السوري الحر، المشاركةَ في مؤتمر سوتشي المزمع، وعدّته محاولة من موسكو للالتفاف على مسار جنيف، وقراراته القاضية بضرورة الانتقال إلى حكومة بصلاحيات كاملة، لا دور فيها لرأس النظام بشار الأسد.

وشددت هيئات المعارضة الرئيسة، عبر بيانات رسمية صدرت عنها في اليومين الأخيرين، على أن روسيا تحمي نظام الأسد، وتعوق محاكمته على ما ارتكبه من جرائم حرب ضد الشعب السوري، وتسعى لمنع الوصول إلى حل سياسي، يحقق طموحات الشعب السوري في الحرية والكرامة.

ترى معظم تشكيلات المعارضة السورية المرتبطة بالثورة ضد النظام الحاكم أنّ موسكو تراهن على بعض الشخصيات والتشكيلات السياسية المرتبطة ببنية الثاني، لتمرير مشروعها، والذهاب منفردة إلى تسوية سياسية لن تحقق الاستقرار؛ لأنها تستند إلى إعادة تأهيل النظام، مستفيدة في ذلك من غياب دور حقيقي للإدارة الأميركية في سورية.

ردّات الأفعال، حيال مؤتمر موسكو، لم تقف عند المعارضة السورية، إذ عبّرت بعض الدول الأوروبية، وفي مقدمتها فرنسا وبريطانيا، عن قلقها من أن يتحول (سوتشي) إلى ركيزةٍ للقفز عن مسار جنيف برعاية الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي؛ وهو ما يجعل هذا المؤتمر مثارًا للشكوك، من حيث جديته وقدرته على إنتاج حل سياسي.

في هذا الصدد، أكدت الناطقة باسم الخارجية الفرنسية أنييس روماتيه، (الخميس)، أن “عملية جنيف هي المنتدى الوحيد الملائم والمتفق عليه دوليًا، لبحث أبعاد الأزمة السورية السياسية، بخاصة في ما يتعلق بالعملية الانتخابية والدستور الجديد”، مشيرةً إلى أن “باريس تدعم أي خطوة من شأنها إنجاح هذه العملية، بالاستناد إلى القرار 2254 الصادر عن مجلس الأمن”، مشددة على أن “جميع المساعي الدولية، ومن بينها المساعي الروسية، ينبغي أن تندرج في هذا الإطار بالتحديد”. وفق (الشرق الأوسط).

في السياق ذاته، أعلن المندوب الفرنسي في الأمم المتحدة فرنسوا دولاتر أن المعيار الوحيد للحكم على المبادرة الروسية هو معرفة مدى خدمتها لمسار جنيف، موضحًا أن أيّ مبادرةٍ تعزز جنيف مرحّبٌ بها، وأن أي مبادرة لا تستوفي هذا الشرط مصيرها الفشل، في حين أكد نظيره البريطاني ماتيو ريكروفت أن الطريق إلى السلام يمرّ من جنيف، لافتًا إلى أن المشروع الروسي لا يثير الاهتمام، ويبقى مشكوكًا فيه”.

غير أن كل ذلك لم يثنِ موسكو عن دعواتها، وبحسب صحيفة (الشرق الأوسط)، فإن موسكو بلورت صيغة متكاملة حول النقاط المزمع بحثها في المؤتمر، وعلى رأسها تشكيل هيئة دستورية، مهمتها صياغة دستور جديد يكون بديلًا عن المعتمد منذ عام 2012، والإعداد لانتخابات رئاسية برلمانية بإشراف الأمم المتحدة، وتسهيل عملية الإصلاح السياسي.

مصادر من المعارضة السورية أكدت لـ (جيرون) أن “عوائق تنفيذ مساعي روسيا لن تصطدم فقط برفض الهيئات الأساسية للمعارضة السورية سياسية وعسكرية، بل ستلقى رفضًا من النظام وطهران حلفاء موسكو؛ لأن الأول لا يريد انتخابات رئاسية بإشراف أممي، وإيران تخشى من أن تذهب روسيا بعيدًا في مسألة الإصلاح السياسي، بما يقود إلى انتقال ولو كان جزئيًا؛ لأن ذلك يعني خسارةَ ما حققته طوال السنوات الماضية، في القتال إلى جانب الأسد”.


جيرون


المصدر
جيرون