ترامب يؤيد التوقيفات الواسعة لمسؤولين وأمراء سعوديين: الملك سلمان وابنه يعلمان جيداً ما يقومان به



السورية نت - مراد الشامي

أيد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الإجراءات التي اتخذها الملك سلمان بن عبد العزيز، وابنه ولي العهد محمد، والتي أفضت إلى توقيف عشرات الأمراء والوزراء ورجال أعمال سعوديين، أبرز الملياردير الوليد ابن طلال.

وعزز هذا التأييد العلاقات الأمريكية السعودية التي تحسنت كثيرا خلال رئاسة ترامب، فيما يرجع لأمور منها رؤية الزعيمين القائمة على التصدي لإيران، العدو اللدود للرياض، بشكل أكثر نشاطا في المنطقة.

وقال ترامب في تغريدة على تويتر، أمس الإثنين، إن لديه "ثقة كبيرة في الملك سلمان وولي عهد السعودية"، عقب الاعتقالات الواسعة في أكبر حملة تطهير لمكافحة الفساد في التاريخ السعودي الحديث.

وقال الرئيس الأمريكي أيضاً: "هما يعلمان جيداً ما يفعلانه"، مضيفاً "بعض أولئك الذين يعاملوهم بصرامة كانوا يستنزفون بلدهم لسنوات".

وحملة التوقيفات الواسعة هي الأحدث ضمن سلسلة خطوات كبرى اتخذها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لتعزيز نفوذ السعودية على الساحة الدولية وزيادة سلطاته داخلياً.

وقال مسؤول أمريكي لرويترز طالباً عدم الكشف عن اسمه إن "الأمير محمد أصبح المحرك الرئيسي لعملية صنع سياسة السعودية. تحرك بنشاط لتهميش المعارضين وتركيز سلطة صنع القرار وترسيخ نفسه باعتباره الوريث بلا منازع لتركة آل سعود"، وفق قوله.

وأضاف المسؤول أن الأمير محمد "يسعى أيضا لإنعاش ثقة الشعب في الملكية السعودية من خلال تنويع الاقتصاد وتخفيف القيود الدينية وتنفيذ إصلاحات اجتماعية واسعة النطاق".

"إنجاز مثير"

وعاد جاريد كوشنر صهر ترامب وكبير مستشاريه، الذي أقام علاقات وثيقة مع ولي العهد السعودي، مؤخراً من السعودية فيما أثار تكهنات عما إذا كانت لديه فكرة عن خطط ولي العهد.

وقال البيت الأبيض في الوقت الذي أعلنت فيه الزيارة إنها كانت في إطار جهود كوشنر بشأن محادثات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.

ومن بين المقبوض عليهم أيضاً الأمير متعب بن عبد الله الذي أقيل من منصب وزير الحرس الوطني، وهو أحد مراكز القوى الرئيسية التي تضرب بجذورها في قبائل المملكة.

وأعاد ذلك للأذهان قراراً اتخذه الملك سلمان في يونيو/ حزيران بتعيين ابنه الأمير محمد وليا للعهد، بدلاً من ابن عمه الأمير محمد بن نايف، الذي أعفي أيضاً من منصب وزير الداخلية.

وحذر مسؤول كبير سابق بالمخابرات الأمريكية من أنه نظرا للولاءات في الحرس الوطني فإن ولي العهد قد يواجه رد فعل قوياً، حسب قوله. وأضاف: "أجد من الصعب تصديق أنه (الحرس الوطني) سيذعن ببساطة ويقبل بفرض قيادة جديدة بهذا الشكل التعسفي"، بحسب ما نقلته وكالة رويترز.

مواجهة مع إيران

وتوترت العلاقات الأمريكية السعودية خلال عهد أوباما الذي شعرت الرياض أنه يعتبر التحالف معها أقل أهمية من التفاوض على الاتفاق النووي الإيراني.

لكن إدارة ترامب تعهدت بالتصدي لإيران بفاعلية أكبر في المنطقة. وتشاطر إدارة ترامب السعودية وجهة نظرها بأن إيران تزعزع استقرار المنطقة عبر عدد من الوكلاء في دول منها لبنان وسوريا واليمن.

وفتحت الأحداث التي شهدتها السعودية في الأيام القليلة الماضية الباب على ما يبدو أمام احتمال حدوث مواجهة أشد مع إيران ووكلائها.

واتهمت السعودية لبنان أمس الاثنين بإعلان الحرب عليها بسبب ما تصفه بعدوان ميليشيا "حزب الله" المدعوم من إيران على المملكة.

واستقال السياسي اللبناني المتحالف مع السعودية سعد الحريري من رئاسة وزراء لبنان يوم السبت حيث أعلن استقالته من الرياض ملقياً باللوم على إيران و"حزب الله".

وتشيد وزارة الدفاع الأمريكي بالسعودية لفضحها دور إيران في اليمن وتزويد طهران للمسلحين الحوثيين هناك بأنظمة صاروخية.

وقال روب مالي نائب الرئيس للشؤون السياسية لدى مجموعة الأزمات الدولية لرويترز "بين تلك (استقالة الحريري) وإطلاق الصاروخ على الرياض... تزامن الحدثين يعني أن احتمال وقوع تصعيد، ضربة ما ضد حزب الله أو ضد إيران أو ضد الإثنين أكثر ترجيحاً مما كان عليه قبل بضعة أيام بالتأكيد".

اقرأ أيضا: وزير سعودي: سنعامل الحكومة اللبنانية على أنها حكومة إعلان حرب بسبب حزب الله




المصدر