المقاصف.. وجه النظام في الليل



تشكّل المقاصف الليلية التي تموّلها شخصيات من النظام والموالين له، في حماة وريفها، خطرًا كبيرًا على السكان المحليين القاطنين قربها، حيث يقوم روّادها من (الشبيحة) بإيذاء المارة وابتزازهم وسرقتهم، فضلًا عن تأثيرها المضر على فكر الشبان اليافعين والمراهقين.

منحَ النظام عددًا كبيرًا من تراخيص المقاصف والنوادي الليلية في مدينة حماة وأريافها، خلال السنوات الماضية، في سعيه لتغيير طابع المدينة وحَرف الشباب عن نهج الثورة، وقد تزايد عددها بشكلٍ كبير، في الآونة الأخيرة.

في هذا الموضوع، قال فادي إبراهيم، وهو صحافي من حماة: تشكّل هذه المقاصف بؤرةً لتجمع الفاسدين من أزلام النظام، وتطوّرت في الآونة الأخيرة، لتشكّل مصدر قلقٍ ورعبٍ للأهالي، وأوضح لـ (جيرون): “ساهمت هذه المقاصف في ظهور الكثير من عصابات (التشليح) والخطف والسرقة، وذلك لتأمين تكلفة الدخول إليها، كما أن عددًا كبيرًا من الشبان الصغار المغرّر بهم يتطوعون مع قوات النظام والميليشيات الموالية لها، بهدف الحصول على المال، وارتياد تلك الأماكن”.

أضاف إبراهيم: “تشكّل هذه المقاصف مصدرَ خطرٍ لكل من يمرّ بالقرب منها؛ ذلك أن مجمل زبائنها هم من قوات النظام أو (الشبيحة)، وبات من المعتاد أن يُشهر أحدهم سلاحه، ويطلق النار في الهواء، معبّرًا عن بهجته، أو غضبه، وكثيرًا ما تنشب مواجهات بين (الشبيحة) أنفسهم؛ فيتحول المكان إلى ساحة معركة دامية، تُستخدم فيها شتى أنواع الأسلحة”.

لفتَ ابراهيم إلى وقوع العديد من حالات الخطف بين الشبان، بغيةَ تأمين نزلاء تلك المقاصف تكاليف الدخول إليها، وأوضح في هذا الجانب: “إن أكثر الأحياء التي شهدت حالات اختطاف من قِبل عصابات المقاصف هي أحياء (الأندلس، البعث، الجلاء وحي البياض)”. مشيرًا إلى أن “هذه العصابات شكّلت شبكةً لجمع المعلومات عن الأهالي، بموجب مهمات أمنية، ويتم انتقاء الضحايا المُخطّط لسرقتهم أو خطفهم، بناءً على ما جُمع من بيانات عنهم”.

في الشأن ذاته، أكد الناشط إبراهيم الصطوف، لـ (جيرون)، أن” معظم مالكي هذه المقاصف هم من الموالين للنظام، وأصحابها يُدخلون شخصيات كبيرة محسوبة على النظام كشركاء لهم، ويرى هؤلاء أن هذه المشروعات أعمال استثمارية، تُدرّ على أصحابها مالًا كثيرًا في وقتٍ قصير”. وأضاف: “أعطى النظام عددًا كبيرًا من تراخيص المقاصف في حماة وأريافها، في محاولة منه لصرف أنظار المدنيين في مناطق سيطرته، عما يجري في مناطق سيطرة المعارضة”.

من جانب آخر، قال أحمد العمر، وهو مدني يسكن قرب إحدى المقاصف، لـ (جيرون): “لا يرتاد تلك المقاصف سوى عناصر النظام أو الموالين له من عصابات الخطف التي انتشرت في حماة وريفها انتشارًا كبيرًا، حيث تبلغ تكلفة وجبة الغداء في المقصف للشخص الواحد نحو 4 آلاف ليرة سورية، وتصل في الليل إلى 10 آلاف، لوجود حفلات غنائية ومشروبات كحولية، وفي بعض الأحيان تزيد التكلفة، بحسب اسم المغنية/ي الذي يحيي البرنامج الفني للمقصف”.

تُعدّ حماة من المدن السورية ذات العادات الاجتماعية المحافظة، وكانت من المدن السباقة في الخروج في وجه نظام الأسد، إلا أنها لم تخرج عن سيطرة قوات النظام منذ اندلاع الثورة، ويقطن فيها أكثر من مليوني نسمة، نصفهم نازحون من عدة مناطق في سورية؛ ما تسبّب بأزمة خدمات داخل المدينة، أهمها الخبز وانقطاع التيار الكهربائي ساعات طويلة.


رامي نصار


المصدر
جيرون