ذوو الاحتياجات الخاصة.. “مكانهم بيننا”



ما تزال البرامج التأهيلية المُقدّمة لذوي الاحتياجات الخاصة قليلةً، وتؤكد بعض التقارير الطبية أن عدم توفّر الدعم والرعاية الصحية والنفسية لهؤلاء، يؤدي إلى تفاقم حالتهم، ووصولهم إلى مراحل خطِرة، يصعب فيما بعد علاجها أو التعامل معها.

تمكّنت منظمة (سند) لذوي الاحتياجات الخاصة، من الوصول إلى 270 شخص، من ذوي الاحتياجات الخاصة، وتقديم دورات مهنية لتأهيلهم، بهدف دمجهم في المجتمع، عبر مشروع (مكانهم بيننا) الذي أطلقته مؤخرًا، في ريف إدلب الشمالي.

أوضح وائل أبو كويت، المدير التنفيذي للمنظمة، أن الهدف الرئيس من مشروع (مكانهم بيننا) إعادة تأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة، وإيجاد فرص عملٍ لهم، تجعلهم قادرين على الاعتماد على أنفسهم؛ ومن ثمّ تتحسن ظروفهم على المستويين الاجتماعي والإنساني، وقال لـ (جيرون): “بدأ المشروع في حزيران/ يونيو الماضي، وبلغ عدد المستفيدين حتى الآن 270 شخصًا، في مناطق ريف إدلب الشمالي، وبشكل خاص في (الدانا، وترمانين، وسرمدا، وكفردريان)”.

يتضمن مشروع (مكانهم بيننا) برامج وورش تدريبية؛ لتعليم ذوي الاحتياجات الخاصة بعض الأعمال، مثل (صيانة الحواسب والهواتف النقالة، التسويق الإلكتروني، تصميم مواقع إلكترونية، الرسم على الزجاج والخشب، وحياكة الصوف)، وتسعى المنظمة إلى إيجاد فرص عمل للمتدربين، بعد انتهاء النشاط أو التواصل مع منظمات تدعم مشاريع خاصة لهم”.

تواجه هذي المشروعات العديد من الصعوبات والمعوقات، وبحسب أبو كويت، “واجه فريق مشروع (مكانهم بيننا) صعوباتٍ عدة في الوصول إلى المتدربين، فضلًا عن مشكلة أخرى اصطدم بها، وهي انتشار فكرة التدريب مقابل المال التي روّجت لها بعض المنظمات، واستطاع فريق المنظمة التغلب عليها، عبر التوعية”.

من جانب آخر، أكد (عبد الله)، وهو مريض شلل نصفي وأحد المستفيدين من (مكانهم بيننا)، أنه كان يعاني، قبل التحاقه بالمشروع، من تعبٍ نفسي، ولم يكن يخرج من منزله، ولكن بعد انخراطه بالمشروع؛ تحسّن وضعه، وقال لـ (جيرون): “استفدتُ من المشروع كثيرًا، وتعلمت مهنة توفر لي حياةً كريمة، والأهم أنني تمكّنت من التعرف على الناس، واندمجت بالمجتمع”.

تنشط (سند) في ريف إدلب وريف حلب الغربي ودرعا والقنيطرة، إضافة إلى تركيا، وتعمل منذ إطلاقها عام 2013 على ثلاث ركائز رئيسة، تتمثل بالتعليم والمناصرة والحماية، حيث تمتلك المنظمة فريق مناصرة من ذوي الاحتياجات الخاصة أنفسهم؛ لحشد الدعم والمناصرة لقضيتهم، كما تقدم لهم الدعم النفسي والمساعدة، ويقسم برنامج التعليم في المنظمة -بحسب أبو كويت- إلى قسمين: “الأول خاص بالإعاقات الذهنية والتوحد، والثاني متعلق بمساعدة ذوي الإعاقات الحركية والمتوسطة”. وبلغ عدد المسجلين من ذوي الاحتياجات الخاصة في المنظمة 3500 شخص.

يؤكد أطباء ومختصون نفسيون أهمية المشروعات التي تُعنى بمتضرري الحرب، ويشدّدون على ضرورة إدماج ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع، وإيصالهم إلى حيّز الاعتماد الذاتي، في ظل عدم وجود ذويهم المباشرين في أحيانٍ كثيرة، وتحوّلهم إلى عبء على المجتمع، وبحسب تقرير أخير لمنظمة الأمم المتحدة، “بلغ عدد السوريين المعاقين إعاقة دائمة 2.8 مليون نسمة”.


سامر الأحمد


المصدر
جيرون