"ماكرون" يتوقع الانتصار الكامل على "تنظيم الدولة" بسوريا خلال أشهر ويحذر من استمرار تهديده



السورية نت - رغداء زيدان

توقع الرئيس الفرنسي "ايمانويل ماكرون" في أبوظبي اليوم الانتصار بشكل كامل في المعركة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا والعراق خلال الأشهر المقبلة، إلا أنه رأى أن هذه الانتصارات لا تعني نهاية التهديد الذي يشكله مقاتلو التنظيم.

وكان "ماكرون" يتحدث في قاعدة "معسكر السلام" في ميناء زايد في أبوظبي في أول زيارة له إلى الشرق الأوسط منذ انتخابه رئيساً في مايو/أيار الماضي، وذلك خلال لقائه مجموعة من الجنود الفرنسيين في باحة القاعدة .

وقال الرئيس الفرنسي: "لقد انتصرنا في الرقة وفي الأسابيع المقبلة والأشهر المقبلة، أؤمن بأن الانتصار العسكري الكامل سيتحقق في المنطقة العراقية السورية".

وأضاف: "لكن هذا لا يعني أن المعركة انتهت"، مشيراً إلى أن "التصدي للجماعات الإرهابية سيكون عنصراً رئيسياً مكملاً للحل السياسي الشامل الذي نريد أن نراه يتحقق في المنطقة".

وأشاد "ماكرون"، "بالتعاون العملاني على مستوى عال" مع الإمارات التي تشارك منذ 2014 في التحالف الدولي ضد "تنظيم الدولة".

كما تنفذ أبوظبي سياسة متشددة في مكافحة المجموعات المتطرفة على أرضها.

وتطرق "ماكرون" إلى الهجمات التي شهدتها فرنسا والتي "تم التخطيط لها وتنظيمها والإشراف عليها" من الرقة في شمال سوريا، بحسب قوله، مضيفاً: "بعد عامين من هذه الهجمات، انتصرنا".

وتوجه إلى العسكريين الفرنسيين بالقول "أنتم الخطوط الأمامية للدفاع عنا (...) وأنتم الضمانة للتحرك سريعاً في حال وقوع طارئ".

وخسر "تنظيم الدولة" معاقل رئيسية له في سوريا والعراق خلال الأشهر الماضية أبرزها الرقة، ويوشك على خسارة آخر معاقله في المنطقة الحدودية الممتدة في شرق سوريا وغرب العراق.

وصعد "ماكرون" برفقة زوجته بريجيت على متن الفرقاطة "جان بار" التي يعمل فيها 190 عسكرياً فرنسياً وتتركز نشاطاتها على "منع التهريب ومكافحة الإرهاب".

اللوفر والسوربون

وتؤوي أبو ظبي الوجود العسكري الفرنسي الوحيد خارج البلاد باستثناء إفريقيا. وينتشر نحو 700 عسكري ضمن "القوات الفرنسية في الإمارات العربية المتحدة" في قاعدة الظفرة إلى جنوب أبوظبي، من حيث تنطلق طائرات رافال التي تقصف مواقع "تنظيم الدولة" في سوريا والعراق، وفي قاعدة ميناء زايد البحرية قرب العاصمة.

ويشبه هذا الوجود العسكري أحياناً بـ"حاملة طائرات ثانية" لفرنسا تسمح لها بالتواجد في منطقة الخليج وشمال المحيط الهندي، وهي منطقة استراتيجية يمر عبرها قسم كبير من التجارة العالمية.

وأمضى "ماكرون" نحو ساعة داخل الفرقاطة قبل أن يلقي كلمة في الساحة الرئيسية للقاعدة أمام مجموعة من العسكريين الفرنسيين.

ووصل "ماكرون" أمس إلى أبوظبي حيث دشن متحف اللوفر أبوظبي، أول متحف عالمي في العالم العربي، وقد وصف الرئيس الفرنسي هذا الصرح الثقافي الضخم بأنه رمز لمحاربة "الظلامية".

وإلى اللوفر، تحضر فرنسا في الإمارات من خلال جامعة السوربون أبوظبي التي زارها "ماكرون" الخميس واستقبله فيها مئات الطلاب.

ويفترض أن ينتقل في وقت لاحق اليوم إلى دبي حيث يلقي كلمة أمام الجالية الفرنسية. ويسجل عدد الفرنسيين المقيمين في الإمارات تزايداً متواصلاً وقارب ثلاثين ألف فرنسي.

وتأتي زيارة "ماكرون" في وقت تشهد المنطقة أزمة دبلوماسية كبرى بين قطر ودول خليجية، وتصعيداً في اللهجة بين السعودية وإيران.

وعقد "ماكرون" محادثات مع ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال حفل عشاء، وناقشا تطورات الأوضاع في المنطقة. وقال بيان صادر عن قصر الاليزيه إن البحث تناول "التحديات المشتركة مثل الأمن الدولي ومكافحة الإرهاب".

والإمارات هي ثاني شركاء فرنسا التجاريين في الخليج بعد السعودية. وقارب حجم المبادلات التجارية بينهما 4.7 مليارات يورو عام 2016، وشمل مجالات متنوعة من صناعات الطيران إلى الكماليات.

اقرأ أيضا: 400 مريض بينهم 29 يواجهون خطر الموت في الغوطة الشرقية.. والأمم المتحدة تطالب بإجلائهم




المصدر