المعارضة توقف مدّ النظام في ريف حماة



أثارت تحركات فصائل المعارضة، في ريف محافظة حماة الشرقي، وسيطرتها على مواقع لقوات النظام، بعد أن كبدتها خسائر كبيرة في العتاد والأرواح، ردّات أفعال متباينة حول الهدف منها، في ضوء أن المنطقة ضمن “اتفاق خفض التصعيد” المنبثق عن مباحثات (أستانا).

يرى قيادي في الجيش السوري الحر بريف حماة، فضّل عدم نشر اسمه، أنّ “مباغتة فصائل المعارضة لقوات النظام تُضعف قدرةَ تلك القوات على التقدم، لتأمين وصول سريع إلى مطار أبو ظهور، وتمنع محاولتها تأمين الطرق الرئيسية للنظام بين مدنه الرئيسية: (حلب، دمشق، حمص، اللاذقية، طرطوس)، وبالأخص طريق (أثريا-خناصر)”.

وأضاف: “تحركات فصائل المعارضة، في ريف حماة الشرقي، حصّنت المواقع الدفاعية لفصائل المعارضة، ضد أي هجوم محتمل لقوات النظام على إدلب”، مشيرًا إلى أنّ “قوات النظام هي من بدأت المناوشة ضد فصائل المعارضة في المنطقة؛ لتعكير صفو المفاوضات، لكنها فوجئت بحجم الجاهزية لدى الفصائل، في الرد على أي محاولة للتمدد لديها”.

وكانت فصائل المعارضة قد باغتت قوات النظام في ريف حماة الشرقي، في السابع من تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، وسيطرت على عدة بلدات تابعة له، أبرزها: “المشيرفة، أم تريكية، وتل أبو الضلوع، قرية الضافرية، قرية، البليل، وتل أم خزيم”، وقتلت عشرات المقاتلين في صفوفه، فضلًا عن تدميرها عددًا من الآليات الثقيلة.

في ما يتعلّق بانسحاب قوات النظام من عدة مواقع في ريف حماة الشمالي، أوضح القيادي أنّ “الانسحاب جاء من أجل تعزيز جبهات النظام في الريف الشرقي من المحافظة، بعد أن انهارت على وقع ضربات المعارضة”. وقد أخلت قوات النظام، في الثامن من تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، خمسةَ مواقع لها، في بلدات: “الزلاقيات، المجدل، طيبة الإمام، حلفايا”. في ريف حماة الشمالي

يعتقد القيادي في الجيش الحر أن “تعزيز جبهات الريف الشرقي لقوات النظام، هو السبب المباشر، ويُشير إلى أنّ اتفاقات (حفض التصعيد)، وصوغ مناطق تقاسم النفوذ بين الروسي والتركي، كضامنين رئيسيين، يعدّ السبب الأكثر أهمية في تفسير ذاك الانسحاب”.

وأضاف القيادي: أنّ “السباق بين ميليشيا (قسد) و(قوات النظام)، لتقاسم حصة تنظيم (داعش) في المناطق الشرقية، ونقل الأخير لقوات كبيرة إلى تلك الجبهات، كونها أولوية بالنسبة إلى النظام في الوقت الحالي، يصب في الإطار ذاته”.

رئيس وفد المعارضة إلى (أستانا)، العميد أحمد بري، قال، في وقت سابق لـ (جيرون): إنّ “اتفاق (خفض التصعيد) في حماة، ينص على انتشار الجيش التركي غرب خط (معردس–سنجار)، غرب سكة القطار التي تمر بالمنطقة الواقعة بريف حماة الشرقي، لتقابلها بالمنطقة الجنوبية والشرقية قوات النظام، إضافة إلى الشرطة الروسية التي ستكون موجودة بنقاطها على طريق (أثريا–خناصر)”.

يبدو أن الصراع، في الفترة الحالية بين الطرفين، ينصب على ضمان قدم في المنطقة الممتدة من مطار أبو ظهور في ريف إدلب الجنوبي، إلى (الرهجان) بريف حماة الشرقي، من أجل توسيع مساحة السيطرة لكلا الطرفين، والتي اعتبرها اتفاق “خفض التصعيد” منطقةً منزوعة السلاح، تحكم من قبل المجتمع المحلي.

في هذا الإطار، أقرّ محمود المحمود، الناطق باسم (جيش العزة)، بصحة ما سرب عن مؤتمر (أستانا 6) من تقسيم محافظة حماة إلى شرق سكة القطار كمنطقة نفوذ للنظام، وغربها للمعارضة، وقال لـ (جيرون): إنّ “الهدف الرئيس من المعارك في شرق حماة، هو منع قوات النظام من الوصول إلى مطار أبو ظهور العسكري، ومنع توسيع مساحة سيطرته في المنطقة”.

وأشار إلى أنّ “محاور الاشتباكات بين فصائل المعارضة وقوات النظام، تجري على محوري شرق حماة في منطقة الرهجان، وشمال شرق المحافظة على محور أبو دالي”. وبحسب المحمود، فإنّ “خسائر قوات النظام، على محور شمال شرق المحافظة في أبو دالي، بلغت نحو 250 قتيلًا، فضلًا عن تدمير ست دبابات، إضافة إلى استيلاء فصائل المعارضة على دبابة، وعربة (بي إم بي)”.

يتفق الناشط مناحي الأحمد لـ (جيرون) مع التحليلات التي تتحدث عن أن معارك ريف حماة الشرقي هي لتثبيت نقاط السيطرة والتمركز لطرفي النزاع، وفق اتفاق (أستانا)، لكنه في الوقت ذاته يقول: إنّ “تلك المعارك من الممكن أن تكون لصرف النظر عن معركةٍ، يحضّر لها النظام من جهة حلب”. ويؤكد الأحمد أنّ “فصائل المعارضة تملك إمكانات ومقومات كبيرة، لإفشال أي عملية لقوات النظام خارج مناطق سيطرته”.

أجبرت المعارك الجارية في ريف حماة الشرقي نحو 35 ألف مدني على النزوح عن ديارهم، في الأسابيع الأخيرة؛ نتيجةً للاعتداءات الجوية والصاروخية لقوات النظام، والصراع العنيف الدائر في المنطقة. بحسب بيان صادر عن مركز الباحثين الزائرين في مركز (حرمون)، في الثامن من تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري.


منار عبد الرزاق


المصدر
جيرون