صحيفة الصن: تهديدات عالمية: لماذا توجد إمكانية، حتى الآن، لقيام حرب عالمية ثالثة عام 2017 تهديدات من كوريا الشمالية، سورية، بوتين، و(داعش) هي أكبر من فترة الحرب الباردة



العالم قد يكون مشتعلًا، حتى أكثر من أيام المواجهة بين الاتحاد السوفيتي وبين الغرب إبان الحرب الباردة

شهد العالم عددًا من الهجمات الإرهابية الكبيرة عام 2017، اقترنت بتوترات متصاعدة حول العالم، وزاد الخطر النووي الذي تهدد به كوريا الشمالية، من مخاوف حدوث صراع عسكري كبير. وكانت صحيفة (صن) قد تحدثت إلى مجموعة من الخبراء العسكريين والمختصين بالإرهاب، حول إمكانية حدوث حرب عالمية ثالثة، في عام 2017، وإليكم ما قالوه.

لماذا يُعتبر عام 2017 عامًا محفوفًا بالمخاطر؟

على مدار العام، اتخذت مجموعة من الأحداث منعطفات وتقلبات غير متوقعة؛ إذ صوّتت بريطانيا لانسحابها من الاتحاد الأوروبي، وواصلت المفاوضات من أجل الانسحاب. ثمة صراع مستمر في سورية، ووقع هجوم بالأسلحة الكيماوية على المدنيين أغضب العالم بأسره؛ أطلق الرئيس دونالد ترامب إثر ذلك هجمة بصواريخ (توماهوك) على قاعدة جوية للنظام.

دونالد ترامب يعد بمواجهة أزمة كوريا الشمالية في الفترة المقبلة

تمضي بعدئذ كوريا الشمالية قدمًا في اختبار صواريخها الباليستية، في محاولة منها لأن تصبح قوة نووية؛ وردًا على ذلك، أجرت اليابان تدريبات على الهجوم الجوي، ووزعت منشورات بشأن ما يجب القيام به في حال إطلاق أسلحة كيم جونغ يون النووية، ورد كيم على ذلك بقوله للدولة الجارة العملاقة إن من السهل عليه الهجوم بالأسلحة النووية على اليابان، وجعلها “مغطاة بالسحب المشعة”.

وأجرت روسيا والولايات المتحدة تفجيرات نووية قرب كوريا الشمالية، عندما تسارعت تهديدات بهجمات صاروخية من قبل كوريا الشمالية. كما يجري الآن طرد تنظيم (داعش) من أراضي خلافته المزعومة، ويتم تشجيع أنصاره لشن هجمات إرهابية مستقلة. وكانت الأعمال الجهادية الوحشية في مانشستر ولندن بريدج مثالين على هذه المجزرة التي ضربت المملكة المتحدة وحدها. وقد حذرت شخصيات عسكرية بريطانية مرموقة من أن التخفيض الحاد لعدد القوات البريطانية سيؤدي إلى معاناة في الدفاع عن نفسها.

لماذا تُعدّ سورية بؤرة لإشعال حرب عالمية ثالثة؟

سارع بوتين، العام الفائت، إلى إنقاذ نظام بشار الأسد؛ ما وضع الروس على مسار تصادم مع الغرب، ووصلت التوترات بعد فترة إلى درجة الغليان، عندما قُتل 70 مدنيًا خنقًا بغاز الأعصاب في مدينة خان شيخون السورية؛ الأمر الذي دفع ترامب إلى إعطاء أمر بتنفيذ هجمات صاروخية، بعد تحميل النظام مسؤولية الهجوم.

قالت روسيا وإيران إنهما ستردان على هجمات عسكرية أميركية لاحقة، بعد هجماتها الصاروخية. وفي بيان مشترك، قال مركز قيادة البلدين والجماعات المتحالفة معهما: “سنرد على أي عدوان”. وجاء في البيان: “ما شنته أميركا في عدوانها على سورية هو خرق للخطوط الحمراء. ومن الآن فصاعدًا، سنرد بالقوة على أي عدوان أو أي خرق للخطوط الحمراء، من أي جهة كانت، وتعرف أميركا قدرتنا على الرد”. وانتقدت الولايات المتحدة إيران على “الاستفزازات المقلقة”، وقالت إنها تشكل خطرًا بالحرب النووية أكثر من كوريا الشمالية.

قال الدكتور آلان مندوزا المدير التنفيذي لمركز أبحاث الأمن في جمعية هنري جاكسون، لموقع صن أونلاين: “لقد رأينا زيادة في نفوذ روسيا، وقد كانت عدائية جدًا بما يتعلق بحدودها، ويبدو أنها أفلحت بذلك؛ وهذا سيحفزها على فعل المزيد: “لقد دبّر الروس الأمور على طريقتهم الخاصة، وفي حين صرحت صحيفة (التايم) أن رجل عام 2016 هو ترامب، لكنه في الواقع كان بوتين؛ إذ إن كل شيء سرى على هواه، كل شيء”.

هل سيشعل تنظيم (داعش) حربًا عالمية؟

مع هروب تنظيم (داعش) من معاقله في سورية والعراق، فإن لديه القدرة على الشروع في حملة إرهاب عالمية، مع خوف رؤساء الأمن من الهجمات المستقلة. وقام حوالي 850 شخصًا من بريطانيا بالسفر لدعم التنظيمات الجهادية أو الانخراط فيها في سورية والعراق، كما تدعي السلطات البريطانية. ومنذ ذلك الحين عاد نصف ذلك العدد تقريبًا إلى المملكة المتحدة، ولكن يمكن للبقية أن يعودوا، عندما يتم مسح الخلافة المزعومة لتنظيم (داعش)، هذا العام.

قال فيريان خان مدير جمعية أبحاث وتحليل الإرهاب: “لا شيء جديد، ففي كل مرة كان تنظيم (داعش) يخسر، يقوم بهجمات خارجية. وهي طريقة يُظهر من خلالها لداعميه أنه ما يزال قويًا ومستعدًا للهجوم. سواء كانت هجمات كبيرة أو صغيرة، فهي تنفخهم وتصرف أنظار الجميع من مناصريهم إلى وسائل الإعلام، عما يحدث على الأرض”. كما ورد في التقارير، ينادي متطرفو (داعش) بالهجمات المستقلة في دور السينما والأسواق التجارية والمستشفيات.

هل تشكل كوريا الشمالية تهديدًا فعليًا للسلام العالمي؟

وفقًا لمنشق عن النظام، كان قرار السنة الجديدة، لزعيم كوريا الشمالية، أن يجعل أمته قوة نووية مكتملة. وقد أجرت كوريا الشمالية 12 اختبارًا للصواريخ في عام 2017 حتى الآن. وقال المنشق والدبلوماسي السابق لدى بريطانيا، تاي يونغ هو: “لن تتخلى كوريا الشمالية عن الأسلحة النووية، طالما أن كيم جونغ يون على رأس السلطة، ولن تتخلى عنها حتى إذا عُرض على الدولة مبلغ تريليون أو 10 تريليونات دولار بالمقابل”.

وقد وصف كيم جونغ يون القادة الأميركيين بأنهم مجموعة من “فئران تتسلل في الظلام”، وسط ادعاءات تفيد بتآمر وكالة الاستخبارات الأميركية للقضاء عليه. كما أن البلاد هددت الولايات المتحدة بحرب نووية شاملة، وقالت إن لها الحق في معاقبة أي مواطن أميركي تحتجزه “معاقبة عنيفة”. وفي إشارة إلى طبيعتها الخطرة المتقلبة، وصلت تهديدات بيونغ يانغ إلى الهجوم على نيويورك، موطن رأس دونالد ترامب، بالأسلحة النووية، في محاولة منه لإسكات سخرية الرئيس المستمرة من تجاربها الصاروخية.

هل يخاطر دونالد ترامب ببدء حرب عالمية؟

يقول خبراء في الحد من التسليح: إن على بقية دول العالم أن تكون في غاية القلق، حيال الانهيار المحتمل من بعض تغريدات الرئيس. وقال جون آندروز الخبير في الشؤون الدولية والمراسل الأجنبي المخضرم، لموقع (ذا صن أونلاين): “إن ترامب سيتسبب بمشكلة حقيقية للدبلوماسيين، وإن أحد الأسباب وراء أننا أصبحنا معتادين على وجود قائد عالمي، لا يمكن التنبؤ بتصرفاته، هو كيم جونغ يون. وقد أصبح لدينا الآن قائد آخر، هو دونالد ترامب، ونحن بانتظار معرفة كيفية تصدّره؛ فهنالك إشارات استفهام كبيرة على شخصيته، ظهرت أثناء حملته الرئاسية، هل هذا مثير للتخوف؟ من الصعب معرفة ذلك”.

اسم المقالة الأصلي GLOBAL THREAT Why World War 3 could still happen in 2017 – threats from North Korea, Syria, Putin and Isis are worse than during the Cold War الكاتب Patrick Knox، باتريك نوكس مكان النشر وتاريخه The Sun، صحيفة الصن

01-11-2017 رابط المقالة https://www.thesun.co.uk/news/2503419/world-war-3-2017-north-korea-syria-russia-putin-isis-trump-missile/ ترجمة مروان زكريا


مروان زكريا


المصدر
جيرون