الخلايا النائمة جنوبي سورية.. تضارب استراتيجيات روسية أميركية



ذكرت صحيفة (نيزافيسيمايا غازيتا) الروسية أن هناك ثلاثة مؤشرات على استمرار الحرب في سورية، أولها أن العملية السياسية السلمية في سورية لم تبدأ، وثانيها تأجيل موعد الحوار الوطني الذي اقترحته موسكو، إلى موعد لاحق، أما الثالث فهو عدم إمكانية الحديث عن حسم المعركة مع تنظيم (داعش)، فهناك خلايا نائمة، تعمل حاليًا على تطوير حرب العصابات في سورية والعراق، وفق تصورها.

ترى أطراف معارضة أن للمؤشر الثالث أهميةً خاصةً اليوم، في معظم مناطق خفض التصعيد التي تم إنشاؤها مؤخرًا، فبعد توقف العمليات العسكرية الكبيرة، عقب هذه الاتفاقات؛ برزت إلى السطح العمليات التي تنفذها الخلايا النائمة التابعة لتنظيم (داعش).

ذكر مصدر خاص لـ (جيرون)، فضّل عدم ذكرِ اسمه، أن “المعارك التي تخوضها فصائل المعارضة المسلحة، في الجنوب السوري ضد (جيش خالد بن الوليد)، تهدف إلى استدراج التنظيم، ودفعه خارج منطقة حوض اليرموك، ليسيطر على مناطق جديدة في ريف درعا الغربي، وبعدها تطبق الاستراتيجية الأميركية الجديدة، التي تهدف إلى كشف الخلايا النائمة في المنطقة، للتعامل معها والقضاء عليها”.

تسعى الولايات المتحدة -وفق المصدر- إلى شن هجوم على المنطقة، يشبه إلى حد بعيد ما حصل في مدينة الرقة، على الرغم من المحاذير الكبيرة، من إمكانية سقوط آلاف الضحايا بين المدنيين، خصوصًا أن معظم قرى وبلدات ريف درعا الغربي باتت ملاذًا لأهالي المناطق التي هجّرها النظام، خاصة بلدات: عتمان، خربة غزالة، نامر والشيخ مسكين.

اعتبر المصدر أن “روسيا تحاول تفادي هذا السيناريو الأميركي، عبر رسائل عديدة، وجهتها إلى قادة فصائل المعارضة في الجنوب، بأن هذا العمل سيتسبب بتدمير المنطقة، في حين يمكن محاربة التنظيم، من خلال عقد المصالحات مع نظام الأسد، والتفرغ لحرب التنظيم”، وأضاف أن “قادة الفصائل المرتبطة بـ (الموك) لم يعطوا أي رد، حتى الآن”.

تابع المصدر: “يعتقد الروس أن الولايات المتحدة تود الاستئثار بالمنطقة الجنوبية، لأهميتها كبوابة تصل بين الخليج العربي والسعودية، عبر الأردن من جهة، وبين تركيا وأوروبا، عبر سورية من جهة أخرى، كما فعلت في سيطرتها على معبر التنف الاستراتيجي؛ لتؤكد رغبتها في بسط نفوذها جنوبي سورية”.


عاصم الزعبي


المصدر
جيرون