عائلات عناصر "حزب الله" تستوطن في ريف دمشق الغربي.. وهذه حجتها للاستيلاء على منازل المهجرين



السورية نت - ياسر العيسى

السورية نت -  أمجد عساف

نحو ثلاث سنوات مضت على سيطرة ميليشيا "حزب الله" اللبناني على قرى و بلدات منطقة مثلث الموت (منطقة التقاء أرياف محافظات ريف دمشق ودرعا والقنيطرة)، بعد معارك عنيفة شهدتها المنطقة مطلع عام 2015، وتمكنت حينها تلك الميليشيا من التقدم باتجاه معاقل قوات المعارضة في قرى دير ماكر والهبارية والدناجي وسبسبة وحمريت وسلطانة بريف دمشق الغربي، بالإضافة لسيطرتها على قرية دير العدس و تل قرين بريف درعا الشمالي الغربي، ما أدى إلى موجة نزوح و تهجير كبيرة من تلك المنطقة، لتتحول إلى منطقة عسكرية مغلقة لتلك الميليشيات مع قوات النظام الأسد.

عمدت ميليشيا "حزب الله"، في أواخر عام 2016، إلى افتعال عدد من النزاعات مع قوات الأسد التي كانت تشاركها السيطرة على تلك المنطقة، مما دفع بقائد الفرقة السابعة حينها للطلب من قوات الفرقة المنتشرة هناك الانسحاب إلى النقاط العسكرية المحيطة بالقرى والبلدات هناك، بعد ضغوط من قبل ضباط في ميليشيا "الحرس الثوري" الإيرانية المكلفة بإدارة العمليات في الفرقة التاسعة التابعة للنظام في مدينة الصنمين شمالي درعا .

مع بداية عام 2017، بدأ مقاتلو "حزب الله" باستقدام بعض عائلاتهم و وضعها في قرية دير ماكر القريبة من مركز عملياتهم في تل الشحم بريف دمشق الغربي، و أصبح مقاتلو الحزب يقومون باستصدار سندات تمليك للبيوت التي استوطنوها بمساعدة رئيس فرع سعسع في القنيطرة، والذي كان بدوره يعمل على إصدار مذكرات اعتقال بحق أصحاب تلك المنازل بتهمة الخيانة العظمى، ويعمل على مصادرة كل أملاكهم لصالح النظام، ومن ثم يعود ليهب هذه الأملاك لمقاتلي "حزب الله" وعائلاتهم بعقود بيع وهمية .

أبو رأفت أحد سكان قرية حمريت بريف دمشق الغربي و في حديث خاص لـ"السورية نت" قال: "مررت بعد سنوات النزوح الثلاث بضائقة مادية كبيرة ، فبدأت أبحث عن أحد من أبناء قريتي أو إحدى القرى المجاورة لأبيعه ثلاثة دونمات من أرض لي في قريتي حمريت، وبعد أن وجدت من يشتري مني وقبل كتابة عقد البيع و الشراء، طلب مني كشفاً لمساحة الأرض، فأرسلت لأحد أقاربي بأن يذهب لدائرة المساحة في محافظة ريف دمشق، وفور وصوله إلى هناك أخبره موظف القسم بأن ذلك العقار بيع قبل نحو عام بمزاد علني لأحد عناصر ميليشيا حزب الله اللبناني".

وكانت قوات نظام بشار الأسد وميليشيا "حزب الله" اللبناني بدعم إيراني مطلق، قد عمدت إلى شن هجمات عسكرية كبيرة على مناطق عسكرية عدة في سوريا، خاصة في ريفي دمشق وحمص بهدف طرد سكانها الأصليين، واستبدالها بآخرين يعلنون الولاء التام للأطراف الثلاثة.

ويهدف الأسد وحلفاؤه إلى تفريغ مناطق ريف دمشق بشكل أساسي من تواجد قوات المعارضة (السنية)، وخلق حزام يلف العاصمة من مؤيديه (العلويين والشيعة(.

وذكرت مصادر على صلة بمسؤولين في نظام الأسد لـ"السورية نت" في وقت سابق، أن المخطط الإيراني يسعى لخلق منطقة نفوذ آمنة وخالية من التواجد السني لا سيما فئة الشباب، تمتد من الحدود اللبنانية غرب سوريا، وصولاً إلى دمشق شرقاً باتجاه منطقة السيدة زينب.

وأشارت المصادر التي فضلت عدم ذكر اسمها، أن إيران تعزز تواجد العائلات الشيعية في المناطق الواقعة جنوب شرق دمشق، لتشكيل خط آمن من ناحية السيدة زينب إلى مركز العاصمة، أما بالنسبة للمناطق السنية في جنوب دمشق، فجري العمل على اختراقها عن طريق "المصالحات والهدن" وشراء الذمم، بحيث يصبح سكان المنطقة الواحد متسلطون على أبناء منطقتهم لصالح إيران ونظام الأسد.

وتعتمد سياسة التغيير الديمغرافي التي ينتهجها نظام الأسد و"حزب الله" في محيط دمشق بشكل كبير على تشديد الحصار على المدن والبلدات الخاضعة للمعارضة السورية، لإجبار أهلها على تركها والرحيل عنها، ويلجأ كثير من الأهالي أثناء الحصار إلى أكل أوراق الشجر والحشائش للبقاء على قيد الحياة، ما أدى إلى وفاة بعضهم، في ظل عجز طبي كبير نتيجة غياب الأطباء وانعدام الأدوية اللازمة للعلاج.

وتمكن النظام من فرض سياسة التهجير على عدة مدن وبلدات في محيط العاصمة، أهمها الزبداني ومضايا داريا والمعضمية والتل إلى جانب قدسيا والهامة بريف دمشق.

اقرأ أيضا: العفو الدولية: حصار نظام الأسد للمدنيين قبل التوصل إلى اتفاقات مصالحة يشكل جرائم ضد الإنسانية




المصدر