نيوز داي: مواجهة حاسمة محتملة شرقي سورية، في مناطق تقع تحت سيطرة “داعش”



في هذه الصورة، الملتقطة في 27 تموز/ يوليو، 2017، يمر مقاتلون من “قوات سورية الديمقراطية”، المدعومة أميركيًا، عبر ثغرات في الجدران من بناء إلى آخر للاختباء من نيران القناصين، على خطوط الجبهة مع مسلحي جماعة “الدولة الإسلامية”، في مدينة الرقة، سورية. وبينما يتجه المقاتلون المدعومون أميركيًا نحو الجنوب، من الممكن أن تندلع مواجهة حاسمة بين الولايات المتحدة وروسيا التي يحاول حلفاؤها السيطرة على المنطقة الغنية بالنفط ذاتها، التي سيطرت (داعش) عليها. (الأسوشييتد برس).

وكالة الأسوشييتد برس، بيروت

بينما يسيطر المقاتلون المتحالفون مع الولايات المتحدة على الضفة الشرقية لنهر الفرات، قد تنشأ مواجهة حاسمة، بين الولايات المتحدة، وروسيا التي يهرع حلفاؤها للسيطرة على المنطقة الاستراتيجية ذاتها الغنية بالنفط من تنظيم (داعش).

في حين أن الجانبين سيتجنبان مواجهة مباشرة على الأرجح، إلا أن سيطرة القوات التي تدعمها الولايات المتحدة على مدينة الرقة، والاستيلاء السريع الذي تلا ذلك على أكبر حقول النفط السورية من تنظيم الدولة، أدت إلى إغضاب دمشق التي تحتاج إلى النفط لتعزيز اقتصادها المتدهور.

ومع تنافس التحالفات الدولية على هزيمة المقاتلين والاستيلاء على حقول النفط والغاز، أصدر الجيش الروسي سلسلة من التصريحات الغاضبة، متهمًا الولايات المتحدة بالتواطؤ مع تنظيم (داعش)، وجماعات متطرفة أخرى في محاولة لعرقلة تقدم الحكومة.

وضعت الولايات المتحدة وروسيا كلاهما قوات خاصة في صفوف شركائها، وتدعم كل منهما تقدمها بضربات جوية كثيفة. وقد تجنبا -حتى الآن- حدوث أي مواجهات كبيرة من خلال الإبقاء على اتصالات مفتوحة فيما بينهما، هدفها منع وقوع أي حوادث في الجو أو على الأرض.

قال ريان ديلان، المتحدث الرسمي باسم التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد “تنظيم الدولة الإسلامية”: إن الاتصالات مع الجانب الروسي متواصلة لتجنب الاحتكاك على الأرض حول حقل (العُمر) النفطي السوري، الذي استولت عليه “قوات سورية الديمقراطية” الكردية، يوم الأحد، ولكنه أشار إلى أن التحالف كان مستعدًا لأي احتمال.

تظهر هذه الصورة التي نشرتها وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا)، يوم الإثنين 4 أيلول/ سبتمبر 2017، جنودًا سوريين ومسلحين موالين للحكومة، واقفين على سيارات (بيك آب) مزودة بمدافع رشاشة، شرقي مدينة دير الزور، سورية.

في تصريح له لوكالة (الأسوشييتد بريس)، يوم الثلاثاء، قال ديلان: “إننا مستعدون للدفاع عن شركائنا، في حال تعرضهم لأي هجوم، سواء من مقاتلي تنظيم (داعش) أو من أي طرف آخر، لكننا لا نرغب في أن تؤول الأمور إلى ذلك، وسوف نستمر في تجنب الوقوع في صراع مع شركائنا الروس”. وأشار إلى أن “قوات سورية الديمقراطية” ستواصل مسيرها جنوبًا نحو مدينة البوكمال على الحدود العراقية تدعيمًا لمكاسبها؛ ما يؤجج المخاوف من صراع بين الجماعتين ورعاتهما من القوى العظمى.

إن المخاطر كبيرة، وقد تبادل الجانبان الاتهامات بإطلاق النار على بعضهما البعض في الماضي. وبعد أن فقد “تنظيم الدولة الإسلامية” السيطرةَ على المنطقة، تقدمت قوات الحكومة السورية –المدعومة من إيران وروسيا- في الضفة الغربية لنهر الفرات، بينما تتقدم “قوات سورية الديمقراطية”، المدعومة أميركيًا، في الضفة الشرقية، وقد استولت على حقل غاز طبيعي رئيس وحقول نفط صغيرة أخرى، بالإضافة إلى حقل (العمر). ويُعد حقل العمر الذي كان ينتج قبل الحرب حوالي 90 ألف برميل يوميًا، جائزةً كبيرة لكلا الجانبين، وبخاصة للحكومة السورية التي أهلكت خزائنها، من جراء الحرب في البلاد التي دخلت سنتها السابعة الآن.

حافظت الحكومة السورية والأكراد على علاقة معقدة بينهما، في أثناء الحرب السورية، بالامتناع عن المواجهة فيما بينهما بشكل خاص، بينما اتهم بعض الثوار الأكراد بالوقوف مع الرئيس السوري. لكن دعم الولايات المتحدة، في القتال ضد “تنظيم الدولة الإسلامية”، أدى إلى تقوية الأكراد السوريين الذين أصبحوا يسيطرون على حوالي ربع الأراضي السورية، وقد أدى توسعهم في أراض غير كردية، ذات أغلبية عربية، إلى إزعاج دمشق.

في هذه الصورة الملتقطة في 26 تموز/ يوليو، 2017، يمر مقاتلو “قوات سورية الديمقراطية”، المدعومة أميركيًا، بمحلات مدمرة، حيث خاضوا المعارك ضد جماعة “تنظيم الدولة الإسلامية”، على الجانب الشرقي من مدينة الرقة، سورية.

إذ إن استيلاءهم على مدينة الرقة: العاصمة السابقة لما يسمى بخلافة “تنظيم الدولة الإسلامية”، يعدّ انتصارًا مرموقًا، كما أنه زاد من شهرتهم بين العامة، وتجاهلت وسائل الإعلام الحكومية السورية التقارير، حول استيلاء القوات المدعومة من الولايات المتحدة لمدينة الرقة لأيام، وليس واضحًا كيف ستستجيب القوات السورية على استيلاء “قوات سورية الديمقراطية”، على حقل (العمر).

علا صوت الخطابات من كلا الطرفين، وبدأ كلاهما بالحديث عن احتمال المواجهة. وقال وزير الإعلام السوري محمد رامز ترجمان، في مقابلة مع وكالة أنباء (نوفوستي)، يوم الإثنين: “لا نعتبر أي مدينة محررة، قبل أن يدخلها الجيش السوري ويرفع فيها العلم السوري”. وذهب أحد النواب السوريين البارزين في دمشق إلى أبعد من ذلك، إذ قال خالد عبود، وآراؤه تعكس تفكير الحكومة: “سنواجه أي طرف يقف في وجه الجيش العربي السوري، وسيستعيد حلفاؤه أي منطقة يريدونها”.

وقال أحمد أبو خولة، قائد المجلس العسكري في مدينة دير الزور، والذي يقود المعركة ضد (قوات سورية الديمقراطية): هدفنا هو تحرير الضفة الشرقية لنهر الفرات، وأضاف أن قواته لا تود الاشتباك مع أي طرف، عدا تنظيم الدولة، في هذه المرحلة. وقال: “كنا مصممين على الاستيلاء على حقل النفط هذا، ونتوقع حدوث أي شيء. بإمكاننا توقع أي اشتباك، وقد اتخذنا احتياطاتنا. هدفنا تحرير الضفة الشرقية، من شمالها إلى جنوبها”. وأضاف: “نحن مستعدون لأي حلول كانت: سياسية أو دبلوماسية أو عسكرية”.

يقترح البعض أن “قوات سورية الديمقراطية” تمتلك الآن أوراقًا كافية، تمكنها من مساومة الحكومة السورية في مفاوضات مستقبلية. وقالت جينيفر كافاريللا، الباحثة الرائدة في المعهد المختص بدراسة الحرب، ومقرّه في واشنطن، “أتوقع فعلًا أن يضغط نظام الأسد على (قوات سورية الديمقراطية) للتنازل عن حقل النفط، مقابل شكل معين من الدعم المالي أو من دعم الطاقة من قبل النظام”. وقالت: إن روسيا وإيران والأسد سيستعدون على الأرجح لعقد اتفاق استراتيجي مع الميليشيا الكردية الرئيسة، بشأن الحكم المستقبلي لشرق سورية. وقالت: “قد تطالب روسيا والأسد بفرض حدود على الوجود الأميركي في شرق سورية، كشرط للاتفاق”.

قال حسن حسن، وهو خبير سوري ساهم في تأليف كتاب عن “تنظيم الدولة الإسلامية”: إنه لا يعتقد حدوث مواجهة حاسمة. وبيّن: “نفترض أن (قوات سورية الديمقراطية) ستواصل سيطرتها على حقل النفط، وعلى المناطق المحيطة به؛ إذا ما التزمت روسيا باتفاق عدم المواجهة مع واشنطن، الذي ينص على أن يتجنب أحد الطرفين الهجوم على الطرف الآخر في منطقة محددة، استطاع طرد تنظيم (داعش) منها”. وأضاف: “لقد أراد النظام أن يسيطر على حقول النفط، لكن (قوات سورية الديمقراطية) تغلبت عليه”.

اسم المادة الأصلي Potential showdown in eastern Syria over IS-held territory الكاتب ZEINA KARAM and SARAH EL DEEB

زينة كرم و سارة الديب مكان النشر وتاريخه News Day

24/10/2017 رابط المقالة https://www.newsday.com/news/world/potential-showdown-in-eastern-syria-over-is-held-territory-1.14603707 ترجمة مروان زكريا


مروان زكريا


المصدر
جيرون