موسم الزيتون في درعا.. نُدرة بعد وفرة



سجّل إنتاج الزيتون في محافظة درعا، هذا العام، تراجعًا كبيرًا؛ نتيجة شحّ الري وارتفاع أسعار المستلزمات الزراعية؛ ما انعكس سلبًا على كميات المحصول. ويُعتبر موسم الزيتون مصدر دخلٍ رئيس، لعدد كبير من أهالي المحافظة.

قال صالح محمد، وهو صاحب مزرعة زيتون في درعا، لـ (جيرون): “انخفضَ إنتاج موسم الزيتون، في مناطق ريف درعا الشرقي، على نحوٍ كبير؛ نتيجةَ شحّ الأمطار وقلة مياه الري وارتفاع كلفتها، إضافة إلى عدم توفّر الأسمدة والمواد الضرورية المساعِدة على الإنتاج، بسبب منعِ حواجز النظام إدخال مثل هذه المواد إلى المناطق المحررة في درعا”، مؤكدًا “أن الموسم في ريف درعا الشرقي، هذا العام، غيرُ مبشِّر، فيما من المتوقع أن تكون كميات الإنتاج في المناطق الغربية أفضل، نتيجة توفر مياه الآبار وطبيعة التربة الخصبة”.

أكد عبد الله الحمصي، مواطن من ريف درعا، لـ (جيرون): “أن مزارع الزيتون باتت مناسبة للتحطيب؛ لأنها فقدت حيويتها وضمرت، فمعظم الأشجار تعاني من الجفاف وقلة الاهتمام، نتيجة ارتفاع تكاليف الحراثة والأسمدة، وعدم توفّر الأدوية الزراعية والمبيدات الحشرية التي تحسّن المحصول وتحميه، فضلًا عن قلة مياه الري التي تُنقل من الآبار إلى المزارع، بواسطة خزانات المياه على الجرارات أو السيارات، وغلائها -إنْ وُجدت- وارتفاع تكاليف نقلها؛ ما أنهك المُزارِع الذي اضطُّر إلى ترك مزرعته من دون رعاية. وأضاف في هذا الصدد: “لم أشهد موسمًا مثل هذا الموسم، طوال حياتي، على الرغم من أن موسم العام الماضي تراجع إلى النصف، لكن موسم هذا العام هو الأسوأ، منذ بداية الحرب في سورية، فمعظم المزارعين الذين كانوا يبيعون محصولَهم في الأعوام السابقة، سيُضطرون إلى شراء مؤونة الزيت، هذا العام”.

أردف الحمصي: “ارتفعتْ أسعار صفيحة الزيت إلى ضعف ما كانت عليه، في العام الماضي، حيث تُباع صفيحة الزيت سعة 16 ليترًا بنحو 30 ألف ليرة سورية للنوعية الجيدة، وبنحو 25 ألف ليرة لزيت المواسم القديمة، كما ارتفعت أجور اليد العاملة في قطاف الزيتون”.

من جهة ثانية، تحدث إبراهيم الخطيب، وهو ناشط من درعا، عن وجود فوارق خيالية في أسعار زيت الزيتون، هذا العام، بالنظر إلى العام الماضي، وأردف في هذا الخصوص: “وصلَ سعر صفيحة زيت الزيتون هذا العام إلى 30 ألف ليرة سورية، بينما كانت بـ 13 ألف ليرة العام الماضي”.

عزا الخطيب هذا الغلاء الفاحش، إلى ممارساتِ بعض التجار الجشعين الذين كان لهم دورٌ أيضًا في رفع أسعار منتوج الزيت، وقال موضحًا: “بعض التجار كانوا يشترون كميات كبيرة من الزيت، بأسعار عادية، ثم يصدرونها إلى مناطق النظام بأسعار مرتفعة؛ ما أوجدَ ظاهرة ارتفاع سعر زيت الزيتون، هذا العام، علمًا أن التكلفة لم تختلف عن موسم العام الماضي، لكن تدخّل التجار، واستغلال حاجة المزارعين، أدّيا إلى ارتفاع الأسعار هذا العام”.


جيرون


المصدر
جيرون