إعادة تأهيل نساء سوريات في تركيا.. وجهات نظر



تظهر حاجة النساء إلى الانخراط في المجتمعات المُضيفة أكثر من غيرهن من فئات المجتمع، كونهن المُسيّر الأول لشؤون الأسرة. على مدار السنوات الست الماضية، نشأت في تركيا العديد من مراكز التأهيل للنساء السوريات، بعضها مشاريع تركية بإشراف الحكومة، وأخرى تحت إشراف سوريين، وتهدف بمجملها إلى مساعدة السوريات في التخلّص من الآثار النفسية التي تركتها الحرب عليهنّ، وتمكينهن من القيام بأدوار إيجابية ومفيدة في محيطهن. وتؤكد ناشطات سوريات أن الجمعيات السورية التي تنشط في تركيا، على الرغم من ضعف إمكاناتها، تؤثر بفاعلية أكبر من نظيراتها التركية.

جمعية المرأة والديمقراطية (kadem) واحدة من الجمعيات التركية التي تأسست منذ ثلاثة أعوام، وتقوم بمشروعات خدمية متنوعة للاجئات السوريات في تركيا، بهدف المساهمة في اندماجهن مع المجتمع التركي. وذلك وفقًا لما نقلته وكالة (الأناضول)، عن مديرة الجمعية سارة آيدن يلماز.

أشارت سارة إلى أنها -في إطار مشروعاتها الخدمية- افتتحَت مراكز تكامل اجتماعي للاجئات السوريات، في عدة ولايات تركية، منها (غازي عنتاب، إسطنبول، سقاريا)، وذلك عقِب رصد ميداني واسع النطاق، داخل وخارج مخيمات اللاجئين”.

ومن الخدمات التي تقدّمها الجمعية، “تنظيم دورات مهنية لتعليم النساء السوريات والتركيات، فنونَ الخياطة والتصميم والتصوير؛ لتعزيز خبراتهن في الحياة اليومية في المجتمع، إضافةً إلى تنظيم دورات للنساء التركيات الراغبات في تعلم اللغة العربية؛ الأمر الذي يضمن احتكاكهن مع السوريات، ويسهم في الاندماج بشكلٍ أسرع، كما تركز الجمعية على تدريب النساء السوريات على التصوير، وهناك خطة لنقل الصور المُلتقطة، خلال الدورات إلى الأمم المتحدة”. بحسب الوكالة.

على الرغم من كثرة الجمعيات التركية المهتمة بتمكين المرأة السورية، والتي تأسّس بعضها نتيجة النجاح الذي حققته الجمعيات السورية، إلا أن هذه الجمعيات تبقى، من وجهة نظر نجلاء الشيخ مديرة مركز (كريمات)، وهو مركز نسائي سوري في مدينة كلّس التركية، “غيرَ فاعلة على الأرض، مقارنةً بالجمعيات السورية”، وقالت نجلاء في حديثها لـ (جيرون): “من وجهة نظري؛ نحن نعرف ما تحتاج إليه المرأة السورية أكثر. نحن أصحاب القضية والهمّ، وحتمًا سنكون أقدر على النهوض بالمرأة السورية أكثر من الجمعيات التركية”.

تعتقد نجلاء أن الجمعيات التركية تتفوّق على نظيرتها السورية، في أمر واحد فقط، هو التمويل والدعم المادي، وأضافت في هذا الجانب: “هم يحصلون على دعم من الاتحاد الأوروبي، ويمنَحون موظفيهم رواتب، وهذا ما لا يتوفر لدينا، في ظل الإمكانات البسيطة التي نعمل بها”.

من جهة ثانية، تعتقد أحلام ميلاجي، وهي مديرة جمعية (زنوبيا) -جمعية نسائية سورية تنشط في مدينة غازي عنتاب التركية- أن “هناك فجوة بين الجمعيات السورية والتركية، فالجمعيات التركية تصبّ اهتمامها على النواحي الإغاثية، بينما المجتمع السوري، اليوم، بعد ست سنوات من اللجوء، لم يعد بحاجة إلى خدمات إغاثية فحسب”.

وأضافت: “اختلفت حاجات السوريين عن السنوات السابقة، لا سيما بعد انتشار ظواهر مجتمعية سلبية، كعمالة الأطفال، زواج القاصرات، زواج الأتراك من نساء سوريات سرًّا، إضافة إلى حالات الطلاق والتفكّك الأسري”.

ترى أحلام أنه لو توفّر للجمعيات السورية ما يتاح للتركية، من إمكانات مادية ولوجستية وقانونية؛ فإن نتائج أعمالها حتمًا ستكون أفضل، وأضافت في هذا السياق: “تفتقر أغلب الجمعيات السورية إلى أدنى شروط العمل، فهي غير قادرة على تأمين أذونات عمل للموظفين، أما التركية فهي مرخصة وقانونية، وهذا ما يمنح العاملين فيها حيزًا أكبر من الحرية، في تنفيذ خططهم، إضافة إلى التمويل الذي يلعب دورًا كبيرًا، في سرعة تحقيق الأهداف وتنفيذ البرامج”.


نسرين أنابلي


المصدر
جيرون