دايلي نيوز: الصفقة مع روسيا حول سورية باتت قريبة



صورة مقتطعة من الفيديو المنشور، يوم الأربعاء 8 تشرين الثاني/ نوفمبر، 2017، على الإعلام العسكري السوري المركزي التي تسيطر عليه الحكومة، تظهر دبابة تقصف مواقع لميليشيات على الحدود السورية العراقية. الولايات المتحدة الأميركية وروسيا على وشك التوصل إلى اتفاق بما يخص سورية، وكيفية حل مشكلة الحرب الأهلية للبلد العربي، مباشرة بعد هزيمة جماعة (الدولة الإسلامية). 9 تشرين الثاني/ نوفمبر، الإعلام العسكري السوري المركزي. عبر الأسوشيتد برس.

حسب وكالة (الأسوشيتد برس) واشنطن، أوضح بعض المسؤولين أن الولايات المتحدة وروسيا تقتربان من التوصل إلى اتفاقية بشأن سورية، عن كيفية إيجاد حل لوقف الحرب الأهلية في البلد العربي، بعد هزيمة تنظيم (الدولة الإسلامية).

قال مسؤولون أميركيون إنه إذا تم التوصل إلى اتفاقية؛ فسيتم الإعلان عنها من قبل الرئيسين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين، عقب اجتماعهما في فيتنام. إلا أن السكرتيرة الإعلامية (الناطقة الرسمية) للبيت الأبيض، سارة هاكابي ساندرز، قالت يوم الجمعة إنهما لن يعقدا اجتماعًا رسميًا، بسبب زحمة في مواعيد (كلا الطرفين). واستدركت أن من الممكن أن يعقد ترامب وبوتين لقاء أقل رسمية، في أثناء تواجدهما في الفييتنام. وكانت الولايات المتحدة مترددة بشأن عقد اجتماع رسمي بين الرئيسين، إلا إذا نتج عنه اتفاق حقيقي.

يأتي التفاهم المرتقب مع اقتراب مجموعة من القوى من القضاء على تنظيم (الدولة الإسلامية)، التنظيم المتطرف الذي كان يسيطر على مساحات شاسعة، في كل من العراق وسورية. وبما أن محاربة التنظيم لم تعد أولوية، عاد التركيز مجددًا إلى الصراع السوري المستعصي بين حكومة الرئيس بشار الأسد والثوار، وإلى المخاوف من سيطرة قوى أجنبية، كإيران، على مستقبل البلد.

قال المسؤولون إن الاتفاق الأميركي الروسي الذي يتم التشاور فيها ستركز على ثلاثة عناصر: (تجنب المواجهة) بين الجيشين: الأميركي والروسي، والحد من العنف في الحرب الأهلية، وتنشيط محادثات السلام التي تقودها الأمم المتحدة، ولم يُسمح للمسؤولين بمناقشة المداولات، وطلبوا عدم ذكر أسمائهم.

حافظ الجيشان: الأميركي والروسي، على خط تواصل (لتجنب المواجهة) لسنوات، لتفادي صدام غير مقصود أو حتى مواجهة محتملة، بما أنهما فاعلان في الأجواء السورية المزدحمة. ويُذكر أن الحملة الجوية الروسية المكثفة كان لها الفضل في تعزيز موقف الأسد، الحليف الوثيق لموسكو.

مع اقتراب هزيمة تنظيم الدولة، تخسر الولايات المتحدة وروسيا عدوهما المشترك في سورية، إلا أنهما سيبقيان في معركة بالوكالة، حيث تدعم روسيا الأسد، وتقدم الولايات المتحدة، على الأقل، موقفًا داعمًا لجماعات المعارضة المسلحة التي تقاتل الحكومة. وقال المسؤولون إن ذلك زاد من الحاجة إلى تواصل وثيق بين القوتين، حول مكان عمل قواتهما في أي وقت كان.

تسعى الاتفاقية أيضًا إلى مواصلة تأمين (مناطق تخفيف حدة التصعيد) في سورية، والتي كان لها دور كبير في تهدئة الأوضاع في بعض الأجزاء من البلاد. وفي شهر تموز/ يوليو، وعندما عقد ترامب أول اجتماع له مع بوتين في ألمانيا، أعلنت الولايات المتحدة وروسيا عن اتفاقية شملت الأردن، وأعلنت عن وقف إطلاق للنار في جنوب غرب سورية. وقالت الولايات المتحدة إن اتفاق وقف إطلاق النار صمد إلى حد بعيد، ويمكن تكراره في مناطق أخرى من البلاد.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يحضر حوارية APEC-ASEAN، على هامش قمة APEC، في دانانغ، فيتنام، يوم الجمعة 10 تشرين الثاني/ نوفمبر، 2017. (جورج سيلفا، من مجموعة صور، عبر الأسوشيتد برس).

تُعتبر إحدى مخاوف الولايات المتحدة، والتي يشاطرها إياها حليفها الوثيق: (إسرائيل)، هي وجود الميليشيات المدعومة من إيران في سورية، والتي استغلت الفراغ الذي حدث في السلطة؛ إذ سعت الولايات المتحدة و(إسرائيل) إلى إيجاد سبل لمنع قوات موالية لإيران: العدو الرئيس لـ (إسرائيل)، من تأسيس وجود دائم لها. وتتوقف على فكرة إنشاء (منطقة عازلة) على طول الحدود الإسرائيلية مع سورية. وسيؤكد عنصر ثالث في الاتفاقية من جديد على دعم جهد الأمم المتحدة، بما أنه نفذ في مؤتمر جنيف، سعيًا إلى انتقال سياسي في سورية ووقف للحرب الأهلية. وقد كانت الولايات المتحدة وروسيا على خلاف بشأن بقاء الأسد في السلطة، في الحكومة السورية المستقبلية.

إن المحادثات التي رعتها الأمم المتحدة، والتي عُقدت بشكل متقطع ودون أي تقدم ملحوظ، ليست المحادثات الوحيدة المتعلقة بمستقبل سورية؛ إذ حاولت روسيا وتركيا وإيران التوسط في المحادثات التي رعتها في أستانا، في كازخستان. وتنظر الولايات المتحدة إلى تلك المحادثات بشيء من القلق، بسبب اشتراك إيران، على الرغم من أن هذه الدول رعت اتفاقات لوقف إطلاق النار، أدت إلى الحد من العنف أيضًا.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية، هيذر نويرت، يوم الخميس: “إننا نؤمن بأن محادثات جنيف هي الطريق الصحيحة”. وأضافت: “من المؤسف أنها لا تزال بعيدة عن تحقيق غاياتها، لكننا نقترب منها”.

وقد تسعى الاتفاقية الأميركية الروسية إلى توسيع تفويض “مركز مراقبة” مشترك، تم تأسيسه هذا العام في عمان، عاصمة الأردن، لمراقبة انتهاكات اتفاقات وقف إطلاق النار وتطورات أخرى على الأرض. وقد ركز على جنوب غرب سورية، في المنطقة التي أُبرمت فيها اتفاقية وقف إطلاق النار، ولكن يمكن الاستفادة منه لمراقبة مساحات أوسع من البلاد.

وعلى الرغم من أن موسكو سعت إلى عقد اجتماع رسمي بين ترامب وبوتين، في أثناء تواجد الاثنين في فييتنام هذا الأسبوع، إلا أن الولايات المتحدة لم تلتزم باجتماع كهذا. ويعتمد قلق واشنطن على أن اجتماعًا كهذا لن يخدم المصالح الأميركية، إلا إذا حدث تقدم بين الدولتين يمكن الإعلان عنه، بخصوص سورية أو بخصوص أمور أخرى. وقال مساعدو بوتين إن اجتماعًا سيعقد يوم الجمعة، وإن الحكومتين تعملان على تحديد وقت ومكان وشكل الاجتماع.

وقال وزير الخارجية، ريكس تيلرسون، يوم الخميس في بكين: (لقد كنا على تواصل معهم، وكان سؤالنا، في حال اجتمع الرئيسان، هل هناك أمر مهم للحديث عنه، يتطلب عقد اجتماع رسمي!”.

اسم المقالة الأصلي Deal with Russia on Syria’s future is near الكاتب THE ASSOCIATED PRESS

الأسوشييتد برس مكان النشر وتاريخه Daily News

10تشرين الثاني/ نوفمبر 2017 رابط المقالة http://www.nydailynews.com/newswires/news/national/russia-seek-understanding-steps-syria-article-1.3623246/ ترجمة مروان زكريا


مروان زكريا


المصدر
جيرون