ماتوزوف لـ (جيرون): روسيا مع أستانا ومسؤولون إسرائيليون يزورون الجزيرة السورية



قال فيتشسلاف ماتوزوف، المحلل السياسي والدبلوماسي الروسي السابق: إن “روسيا أيدت -وما تزال- مؤتمر أستانا، وترحب بتصريحات وزارة الخارجية الكازاخستانية التي تقول ببذل المزيد من الجهود، لجمع المشاركين في أستانا مرة أخرى”، مشيرًا إلى أن “روسيا تعتبر المؤتمر الشعبي في سورية، سواء عقد في حميميم أو غيرها، خطوةً لتسريع العمل من أجل مؤتمر جنيف”.

أضاف ماتوزوف، خلال حوار أجرته معه (جيرون)، أن “روسيا ترحب بأي لقاءات للمعارضة السورية، بما فيها لقاء المعارضة السورية الأخير في الرياض”، مشيرًا إلى “تشجيع روسيا مساعي المعارضة التي تأتي إلى موسكو؛ من أجل دعم الحل السياسي في سورية”. وتابع: “مؤتمر جنيف ما يزال النقطة الأساسية، ودعم جنيف متزامن مع ضرورة بقاء بشار الأسد في المرحلة الانتقالية، وفي نهايتها يكون هناك انتخابات، يشارك فيها بشار الأسد، والشعب السوري هو من سيقرر”.

وقال أيضًا إن “على الهيئة العليا للمفاوضات أن تأخذ موقفًا مشتركًا، مع منصتي موسكو والقاهرة، والدخول في مفاوضات جنيف جنبًا إلى جنب. هذا الأمر يتطلب الشجاعة والخروج من الكهف، لقد تغيرت المواقف الأميركية، وتغير الموقف التركي، وكذلك السعودي خلال زيارة الملك سلمان التاريخية إلى موسكو”، معتبرًا أن “هذا دليل على أن العالم يتغير لضرورة اعتماد الحل السياسي”، على حد قوله.

يرى المسؤول الروسي السابق أن “الائتلاف الوطني لا يستشعر هذه التغيرات الموجودة، في العالم وعلى الأرض. الصراع لم يعد ضد (داعش) و(النصرة) فحسب، لكن هناك “حزب الاتحاد الديمقراطي” الكردي، وروسيا لا تنظر إلى نشاط “الاتحاد الديمقراطي” الكردي، كنشاط المعادين للإرهاب، بل أكثر من هذا، حيث إن “الاتحاد الديمقراطي” الكردي رفض الحضور إلى المؤتمر الشعبي في حميميم. وذلك يعود إلى سبب واحد، هو مسعاهم لإعلان الدولة المستقلة”.

حول موقف روسيا من إعلان دولة مستقلة أو أي مشروع تقسيمي، يقول إن “روسيا ضد ذلك بالمطلق، ولا يمكن لروسيا أن تؤيد التقسيم، على أساس قومي في المنطقة. روسيا تُصارح أميركا في هذا الموضوع وتعارضه، حتى في ما يتعلق بالحكم الذاتي، فهذا قرار للسوريين، وضمن الحوار السوري-السوري، الشعب السوري وهو وحده من يقرر ذلك”.

تابع: “(إسرائيل) هي المشكلة الكبرى، دور (إسرائيل) في المنطقة واضح تمامًا، وهذا الدور مرتبط بالدور الأميركي، والإدارة الأميركية تنسق خطواتها السياسية مع (إسرائيل)، وروسيا مضطرة إلى أن تأخذ بالحسبان الموقف الإسرائيلي، وتنسق مع القادة الإسرائيليين لمعالجة أي إمكانية للاشتباك المسلح بين القوات الجوية. (إسرائيل) غير ملتزمة في بعض الأحيان بمركز التنسيق والمراقبة، منعًا من الاصطدام في الأجواء، ونلمس ذلك من خلال إغارة الجيش الإسرائيلي على مواقع للجيش العربي السوري، مع تجاهل قوات (جبهة النصرة) الموجودة قريبة من حدودها في القنيطرة”، وفق قوله.

تحدث ماتوزوف عن زيارات، يقوم بها مسؤولون إسرائيليون إلى مناطق سيطرة “الاتحاد الديمقراطي” الكردي، في الجزيرة السورية، باستمرار، وقال: إن “الأكراد يتعاملون مع (إسرائيل)، ونتنياهو يؤيد قيام دولة كردية مستقلة، ويدعم ذلك. في المقلب الآخر، أود أن أذكّر الأكراد بكلام روبرت فورد الذي توجه إلى الأكراد بأن عليهم ألا يعولوا على أميركا التي تدعمهم الآن، لأنها ستتركهم لاحقا من دون (بنطلون)”.

عن موقف روسيا من إبعاد الميليشيات الإيرانية -حسب الطلب الإسرائيلي- عن جنوب سورية، يقول ماتوزوف: إن “روسيا لا تعمل شيئا لإبعاد تلك القوى التي تشارك السلطة السورية (الشرعية) في محاربة الإرهاب، وروسيا لا تنظر إلى (حزب الله) كقوة إرهابية”. وزعم أيضًا أن “دور إيران اليوم دور إيجابي، لأن إيران تدعم السلطة السورية، وكل الجهود الروسية في تقوية كل من يحارب الإرهاب في كل المناطق، ولذلك، أي طرح يضر في مكافحة الإرهاب فإن روسيا ترفضه”.

في ما يخص الموقف الروسي من الدخول التركي إلى إدلب، يعتبر ماتوزوف أن “تركيا لا تزال القوة الداعمة للمعارضة، ولديها علاقات مميزة مع (النصرة)”، وقال: “روسيا تراقب القوات التركية في دخولها إلى إدلب، وتتابع الحوار بين القوات التركية و(جبهة النصرة)”.

أضاف: “الوجود التركي غير مرحب به من قبل السلطة السورية، لكن في الظروف الحالية وتبعًا للوضع الميداني، فالسلطة السورية تفضل ألا تكافح الوجود العسكري التركي. إذا كانت السلطة التركية تبرر وجودها العسكري في تركيا بأنه ليس لتأسيس دولة عثمانية أو لاحتلال أراضي سورية؛ فنحن نعتبر وجودهم لمنع تمدد (روج آفا) وفتح ممر إلى البحر المتوسط”.

يعتقد ماتوزوف أن بلاده “من البداية، لا تؤيد بشار الأسد، بل تؤيد السلطة السورية. إذا كان هناك انتخابات حرة وشفافة، تأخذ القرار لتغيير القيادة السورية؛ فإن روسيا لا تمانع.. روسيا تعمل كل شيء لمساعدة السوريين، في إجراء مثل هذه الانتخابات، روسيا مستعدة لضمان الانتخابات”.


جيرون


المصدر
جيرون