هكذا أخلت “داعش” الرقة برعاية “قسد” والتحالف



كشف تقرير مصور أعدته محطة (بي بي سي)، وعرضه القسم العربي في المحطة، أمس الثلاثاء، أسرارَ صفقةٍ سرية، أنجزتها قيادات من (قسد) و(داعش)، تنص على نقل مسلحي التنظيم، من الرقة إلى الحدود العراقية السورية، مقابل وعود بآلاف الدولارات لسائقي الشاحنات.

دخلَت الشاحنات إلى الرقة من دون أي مرافقة، وقال قائد القافلة: وجدنا “مقاتلي (داعش) بأسلحتهم وأحزمتهم الناسفة أمامنا، ثم قاموا بتفخيخ شاحناتنا، وقالوا إنهم سيفجرون القافلة كلها؛ إذا ما حدث شيء خاطئ في الصفقة”، وتابع: “كانوا يلبسون أحزمة ناسفة، حتى أولادهم ونساؤهم”.

وأضاف أنهم، كسائقين، اعتادوا على تمرير البضائع في تلك “المناطق الخطرة والمدمرة”، بين مناطق سيطرة النظام و(داعش) و(قسد)، دون أن يعترض أحد طريقهم، لكن هذه المرة أخبره قادة في (قسد) أن عليه قيادة قافلة، تحمل “بضعة أُسرٍ نازحة، نحو مخيمات في الشمال، في رحلة لا تتعدى 6 ساعات”، كان ذلك في 12 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، ثم اكتشف مع زملائه أنهم خُدعوا، وأن الرحلة قاسية ومدتها نحو 3 أيام، وأن الحمولة مقاتلو (داعش) وعائلاتهم، وأطنان من الأسلحة.

يقول سائق آخر: “أخذنا نحو 4000 شخص، منهم نساء وأطفال، وترافقت عرباتنا وعرباتهم”، ويوضح زميل له أن طول القافلة “بلغ 6 إلى 7 كيلومترات، وضمت على الأغلب 50 شاحنة، و13 حافلة، وأكثر من 100 عربة لمجموعات (داعش)”. وفق التقرير، أظهرت صورٌ سرية نحو “10 شاحنات محُمّلة بالأسلحة والذخيرة”.

الاتفاق الذي أعلنت عنه (قسد) -حينذاك- يقول إنهم بضع عشرات من عناصر (داعش)، عائلاتهم من أبناء المنطقة، لكن السائقين لفتوا إلى وجود “عدد كبير من الأجانب، من فرنسا وتركيا وأذربيجان وباكستان واليمن والسعودية والصين وتونس ومصر، وبعض القوميات الأخرى”.

أشار تحقيق القناة إلى أن التحالف اعترف بخروج “350 مقاتلًا” مع عائلاتهم، لكن قائد القافلة أكد أن برفقة كل سائق “3 أو 4 أجانب”، وأضاف: “كانوا يضربون ويهينون السائقين بأسماء مثل (كافر) أو (خنزير)”، ويهددون بأنهم “سيعودون”، ولفت إلى أن “السائقين العرب تعرضوا لسوء المعاملة، وللتهديد على كامل الطريق”.

بعض الأهالي والسائقين أكدوا أن سيارتي (هامفي) كانتا تتقدمان القافلة لتنظيم المسير، وتمنعان أي سيارة من “تجاوز” القافلة، ويرافقها من الجو “طيران التحالف” الذي كان يرمي في الليل “قنابل مضيئة لتنير الطريق”، حتى وصلوا إلى مناطق خلف حواجز (قسد)، حيث أفرغوا حمولتهم.

وضّح أحد المهربين، عبر الحدود السورية التركية، أن هناك “فرنسيين وأوروبيين وأوزبك وشيشانيين” يريدون عبور الحدود، لكن “التهريب أصبح أكثر صعوبة”، بسبب الإجراءات التركية، ويعتقد أن “هؤلاء الأجانب لديهم شبكاتهم الخاصة من المهربين، وغالبًا هم الأشخاص نفسهم الذين ساعدوهم في الدخول إلى سورية.. إنهم متعاونون مع بعضهم”.

أبو مصعب -وهو رئيس استخبارات (داعش) في الرقة- لم يستطع الفرار عبر المهربين، بعد أن ترك القافلة؛ وقد أصبح الآن في سجن على الحدود السورية التركية، يقول: “إن القافلة وصلت إلى منطقة قريبة من الحدود السورية-العراقية”، وإن “الآلاف هربوا”. ح. ق.


جيرون


المصدر
جيرون