واشنطن بوست: صفقة جديدة مع روسيا يبدو من الصعب أن تكون حقيقية. ربما تكون.



سوريون يحفرون بين حطام المبنى أثناء بحثهم عن الناجين. (زين الرفاعي/ وكالة الصحافة الفرنسية عبر صور جيتي)

تضمّن الدفاع الأخير للرئيس ترامب، عن الزعيم الروسي فلاديمير بوتين -مع الإشارة إلى إنكاره التدخل في الانتخابات الأميركية- دعوةً إلى البراغماتية. وقال على (تويتر): “إنَّ وجود علاقة جيدة مع روسيا أمرٌ جيد، وليس أمرًا سيئًا”، وأضاف: إن “روسيا يمكن أنْ تساعد كثيرًا” في مشكلات مثل كوريا الشمالية، وسورية، وأوكرانيا، والإرهاب.

من الناحية النظرية، هذا صحيحٌ. لكن المشكلة هي أنَّ السيد بوتين يتجاهل باستمرارٍ الصفقات التي يبرمها مع الولايات المتحدة، والحكومات المتحالفة معها. وهو يعدُ بالتعاون، بينما يسعى عمليًا إلى عرقلة الأهداف الأميركية، وإضعاف معنويات الديمقراطيات الغربية، وتفتيتها.

ينبغي على وزير الخارجية ريكس تيلرسون، الذي يعرف السيد بوتين جيدًا، أن يكون على درايةٍ بهذا الازدواجية، وعلى الرغم من ذلك، ما زال يسعى بجديةٍ نحو صفقاتٍ مع الكرملين.

وزارة الخارجية الأميركية أعلنت، يوم السبت 11 تشرين الثاني/ نوفمبر، عن صفقةٍ جديدة مع موسكو حول سورية، تُلزم روسيا بانسحاب القوات الإيرانية من البلاد، وبعملية سلامٍ تحت رعاية الأمم المتحدة، تنتهي بانتخاباتٍ تحت إشراف دولي تفضي إلى حكومةٍ جديدة. ومثل الاتفاقات المتعددة حول سورية، التي أبرمها السيد جون كيري (سلف تيلرسون) مع روسيا، يبدو من الصعب جدًا أنْ تكون حقيقية، وعلى الأرجح، إنَّها مثل كل تلك الصفقات السابقة.

يأتي هذا الاتفاق كنتيجةٍ لـ “منطقة خفض التصعيد”، في جنوب غرب سورية، التي توسطت فيها الولايات المتحدة، والأردن مع روسيا، في تموز/ يوليو الماضي، وقد أدى هذا الاتفاق إلى الحدّ من إراقة الدماء، بين القوات الموالية لنظام بشار الأسد، والمتمردين الذين يسيطرون على مناطق كبيرة بالقرب من الحدود السورية مع الأردن، و(إسرائيل). ويدعو الاتفاق الجديد إلى “تخفيض القوات الأجنبية، والمقاتلين الأجانب في المنطقة، والخلاص النهائي منها”. وسيشمل ذلك وحدات (حزب الله) اللبناني، والقوات الإيرانية، والميليشيات الشيعية التي جلبتها طهران من العراق، وأفغانستان.

(إسرائيل) التي اعترضت على وقف إطلاق النار الأول، ليست سعيدةً بالتكرار الجديد، حيث يقول مسؤولون إسرائيليون: إنَّ شروطًا غير معلنة تطلب من (حزب الله)، وغيره من القوات الإيرانية الانسحاب من الحدود المهمة على مرتفعات الجولان، ولكنْ في بعض المناطق إلى بعد ثلاثة أميالٍ فقط من المواقع الإسرائيلية.

لا يوجد جدولٌ زمني لانسحابهم الكامل من سورية. وأوضح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، أمس الاثنين 13 تشرين الثاني/ نوفمبر، أنَّ (إسرائيل) غير ملزمة بالاتفاق، وستستمر في عملياتها الخاصة التي شملت أكثر من مئة ضربةٍ ضد (حزب الله)، وغيره من أهدافٍ مرتبطة مع إيران.

وعندما سُئل مسؤولون أميركيون رفيعو المستوى عن كيفية إجبار روسيا على الانسحاب الإيراني، أو إلزام نظام الأسد بقبول انتخاباتٍ نزيهة؛ كان ردّهم الوحيد هو الرجوع إلى الاتفاق. كان ذلك صدى غير مقصود للسيد كيري الذي دافع بلا كللٍ عن ضرورة اختبار روسيا لالتزاماتها في سورية، وفي كلِّ مرةٍ تنتهك روسيا تلك الالتزامات؛ يصرُّ السيد كيري على أنْ تُتاح لموسكو فرصة أخرى.

يقف السيد تيلرسون وإدارة ترامب في بداية الدورة نفسها، ويعتقد المسؤولون الأميركيون أنَّ لديهم بعض النفوذ المتمثل في رفض الحكومات الغربية والحليفة لها، تقديم مساعدات إعادة الإعمار إلى سورية، ما لم تتحرك عملية السلام تحت رعاية الأمم المتحدة قدمًا. يجب على بوتين أيضًا أنْ يزن خطر الفشل في منع تحصن إيران في سورية من أنْ يؤدي إلى نشوب حربٍ مدمرة محتملة بين وكلاء إيران و(إسرائيل). ومع ذلك، ينبغي على السيد تيلرسون أنْ يتجنب الخطأ الغبي للسيد ترامب: وهو افتراض أنَّ السيد بوتين، بتقديمه ضماناتٍ غير محتملة، “يعنيها“.

اسم المقالة الأصلي A new deal with Russia sounds too good to be true. It probably is. الكاتب الافتتاحية، Editorial Board مكان النشر وتاريخه واشنطن بوست، The Washington Post، 13/11 رابط المقالة https://www.washingtonpost.com/opinions/global-opinions/a-new-deal-with-russia-sounds-too-good-to-be-true-it-probably-is/2017/11/13/65898032-c8a2-11e7-b0cf-7689a9f2d84e_story.html?utm_term=.aaaa3f876055 عدد الكلمات 538 ترجمة أحمد عيشة


أحمد عيشة


المصدر
جيرون