تفاصيل جديدة عن اتفاق الجنوب.. الدويري: الجانب التقني معلّق



كشفت صحيفة (يديعوت أحرونوت)، أمس الأربعاء، تفاصيل جديدة، بخصوص الاتفاق الروسي الأميركي الذي أعلِن الأسبوع الماضي، في إطار اتفاق خفض التصعيد جنوب غربي سورية، في حين قال محللون إن ما تم الكشف عنه يشير إلى محاولة تأكيد، وإعادة بعث الروح، لاتفاقية وقف إطلاق النار الموقعة في الصيف الماضي.

جاء في تقرير الصحيفة الذي حمل عنوان (خطة تقسيم سورية) أن “الاتفاق الروسي الأميركي السري، بشأن انتشار القوات الإيرانية والموالية لإيران قرب الحدود مع (إسرائيل)، سيتم تطبيقه على مرحلتين”، وفق ما نقلت صحيفة (العربي الجديد).

ذكر التقرير أنه سيتم في المرحلة الأولى تجميد وضع إبقاء القوات الإيرانية والميليشيات الموالية لها على مسافة 5 كم، من نقطة التماس مع قوات المعارضة السورية، وليس على مسافة 5 كم، من الحدود مع (إسرائيل)، كما نُشر سابقًا. وفي المرحلة الثانية، ستتم مناقشة المطالب الإسرائيلية بإبعاد القوات الإيرانية والقوات الموالية لها مسافة 40 كم، من خط الحدود بين (إسرائيل) وسورية.

كشفت (أحرونوت) أيضًا، أنّ وثيقةً وُضِعت بالتنسيق، بين واشنطن وموسكو، كشفت بشكل صريح أنه في المرحلة الأولى ستنتشر القوات الموالية لإيران، العاملة إلى جانب جيش الأسد، على مسافة 5 كم، من مواقع قوات الثوار في هضبة الجولان، وليس على مسافة 5 كم، من الحدود مع (إسرائيل).

يقول المحلل العسكري والسياسي اللواء فايز الدويري، من العاصمة الأردنية عمان، في حديث لـ (جيرون): إن “هذا الاتفاق الثلاثي، وما كشف عنه، محاولةٌ تأكيد وإعادة بعث الروح لاتفاقية وقف إطلاق النار الموقعة، في الصيف الماضي (اتفاقية خفض التصعيد) في المنطقة الجنوبية، حيث إن الاتفاق القديم لم ينفذ بالكامل، ولم تحقق شروطه، كما أنه لم تُلبَّ من خلاله طلبات الدول المعنية”.

أضاف الدويري أن “الأردن طالَب بمنطقة خالية من الميليشيات المسلحة الشيعية، بحيث تكون هذه الميليشيات بعيدة عن الحدود الأردنية 15 كم على الأقل، خط قرفة – خربة غزالة”، وقال مؤكدًا: “حتى هذه اللحظة، لم يتم الاتفاق بالضبط على عرض المنطقة وحدودها”، معقّبًا أن “إحراز تقدم في جنوب غرب سورية سيكون مؤشرًا على نجاح الوضع، في مناطق خفض التصعيد السورية الأخرى”.

وأشار إلى أن “التفاصيل التقنية للاتفاق لم تحسم بشكل نهائي، ولا سيما أن وزير الخارجية الروسي أكد أن هذا الأمر لم يُبحث في لقاء الرئيسين الأميركي والروسي.. هذا الكلام يمكن أن يفسر في عمق الجغرافيا السورية”. وتابع: “لا يوجد تفصيلات تقنية، بخصوص الوجود الإيراني بعد المنطقة العازلة، وبخصوص مصير تنظيم الدولة في حوض اليرموك ومنطقة اليادودة وما حولها، هذه الأمور لمّا تتضح بعد، والشيطان يكمن في التفاصيل”.

الدويري لفت الانتباه إلى أن “(إسرائيل) وضعت خطوطًا حمراء، فيما يتعلق بالوجود الإيراني في المنطقة، وأن الوجود الإيراني صار متجذرًا في سورية، وأن قواتها صارت جزءًا من الواقع السياسي الحالي في سورية”، لذلك “من السابق لأوانه الحديثُ عن إخراج إيران. حتى روسيا وأميركا غير قادرتين على ذلك، في المدى المنظور، ما لم تحدث مفاجآت، لا سيما بعد التصريحات الروسية الأخيرة، حول شرعية الوجود الإيراني في سورية”. (م.ص).


جيرون


المصدر
جيرون