حوض اليرموك أبرز ملاذ آخير لـ"تنظيم الدولة" ينتظر مصيره.. وأحد أخطر الأمنيين يقع بقبضة الجيش الحر



السورية نت - مراد الشامي

لم يبقَ لدى تنظيم "الدولة الإسلامية" سوى بضعة كيلومترات يسيطر عليها في سوريا، بعد انهياره في أبرز معاقله الرئيسية في الرقة، ودير الزور، بالتزامن مع خسارات مماثلة في العراق، كان آخرها قضاء القائم على الحدود مع سوريا.

ولا توجد خيارات كثيرة أمام التنظيم في سوريا، بسبب كثرة الهجمات التي يتعرض لها، سواءً من قبل التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، أو روسيا وقوات نظام الأسد، أو المعارضة السورية.

وحالياً يُعتبر حوض اليرموك غرب درعا من أبرز المعاقل المتبقية لدى "تنظيم الدولة" في سوريا، حيث ينتشر هناك ما يُعرف بـ"جيش خالد ابن الوليد" التابع للتنظيم، والذي تأسس مطلع العام 2016 بعد اندماج كل من لواء "شهداء اليرموك"، وحركة "المثنى الإسلامية"، و"جيش الجهاد".

أين ينتشر التنظيم؟

يسيطر "تنظيم الدولة" في حوض اليرموك على قرى وبلدات (الشجرة، وعابدين، وجملة، وبيت اره، وكوية، والقصير، وعين ذكر)، وتعتبر هذه المناطق المعقل الرئيسي لـ"لواء شهداء اليرموك"، والذي يعد أساس وجود "تنظيم الدولة" في تلك المنطقة.

و بعد اندماج "حركة المثنى" الإسلامية، و"جيش الجهاد" مع اللواء، وتشكيل "جيش خالد"، استطاع التنظيم التمدد والسيطرة على قرى وبلدات (تسيل، وعدوان، وسحم الجولان، وجلين، والمزيرعة)، بالإضافة لسيطرته على تلّي الجموع وعشترة بالقرب من مدينة نوى.

كما أطبق التنظيم حصاره على بلدة حيط المطلة على وادي اليرموك بالقرب من الحدود الأردنية، وحاول اقتحامها مرات عديدة إلا أن فصائل الجيش الحر تمكنت من صد تلك الهجمات و تكبيد التنظيم خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد.

معارك كثيرة أطلقتها فصائل الجبهة الجنوبية خلال العامين الماضيين لم تستطع أي منها تحقيق تقدم على حساب التنظيم في منطقة حوض اليرموك.

وفي مرات عدة، استغل التنظيم تلك المعارك ليتقدم باتجاه بعض النقاط ويسيطر على بعض الأسلحة والذخائر ، كما حصل مؤخراً حيث بادر "تنظيم الدولة" بمهاجمة الحاجز الرباعي، الذي يفصل ريف درعا الشمالي عن الأوسط، واستطاع السيطرة عليه لمدة ساعات قبل أن ينسحب ويحصل على بعض الأسلحة و الذخائر.

اعتقال أمراء للتنظيم

وخلال الأسابيع الماضية ازداد تنقل أمراء التنظيم وقياداته من شمال ووسط سوريا باتجاه منطقة حوض اليرموك، إلا أن ضعف المعلومات الاستخباراتية لدى الجيش الحر، كان عائقاً أمامه لمنعهم من الدخول إلى تلك المنطقة.

لكن أول أمس الثلاثاء لم يكن مرور عناصر "تنظيم الدولة" سهلاً، حيث ألقى مقاتلو ألوية "مجاهدي حوران" أحد فصائل الجبهة الجنوبية القبض على ثلاثة من أمراء التنظيم المتطرف على أحد الحواجز التابعة للألوية شرقي مدينة انخل، وكانوا قادمين من مناطق سيطرة النظام.

ودارت مواجهات بالأسلحة الخفيفة بين قوات المعارضة وأمراء التنظيم، مما أدى لإصابة واحد منهم، ثم سلموا أنفسهم.

ومن بين الأمراء الثلاثة "صلاح قطيش"، وهو أحد أخطر أمنيي التنظيم في سوريا، وقال ناشطون سوريون إنه كان مسؤولاً عن تنفيذ عمليات الإعدام.

وقد أتى برفقة اثنين آخرين من منطقة الحجر الأسود بالقرب من دمشق عبر حواجز النظام وصولا إلى مدينة انخل بريف درعا الشمالي، حيث كان ينوي الذهاب إلى منطقة حوض اليرموك معقل التنظيم غربي درعا.

مواجهة غير مباشرة

ويبدو أن منطقة حوض اليرموك ليست كغيرها من المناطق التي بسط "تنظيم الدولة" سيطرته عليها، وذلك لاعتبارت إقليمية ودولية، أهمها وجود التنظيم بالقرب من حدود الأردن، والاحتلال الإسرائيلي.

وهو ما يعني تهديدا كبيراً في حال أعلن التحالف الدولي بدء عملية له في تلك المنطقة، فقد يلجأ التنظيم للانتقام عبر دفع بعض عناصره الانتحاريين إلى داخل الأردن أو إلى الجولان المحتل.

ولذلك تعتبر المنطقة ذات وضع خاص، وتسعى الدول للتعامل معها بطريقة أمنية بحتة، وهذا ما اتبعته خلال الأشهر الماضية حيث قضت غارات مجهولة المصدر على حوالي 90% من قادة الصف الأول لدى "تنظيم الدولة"، وذلك خلال اجتماعات لهم تم رصدها عبر معلومات استخباراتية .

ولذلك يشير عسكريون في الجنوب السوري، إلى أنه رغم تحاشي المواجهة المباشرة الآن مع التنظيم، إلا أن بقائه في تلك المنطقة عند الحدود لن يستمر، وأن إخراجه منها كبقية معاقله الرئيسية في سوريا يبقى مسألة وقت.

اقرأ أيضا: طائرات الأسد تقصف أغذية تدخل الغوطة لأول مرة منذ 3 أشهر.. والمعارك مستمرة بإدارة المركبات (فيديو)




المصدر